ألف عيلة وعيلة | الخلاف بعد الود يكشف المستخبي

 الخلاف بعد الود يكشف
الخلاف بعد الود يكشف

دينا درويش - عمر يوسف

«متصنع الود تفضحه الشدائد ومتصنع الأخلاق تفضحه الخصومة»..

فقد يصنع المظهر أو خفة الظل أو الكلام المنمق بداية للتعارف والصداقة أو حتى الدخول فى علاقة عاطفية تصل إلى الحب والخطوبة وربما يتطور الأمر إلى الزواج، إلا أن النهايات لا يحكمها إلا شيء واحد فقط وهو الأخلاق، والتى تظهر عند نهاية العلاقات وليس فى بداياتها.

لأنك ببساطة لن تعرف حقيقة صديقك أو حبيبك، قبل أن يحتدم الموقف بينكما ويصل إلى نقطة مسدودة، حينها سوف تراه على حقيقته العارية بدون ذواق، إما أن يظل نفس الشخص الذى كان، ويحفظ العشرة، أو أن يظهر فى صورة لا تتوقعها، وهو يحاول تدميرك بكل الطرق وأنت لا تدرى كيف تحول الحمل الوديع إلى ذئب مفترس فى لحظة!.


«ألف عيلة وعيلة» طرق برفق على قلوب موجوعة، ليستمع إلى حكاياتهم مع النهايات، إلا أن كلا منهم طلب إخفاء اسمه حتى لا يتسبب فى فضح الطرف الآخر، وهو ما جعلنا نستعين بأسماء مستعارة، فى الوقت الذى نؤكد فيه أن جميع القصص الواردة حقيقية. 

اختلاف الطباع بين علاء وزوجته السابقة-أم أولاده-جعل الأمور بينهما تصل إلى النهاية، رغم كل محاولاته لتقريب وجهات النظر حفاظا على أسرته وابنائه إلا أن زوجته لم تتفهم، وفى خلال بضعة أيام وبعد نشوب خلاف بسيط فوجئ بأنها قامت برفع دعوى خلع، وطرده من المنزل ليجد نفسه فى الشارع ومحروما من رؤية أبنائه..

ويقول علاء إنه لم يستسلم، وحاول العودة إليها من خلال الأقارب والمعارف والأصدقاء، لكن لم يستطع أحدهم أن يثنيها عن قرارها، ولم تبال، رفضت توسلاتى لرؤية أبنائى، والتواصل معهم، كما قامت بنقل الأولاد إلى مدارس أخرى، حتى لا يتمكن من رؤيتهم على الإطلاق، والنتيجة معاناة لا تنتهى بعد حرمانه من رؤية أولاده.


النهاية البشعة

«مازلت لا أصدق أن حب عمرى فعل بى ذلك».. كلمات خرجت من نادية عبدالله، وهى تحاول أن تخفى دموعها، لتصف قصة حبها التى انتهت بأبشع طريقة ممكنة..

وتقول، إن قصة حبها بدأت فى العام الجامعى الأول لها، حيث كان حبيبها يسبقها فى الدراسة ببضع سنوات، وتضيف تقدم لخطبتى لكن والدى رفض فى حين كنت مصرة على موقفى حتى تمت الخطبة، ولكن طالت فترة الخطوبة ولم يجد عملا مناسبا، حينها نشبت الخلافات بيننا والتى أدت إلى فسخ الخطبة، فى الوقت الذى أرغمتنى أسرتى على أن أخطب من شخص آخر..

وأضافت: فى ذلك الوقت اتصل بى وعرض على الزواج دون علم أسرتى والهروب معه لإحدى المدن السياحية لكنى رفضت وطالبته بعدم الاتصال مجددا.. تكمل نادية والنحيب يغلف صوتها: ما إن اقترب موعد الزواج حتى شعرت بانقباض فى قلبى وكأنى أشعر بأن هناك شيئا سيئا سيصيبنى، وبالفعل تحقق شعورى حيث فاجأنى حبيبى بإلقاء مادة كاوية على وجهى وجسدى تسبب فى تشويهها، ليتركها خطيبها وتفصل من عملها، وتتحطم حياتها بسبب الانتقام والغيرة المدمرة.


بدون تجريح

ويحكى إبراهيم محمود، 27 عاما، أنه تزوج فتاة ظل يحبها لمدة عام كامل، ويقول: عند الزواج منها عارضنى أهلى وأصدقائى، لأنها تكبرنى بعشر سنوات ولديها طفلان، وأكدوا لى أننى سأندم على هذه الزيجة، إلا أن الحب جعلنى لا أرى أى شيء غيرها»..

وأضاف: والدى ووالدتى رفضوا حضور فرحى، ورغم كل ذلك أتممت الزواج، إلا أنه بعد الزواج بشهر واحد بدأت تتبدل إلى شخص آخر، ويقول إبراهيم: «مبقتش طايقه الكلام معايا، ودايما ترفض الحديث مع أهلى أو مقابلتهم، وبعدها بدأت تتكلم عن رفضها للإنجاب ورغبتها فى السفر خارج مصر، عكس اتفاقنا، وانتهى الأمر بأن تحولت مشاعر الحب إلى كره، وحدث الطلاق بعد ثلاثة أشهر فقط».


واختتم حديثه، قائلا: أنه رغم كل ذلك إلا أنه رفض أن يجرح فيها أى شخص، وانتهت حياتهما فى هدوء.


الهروب الكبير

وننتقل إلى نهاد سعيد التى كانت ظروف طلاقها الأسوأ من وجهة نظرها، فهى فتاة فى مطلع العشرين من عمرها تزوجت، زواج صالونات، بعد أن انهالت عليها النصائح والتوصيات وعبارات المديح التى تصف الزوج وعائلته ووظيفته والحياة الرغدة التى سيوفرها لها..

وأضافت: بعد 3 أشهر من الزواج بدأ الوجه الآخر للرجل الذى أعيش معه فى الظهور، وصلات ضرب وإهانة وشتيمة لا تنتهى، وعندما أذهب إلى أهلى حزينة ومتضررة يتعاملون معى على أساس أننى المخطئة باعتبار أن المرأة مكانها فى بيت زوجها..

وأضافت أنها تحاملت على نفسها حتى جاء ابنها إلى الحياة، إلا أن الطفل بداية من عامه الثانى لم يسلم من ضرب والده أيضا، حتى جاءت اللحظة الفارقة التى كسر زوجها ذراعها، فلم تتحمل الحياة معه وطلبت الطلاق، ويبدو أن الزوج كان ينتظر الكلمة بفارغ الصبر، طلقها وهرب ورفض الانفاق على ابنه أو اعطاءها حقوقها كاملة، ورغم أن نهاد الآن على مشارف الأربعين، وابنها أوشك على دخول العشرينيات، إلا أنه لم ير والده منذ الانفصال.


طليقى صديقى

على عكس من النماذج السابقة جاءت قصة منار سالم، الموظفة بأحد البنوك، والتى قالت إنها جمعتها علاقة عاطفية بأحد زملائها فى العمل سرعان ما تطورت لخطبة ثم زواج، ولكن اكتشف كل منهما مدى اختلافه عن الآخر مما تسبب فى تفاقم المشكلات والأزمات، إضافة إلى عدم التوافق بين الأسرتين بسبب اختلاف الثقافات والبيئة وانتهى الأمر بالانفصال الودى..

وتكمل منار أنها وزوجها السابق اتفقا على الاحتفاظ بعلاقات الود والصداقة نظرا لأن الزواج أثمر عن ابنة، ومع مرور الوقت أصبحا صديقين مقربين يتبادلان النصيحة والمشورة والآراء فى كافة مناحى الحياة المختلفة ليكونا نموذجين للتحضر والاحترام بين زملائهما وأصدقائهما فى العمل.

وتقول نهاد: العلاقة الطيبة بعد انتهاء الصداقة أو الزواج تتوقف على درجة ثقافة ووعى الطرفين وان يدرك الجميع أن الخلاف والاختلاف لا يفسدان للود قضية وان الاحترام هو الباقى للأبد.

إقرأ أيضاً|أستاذ علم اجتماع سياسي: الدراما تربط المواطن بالوطن.. ومصر تاريخها عظيم