استهلاك الأسماك الدهنية يقلل خطر تدهور الدماغ والإصابة بالخرف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تزايدت المخاوف في الآونة الأخيرة من احتمال احتواء الأسماك على مستويات مضرة من الملوثات والمعادن، ولا سيما مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور.

وهذه المركبات الكيميائية الصناعية كانت تُستخدم بكميات هائلة حول العالم قبل حظر إنتاجها، ولا تزال آثارها باقية في التربة والمياه. وربطت دراسات بين مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور وبين طائفة من الآثار السلبية على مختلف أجهزة وأعضاء الجسم، بدءا من الجهاز المناعي ووصولا إلى الدماغ.

يتربع السمك على قائمة الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية، ولكن وفرة البدائل النباتية للأسماك وتزايد المخاوف حول نضوب المخزون السمكي ونصيب قطاع صيد الأسماك في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وفي وقت تتزايد فيه الأدلة على أن استهلاك الأسماك الدهنية يمكن أن يقلل من خطر تدهور الدماغ ومن ثم الإصابة بالخرف، تتزايد الدعوات إلى تجنب أنواع أخرى من الأسماك التي قد تسبب تدهورا عقليا سريعا.

وفقا لما ذكره موقع إكسبريس، تشير التوقعات إلى أن حالات الإصابة بالخرف يمكن أن تتضاعف ثلاث مرات بحلول منتصف القرن الجاري، وقد يتجاوز عدد الأشخاص المصابين بالخرف 153 مليونا بحلول عام 2050.

بحسب الدراسات، تتميز الحالة بالتدهور التدريجي للوظائف المعرفية، بما في ذلك فقدان الذاكرة والارتباك.

لحسن الحظ، يمكن اتخاذ خطوات لتقليل مخاطر الإصابة بالخرف، بما في ذلك من خلال تجنب أنواع معينة من الأسماك.

ويدور الحديث عن أسماك معروفة بارتفاع مستويات الزئبق فيها، وتم توثيق الآثار العصبية للتعرض للزئبق بشكل كبير، حيث يعاني الأفراد من أعراض مثل التعب المزمن والدوار وفقدان الشهية.

يُعرف المعدن الثقيل بأنه أحد أقوى السموم العصبية ويشتبه في أنه سام للأنسجة العصبية.

كما تدهورت الحالة الإدراكية والوظيفية للمريض بسرعة وبشكل غير متوقع، ما قد يشير إلى أنه قد لا يمكن عكس الضرر الذي يسببه الزئبق للجسم والدماغ.

اقترح بحث سابق أن التعرض للزئبق يضعف الوظيفة الإدراكية عن طريق تقليل فعالية السيلينيوم، وهو جزيء يحافظ على صحة الدماغ.

يعمل السيلينيوم على وجه التحديد عن طريق قمع التفاعلات الكيميائية الضارة لدى البشر ، لذلك دونه يصبح المرضى أكثر عرضة للإجهاد التأكسدي.

اللافت، أن كل الأسماك لديها مستوى معين من الزئبق، لكن لدى البعض مستويات تلوث أعلى بكثير من غيرها.

خمسة أنواع من الأسماك المعروفة باحتوائها على كميات كبيرة من الزئبق تشمل سمك القرش وسمك الخشن البرتقالي وسمك أبو سيف وسمك اللنغ الأبيض، إضافة لبعض أنواع أسماك التونة.

ومع ذلك، قد توفر أنواع أخرى من الأسماك الدهنية الحماية من التدهور، إذ كشفت نتائج العديد من الدراسات أن الأسماك كانت أهم عامل غذائي في تقليل مخاطر الإصابة بالضعف الإدراكي.

يقول الباحثون، في إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة العلاجات التكميلية في الطب في أغسطس 2020: "الزئبق هو سم عصبي قوي يمكن أن يسبب تدهورا معرفيا يُشخص بمرض الزهايمر".

وصفت دراسة حالة نُشرت في التقرير حالة شخص مسن يعاني من "مستويات عالية جدا من الزئبق" بعد تناول أسماك ملوثة.

أوضح المؤلفون: "بعد تعديل النظام الغذائي وإزالة السموم، تحسن الضعف الإدراكي لدى هذا المريض بشكل ملحوظ بما يتناسب مع الانخفاض في مستوى ميثيل الزئبق".

اقرأ أيضا | نصائح صحية | الأسماك الزيتية مفيدة للدماغ