الخروج عن الصمت

رحيل عملاق من جيل العمالقة

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

لكل زمن جمال ويزداد جمال الزمن بزينة رجاله ومحظوظ منا من عاش زمنا كان فيه رجال لهم من الهيبة والمقام كل جلال واحترام. ومن هؤلاء استاذنا الراحل جلال دويدار.


تتفق أو تختلف عليهم لكنهم كانوا أقوياء لا تشعر فيهم بضعف، يتحدثون معك بكل قوة وعندما يستشعرون فيك ضعف الشخصية رغم الكفاءة كانوا يعنفوك لإظهار قوتك مع كفاءتك، أما عندما يدركون فيك الخنوع تخسر احترامك لديهم وكانت القوة مع كل شىء حتى مع المصادر تجده يتحدث إليه من مصدر الثقة بالنفس والمكانة التى يحتلها كصحفى ورئيس تحرير وأحمد الله أنني رأيته يتعامل مع وزراء من خلال حديث تليفونى بقوة مكانته وهيبته ولا أنسي أبد يوما اشتكى الزملاء من مصدر ما على الفور يتم تجهيل هذا المصدر خلال التحقيق أو الحوار أو المقال ويمنع نشر صورته حتى يعتذر لاسم المكان ممثلا فى الزميل وهيبته من هيبة رئيس التحرير وعندما تشتد الأزمات تجده وسط الجميع يعمل بيده وكان لى حظ أن عملت معه خلال حرب امريكا على العراق  وخلال الهجوم على برج التجارة العالمى.


رغم أنه كان يسمع وينقل له كل ما يدار فإنه كان يعلم جيدا من يصدق حديثه ومن يريد النقل من أجل النقل فقط ويعرف كل منا فى مكانه ويعرف قدره وكفاءته وكان لا ينسى أبدا ما يخطه قلمه على موضوع من الموضوعات لإجازة نشره.


رحم الله الأستاذ الأب والمعلم القائد
جلال دويدار رئيس تحرير الأخبار فى زمن الصحافة الجميل وزمن العمالقة ايام ان كنا سلطة رابعة لها الكلمة لكشف الزيف وحمل شعلة التنوير والوقوف فى صفوف الجماهير ننقل أوجاعهم وأفراحهم وأحزانهم ونقف فى خندق واحد مع الدولة ضد أى عدو يتربص بنا، نكشف الإنجازات ونوضح أوجه التقصير والإهمال.. واخيرًا اقول ان اعمدة الصحافة تتساقط وبرحيل جلال دويدار فإننا فقدنا رائدا من الرواد وعملاقا من جيل العمالقة الى جنة الخلد مع الدعاء لك بالمغفرة والرحمة.


اللهم اغفـر له، وارحمه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.