«جروبات السوشيال ميديا».. انتهاك لحرمة البيوت

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

علم الاجتماع: ضعاف النفوس يستغلون الموضوعات التى يتم نشرها لابتزاز المواطنين

- ضرورة عدم تناول المشاكل الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي

انتشرت جروبات وصفحات متنوعة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الخبرات المختلفة بين الناس، وأصبحت جزء أصيل وأساسي من «فيس بوك»، وتتباين وتتنوع تلك الصفحات ما بين خاصة بمنطقة أو مدينة أو محافظة، وأخرى لعرض تجارب اجتماعية وأسرية مختلفة، وغيرهم مختصة بمجال معين مثل طبى أو تعليمى، وهناك صفحات خاصة بالطهى وكل ما يخص المطبخ، كل تلك الصفحات يتبادل من خلالها الأعضاء تجاربهم.

رغم ما تقدمه الكثير من الصفحات من خبرات قد تكون مفيد للبعض، إلا أنه ليس دائما ماتكون النصيحة والخبرة في محلها، فليس كل التجارب في مختلف المجالات تناسب الجميع، وهناك مجالات لا يجوز فيها من الأساس الاعتماد على التخارب الخاصة وإنما لابد من الرجوع للمتخصصين.

وقامت «بوابة أخبار اليوم» بتصفح عدد من تلك الصفحات والجروبات، ومعرفة ماذا يقدم من خلالها، وسؤال المختصين والخبراء في المجال عن أى مدى يمكن الاعتماد عليها.

الكثير من الموضوعات والمشكلات الخاصة والأسرية تناقش على العديد من الصفحات، أراء مختلفة ووجهات نظر متباينة تتوالى في الرد على من يريد النصيحة، أو يبحث عن حل لمشكلته، قد يكون منها ماهو مفيد، ومنها ما قد يدمر الإنسان أو الأسرة.

شروط ومعايير

قمنا بتصفح عدد من تلك الصفحات، والتى عادة ما يكون لديها شروط ومعايير لنشر أى بوست لضمان عدم التجاوز، وتدور أهم تلك الشروط حول عدم التلفظ بألفاظ خارجة، الإبتعاد عن الحديث فى الدين أو السياسة، رفض العنصرية أو التحيز لأى فصيل، عدم استخدام عبارات وإيحاءات تخدش الحياء، وغيرها من الإشتراطات التى من شأنها إحترام الجميع والحفاظ على الخصوصية.

اختلاف القناعات والأراء

المشكلة الواحدة تجد لها أكثر من حل، فكل يعطي النصيحة حسب تجربته الشخصية، أو وفق رؤيته وقناعته، فعلى إحدى الصفحات التى تعرض مشكلات وقضايا، ويتابعها أكثر من مليون شخص، نشرت سيدة مشكلتها مع أهل زوجها، وجاءتها مئات الردود، ولكن تباينت واختلفت حسب كل شخص، ولم يوجد في النهاية حل متفق عليه لتعتبره هي حلا لمشكلتها.

وعلى صفحة أخرى عرض رجل مشكلته مع زوجته، وكان «وفق روايته» معه كل الحق، وهى التى تمردت عليه، ولكنه بالطبع يحكي وفق وجهة نظره، إلا أن أيضا اختلفت الردود عليه، وهاجمه الكثير، لكونه يتحدث عن نفسه وكأنه ملاك وهي شيطان رجيم.

سلبيات كثيرة

وأشارت الدكتورة سامية الصابر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر إلى أن هذه الصفحات لها الكثير من السلبيات، وأهمها أن هناك البعض من ضعاف النفوس يستغلون الموضوعات التى يتم نشرها بغرض البحث عن حلول، وخاصة أن بها جانب كبير من خصوصيات الأفراد.

بث السموم

وأضافت أن مثل هؤلاء يدخلون على أنهم يقومون بالتهدئة، في حين أنه يكون في ضمائرهم شئ مختلف، وفي واقع الأمر هم يبثون سمومهم، خاصة وأنهم يكونو على علم بكل تفاصيل المشكلة من واقع سرد الحاكي، خاصة لو أن من تحكى سيدة.

الإبتزاز الإلكتروني

وأكدت أن هذا يعد مدخل لمن يريد التصيد، والبعض يدخل للحديث على الخاص، وهذا بالطبع يجعل المرأة تقع في مشكلات عديدة بخلاف مشكلتها الأساسية، وبالتالى نصل للإبتزاز الإلكتروني، خاصة لو أن البنت صاحبة المشكلة ليست على دراية كافية بألاعيب البعض على الإنترنت.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع أنه ليست كل المشكلات يمكن حلها بنفس الطريقة، فلكل شخص تجربته وظروفه ووضعه الاجتماعي وبيئته المحيطة به، فحتى لو أنها نفس المشكلة، فإن هناك عوامل أخرى محيطة مختلفة، فليس بالضرورة أن نفس الحل سيكون مناسب لمشكلة مشابهة.

وأشارت إلى أن هناك جانب إيجابي من بعض الصفحات التى يكون عليها متخصصين، ويقدمو المساعدة بالفعل، ومن الممكن أن يأخذ الشخص صاحب المشكلة جزء من الحل بما يتناسب معه.

حدود للنشر

ووضعت الدكتورة سامية بعض الحدود للتعامل مع هذه الصفحات وعرض المشكلات الاجتماعية عليها، تجنبا للأثار والنتائج السلبية، ومن أهمها تجنب الانتشار الأوسع للمشكلة، وعدم ذكر تفاصيل التفاصيل، ونذكر الموضوع فى حال الضرورة بشكل عام، وعدم تشخيص المشكلة حتى لا نسمح لأحد بالتدخل بطرق سلبية، وهذا يحمي المتحدث ويحمي الطرف الأخر ويحمى الأسرة. 

وأوضحت أن المشاكل الخاصة جدا لا يجب أن تطرح على مواقع التواصل الاجتماعي بأي شكل من الأشكال، خاصة وأن هناك الكثير أصبح يحكي تفاصيل يومه وحياته على مواقع التواصل بشكل غير طبيعي، ما يجعل حياته معرضة وبسهولة للاختراق، مؤكدة أن هذا كله يعد انتهاك لحرمة وخصوصية البيوت، ولابد أن نراعى أن هناك حسد وغيرة وحقد، فليس الجميع أسوياء.
 

اقرأ أيضا : «كلام الناس على السوشيال ميديا».. «كوارث صحية واجتماعية»