البنتاجون تنشر بيانا يوضح التحرك الروسي لدخول أوكرانيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون"، اليوم الخميس، في بيان لها، عن أن مسؤول كبير في الوزارة قد صرح: بأن القوات الروسية في المرحلة الأولى من غزو أوكرانيا وتهاجم عبر ثلاثة ممرات.

وأضاف المسؤول: إن هناك قتالًا على بعد 20 ميلًا من وسط كييف العاصمة الأوكرانية بالإضافة إلى قتال حول مدينة خاركيف الشرقية وفي الجزء الجنوبي من الدولة المحاصرة.

وتابع المسؤول: أن هذه المحاور الثلاثة، مصممة، بشكل واضح لتكون مفتاح للسيطرة على مراكز سكانية رئيسية.

 وأكد المسؤول، على ان تقييم هو أن القوات الروسية لديها كل النية بشكل أساسي لقطع رأس الحكومة وتركيب أسلوبها الخاص في الحكم، وهو ما يفسر هذه التحركات المبكرة نحو كييف.

اقرأ أيضاً البنتاجون: 7 آلاف جندي أمريكي إضافي في ألمانيا لردع روسيا

وأشار المسؤول، إلي إن الهجوم بدأ في الظلام هذا الصباح، بتوقيت أوكرانيا ، بوابل من الصواريخ الروسية من حوالي 100 صاروخ متوسط المدى وقصير المدى وصواريخ "كروز"، ولقد جاءت الصواريخ من منصات برية وبحرية وجوية.

وأشار ايضاً، إلي استخدم الروس حوالي 75 قاذفة قنابل ثابتة الجناحين وثقيلة ومتوسطة كجزء من هجومهم.  كانت الأهداف في الأساس قواعد عسكرية وعقد دفاع جوي.  ولم يكن لديه تقدير للخسائر. وتابع، أن في أعقاب هذه الهجمات، توغلت القوات البرية الروسية في أوكرانيا.

 واختتم المسؤول، إن القوات الأوكرانية تقاوم الغزو وتقاوم لكنه لم يذكر تفاصيل.

 وصرح المسؤول عن التفاصيل حول القوات الأمريكية التي يتم نقلها إلى الجناح الشرقي لحلف الناتو لطمأنة دول المواجهة، وقال، ست مقاتلات من طراز F-35 Lightning 2 Joint Strike Fighters سوف يصلون إلى إستونيا وليتوانيا ورومانيا اليوم. 
 واضاف المسؤول، أن طائرات هليكوبتر أباتشي المنتشرة في جمهوريات البلطيق وبولندا من ألمانيا واليونان تعاني من بعض المشاكل المتعلقة بالطقس، لكن من المفترض أن تصل قريبًا.

وأشار المسؤول، إلى أن هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين يعبرون حدود أوكرانيا إلى الدول الغربية.

ويذكر أن ظل مسؤولو وزارة الدفاع يقولون منذ أسابيع إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يشن هذه الضربة على أوكرانيا.  وقال المسؤول إن بوتين اتخذ قرار غزو أوكرانيا حتى مع بقاء الخيارات الدبلوماسية.  وقال المسؤول إن بوتين يتحمل مسؤولية هذا العدوان غير المبرر، ويمكن إلقاء القتلى والجرحى والدمار تحت قدميه.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير الجاري، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الأوروبيين.

واستبق رئيسا جمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك"، دينيس بوشيلين وليونيد باستشنيك ذلك، وناشدا بوتين، في وقتٍ سابقٍ ذلك اليوم، بالاعتراف باستقلال الجمهوريتين.

وتحدث باشنيك، عن أن هناك معلومات حول استعداد كييف لهجوم واسع النطاق على نهر دونباس، وأكد أن الجمهورية تمكنت من تجنب كارثة إنسانية فقط بفضل روسيا.

بينما أكد بوشيلين، أن سكان دونباس يشعرون بالروح الروسية، والهدف الرئيسي لهم هو التكامل مع روسيا.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح  الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض حزمة عقوبات على روسيا، ستكون الأقسى على الإطلاق.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

وعلى الجانب الآخر، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فرض الأحكام العرفية في عموم البلاد.

وقال زيلينسكي، في خطاب موجه إلى الشعب الأوكراني، إن القوات الروسية شنت ضربات على مرافق للبنى التحتية العسكرية وحرس الحدود.

وأشار الريس الأوكراني إلى أنه في ظل هذه التطورات أجرى اتصالا مع نظيره الأمريكي جو بايدن، مشددًا على أن الولايات المتحدة قد شرعت في إعداد ردها على الإجراء العسكري الروسي، حسبما ذكر زيلنسكي.


وقبل أن تتطور الأوضاع بوتيرةٍ متسارعةٍ، كان الوضع  محتدمًا في منطقة دونباس، جنوب شرق أوكرانيا، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، المعلنتين من جانب واحد، اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.

وتدفع سلطات كييف، منذ فترة، بقوات إضافية ومعدات عسكرية ثقيلة، إلى خط التماس الفاصل بين قواتها المسلحة، والقوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، ما يرفع من حدة التوتر القائم في منطقة "دونباس"، جنوب شرق أوكرانيا.

وتدهور الوضع في دونباس خلال الأيام الماضية، وأبلغت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك المعلنتان من جانب واحد، عن تعرضهما للقصف مكثف من قبل القوات الأوكرانية، فيما نفت كييف تلك المزاعم، وقال الضابط المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام لوكالة "رويترز" البريطانية، "على الرغم من حقيقة أن مواقعنا تعرضت لإطلاق نار بأسلحة محظورة، منها مدفعية عيار 122 ملليمترًا، فإن القوات الأوكرانية لم تفتح النار ردًا على ذلك".

ومع ذلك، فقد تعهد الرئيس الأوكراني ، في الوقت ذاته، بأن بلاده "ستدافع عن نفسها" في مواجهة أي "غزو روسي"، حسب قوله.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.


إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا تقول إنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت تقوم واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ تصر روسيا على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.