عاجل جدا

من يحكم بالنشوز ؟

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

 أتعجب كثيرا حينما أجد بعض رجال الدين يختصرون موضوع ضرب الزوجات، فى نوعية الضرب، وهل هو خفيف أم مبرح، وبالسواك أم بالعصا؟!
 بالتأكيد، هذه ليست القضية، فالضرب إهانة أيا كان نوعه، وضرب الزوجة فى القرآن - مهما كان تفسير معنى الضرب - ارتبط ذكره بالزوجة الناشز فقط.
 وسؤالى الأول لشيخ الأزهر، ما المقصود بالنشوز؟، وسؤالى الثانى والأهم، من الذى يحدد إن كانت الزوجة ناشزا أم أن الزوج يفترى عليها، ليجد مبررا لضربها، دون أن يراجعه أحد.


 لماذا نفترض أن الزوج دائما على حق، وأن على الزوجة طاعته حتى وإن كان مخطئا؟
 ماذا لو كان هذا الزوج مدمنا، أو متهورا، أو لديه مشاكل وعقد نفسية، أو على الأقل مخطئا فى حكمه على الأمور؟؟؟
 الزوج الذى يستحق الطاعة هو الزوج الحكيم، الذى يرعى شئون بيته، وحقوق أهل بيته، ويرى أن إهانة زوجته هى إهانة له.
 والحقيقة التى يجب أن نعترف بها، أن القضية قضية عرف وتقاليد، وليست قضية دين، فالزواج فى الدين أساسه المودة والرحمة، وشروطه الاستمرار بالمعروف، أو الانفصال والطلاق بالإحسان، «إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان»، أما الإهانة والضرب والإيذاء البدنى أو اللفظى أو حتى النفسى، فلا يتفق مع طبيعة هذه العلاقة المقدسة.


 وأعود لموقف الدين، لأقول إن الأزهر كمؤسسة، مطالب بجهد وتواصل أقوى مع كل الفئات لطرح رأيه وموقفه.


 فلا يكفى إطلاقا أن نستند إلى حوار واحد تم منذ ٣ سنوات أو حتى أكثر من حوار ولقاء، بل نحتاج لحملات منظمة، يتم خلالها التواصل مع كل الفئات وخاصة فى القرى والصعيد والعشوائيات، من خلال لقاءات دورية بالمدارس والجامعات والمساجد والنوادى ومراكز الشباب، ومن خلال خطبة الجمعة التى يحضرها الملايين فى جميع أنحاء مصر، والتى مازالت موضوعاتها لا تحكمها خطة واضحة ترتبط بقضايانا الحقيقية والجدلية.


 وأخيرا، لا نريد اختصار الأزهر كله فى حوارات شيخنا الجليل فقط، بل نريد أن نشعر بوجود الأزهر كمؤسسة تخطط وتشارك وتتفاعل وتتواصل، ونرى رجالها فى كل مكان يحملون نفس الفكر  والرؤية.