شىء من الأمل

وبدأت حرب أوكرانيا !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

على عكس توقعات بعض محللينا مؤخرا الذين راهنوا على تسوية دبلوماسية للأزمة الأوكرانية ، بدأت الحرب الأوكرانية فجر أمس .. تحققت هذه المرة التوقعات الأمريكية فى الموعد الجديد الذى حددته لهذه الحرب بعد أن مر الموعد السابق بلا حرب ..

بل الأدق والأصوب القول إن حرب أوكرانيا التى أرادتها أمريكا حدثت فعلا بعد ان قرر الرئيس الروسى كما أعلن القيام بعملية عسكرية فى الأراضى الأوكرانية ! 


 والآن باتت كل الاحتمالات مفتوحة رغم ان بوتين أعلن ان هدف عمليته العسكرية يستهدف حماية أهل شرق أوكرانيا فى إقليم الدونباس الذى ينتمى أغلبهم إلى روسيا  بناء على طلب جمهوريتى دوبينسك ولوهانسك الانفصاليتين اللتين اعترفت بهما موسكو قبل أيام مضت ..

فهذه العملية يمكن أن تنتهى فى غضون أيام قليلة بعد أن تتمكن القوات الروسية من السيطرة على شرق أوكرانيا وإضعاف القدرة العسكرية لها، ويمكن أيضا أن تطول كما تأمل واشنطن لتصبح مصدرا لاستنزاف روسيا فى أوكرانيا عسكريا واقتصاديا ، والأهم سببا لتقوض احتمالات تقارب روسى أوروبى عبر ألمانيا كان يخشاه الأمريكان مع تشغيل خط نورد ستريم ٢ الذى كان سيضاعف الغاز الذى تصدره روسيا إلى أوروبا ..

وكل ذلك مرهون أولا  بما خطط له الرئيس الروسى ، الذى وصف أوكرانيا بالدولة المصطنعة قبل أيام ، ومرهون ثانيا بردود الفعل الأمريكية والأوروبية والتى تبدو حتى الآن أنها لن تبرح خانة العقوبات الاقتصادية ودعم أوكرانيا بالسلاح، ولذلك يضاف اعتبار آخر وهو مدى قدرة روسيا على تحمل هذه العقوبات الاقتصادية.  


لكن يتبقى عامل مهم ايضا  وهو قدرة الأمريكان والأوروبيين على تحمل تلك العقوبات التى لن تضر روسيا وحدها، وإنما سوف تؤذى الاقتصاد العالمى كله فى وقت بدأ يشكو فيه من تداعيات تضخم يتعرض له بسبب تداعيات جائحة كورونا ..

فهاهو سعر النفط يتجاوز المائة دولار للبرميل فى الساعات الأولى من عمر الحرب الأوكرانية وهو ما لم يشهده العالم منذ ثمانية أعوام مضت، وهاهو سعر الغاز يرتفع بنسبةَ كبيرة أيضا بلغت ٢٥ فى المائة، رغم أن تدفقات الغاز لأوروبا لم تتوقف فى ظل تلك الحرب كما أعلنت أثينا ..

وبالتالى سوف ترتفع أسعار البنزين وكل أنواع الطاقة فى العالم كله، بما فيه أمريكا .. ولذلك كان لافتا للانتباه أن يقول الرئيس الأمريكى إن إدارته سوف تهتم  بألا تضر العقوبات المفروضة على روسيا بالأمريكيين أنفسهم الذين بدأوا يشكون من تجاوز معدل التضخم فى بلدهم السبعة فى المائة ..

ففى ظل العولمة عقاب الآخرين هو عقاب للنفس أيضا.