قمة طارئة لدول الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل لبحث الأزمة الأوكرانية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء  23 فبراير، أن قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سيعقدون اليوم الخميس 24 فبراير، قمة طارئة في بروكسل لبحث الأزمة الروسية الأوكرانية.

 

وتأتي القمة بعد موافقة وزراء خارجية دول الاتحاد بالإجماع الثلاثاء على حزمة عقوبات ضد روسيا بعد اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

 

أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأربعاء أن قمة طارئة لقادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستعقد مساء الخميس في بروكسل لبحث الأزمة الروسية الأوكرانية بعد اعتراف موسكو باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.

 

وقال ميشال في بيان إن "الخطوات العدائية التي تقوم بها روسيا الاتحادية تنتهك القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

 

وأضاف إن الخطوات الروسية "تنتهك أيضا النظام الأمني الأوروبي. من المهم أن نبقى موحدين ومصممين وأن نحدد معا مقاربتنا وخطواتنا الجماعية".

 

وستعقد القمة حضوريا الخميس اعتبارا من الساعة 20,00 (19,00 ت ج).

 

وشدد ميشال على أن "اللجوء إلى استخدام القوة والإكراه لتغيير الحدود لا مكان له في القرن الحادي والعشرين. أود أن أشكركم على الوحدة التي أظهرتموها في الأيام الأخيرة، لا سيما من خلال التبني السريع لحزمة العقوبات من قبل المجلس".

 

ووافق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع الثلاثاء على حزمة عقوبات ضد روسيا بسبب اعترافها بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وإرسالها قوات إليهما.

 

وتستهدف العقوبات نواب مجلس الدوما الروسي بالإضافة إلى 27 فردا وكيانا "يساهمون في تقويض أو تهديد سلامة أوكرانيا وسيادتها واستقلالها".

 

وتنص العقوبات أيضا على حظر استيراد المنتجات من المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا: دونيتسك ولوغانسك.

 

وستتناول القمة "آخر التطورات" و"كيفية حماية نظام دولي قائم على القواعد" و"كيفية تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا وشعبها".

 

وكان الاتحاد الأوروبي وافق الاثنين 22 فبراير، على منح قرض بقيمة 1,2 مليار يورو لكييف.

 

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الأوروبيين.

 

واستبق رئيسا جمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك"، دينيس بوشيلين وليونيد باستشنيك ذلك، وناشدا بوتين، في وقتٍ سابقٍ اليوم، بالاعتراف باستقلال الجمهوريتين.

 

وتحدث باشنيك، عن أن هناك معلومات حول استعداد كييف لهجوم واسع النطاق على نهر دونباس، وأكد أن الجمهورية تمكنت من تجنب كارثة إنسانية فقط بفضل روسيا.

 

بينما أكد بوشيلين، أن سكان دونباس يشعرون بالروح الروسية، والهدف الرئيسي لهم هو التكامل مع روسيا.

 

وعلى الأرض، يحتدم الوضع في دونباس، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، المعلنتين من جانب واحد، اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.

 

وتدفع سلطات كييف، منذ فترة، بقوات إضافية ومعدات عسكرية ثقيلة، إلى خط التماس الفاصل بين قواتها المسلحة، والقوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، ما يرفع من حدة التوتر القائم في منطقة "دونباس"، جنوب شرق أوكرانيا.

 

وتدهور الوضع في دونباس خلال الأيام الماضية، وأبلغت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك المعلنتان من جانب واحد، عن تعرضهما للقصف مكثف من قبل القوات الأوكرانية، فيما نفت كييف تلك المزاعم، وقال الضابط المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام لوكالة "رويترز" البريطانية، "على الرغم من حقيقة أن مواقعنا تعرضت لإطلاق نار بأسلحة محظورة، منها مدفعية عيار 122 ملليمترًا، فإن القوات الأوكرانية لم تفتح النار ردًا على ذلك".

 

ومع ذلك، فقد تعهد الرئيس الأوكراني ، في الوقت ذاته، بأن بلاده "ستدافع عن نفسها" في مواجهة أي "غزو روسي"، حسب قوله.

 

ومن جهتها، ترفض روسيا، بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

 

وأعربت البعثة الروسية لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن استغرابها وأسفها لموقف قيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من التطورات في دونباس.

 

وقالت البعثة، في بيان عبر حسابها على موقع "تويتر": "فوجئنا برد فعل رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا زبيغنيو راو وممثله الخاص لشؤون أوكرانيا ميكو كينونين والأمين العام للمنظمة هيلغا شميد على الموقف في شرق أوكرانيا".

 

ويبني الغرب اتهاماته لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

 

لكن روسيا تقول إنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت تقوم واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

 

ومن جهتها، تتهم موسكو الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ تصر روسيا على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.