لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية مُصرة على أن الغزو الروسى لأوكرانيا يمكن أن يقع فى أى لحظة، وخلال أى يوم من الأيام القليلة القادمة، رغم أن التأكيدات الصادرة عن الجانب الروسى بصفة عامة تنكر ذلك، وبالرغم من تكرار التصريحات من جانب الرئيس «بوتين» بصفة خاصة ينفى فيها نية الغزو.
وآخر التصريحات الأمريكية الصادرة عن الرئيس «بايدن» ووزير خارجيته، وايضا المستشارين السياسيين والعسكريين، كلها تصب فى خانة واحدة وتسير فى اتجاه واحد، وهو التأكيد على ان الغزو الروسى قادم لا محالة، وأن كل الشواهد مازالت تؤكد ذلك وتقود اليه.
والخبراء والمستشارون فى مجلس الأمن القومى الأمريكى يؤكدون ان لديهم اقتناعاً كاملاً بأن روسيا قد عقدت عزمها بالفعل على القيام بالغزو خلال الأيام القليلة القادمة، وان القرار قد تم اتخاذه من جانب الرئيس الروسى «بوتين» وان الاستعدادات قد تمت للتنفيذ،...، ويدللون على ذلك بالقول إن القوات الروسية المحتشدة على الحدود الاوكرانية قد اتخذت بالفعل وضع الهجوم.
وعلى الجانب الآخر هناك إصرار من روسيا على النفى المتكرر للقصة الأمريكية عن الغزو وتوقع حدوثه فى أى وقت من الآن،...، إلا أن الرئيس بوتين قام باستعراض شامل لقواته العسكرية، فى إطار التدريبات الجارية للقوة الاستراتيجية النووية الروسية بمشاركة القوات الجوية والبحرية والبرية و«الجوفضائية» وغيرها.
وفى ذات الوقت شهدت الساعات الماضية مساعى وتحركات مكثفة ومتواصلة من أطراف عدة لنزع فتيل الأزمة، ووقف التوتر المتصاعد وفتح الطريق للوصول الى حلول توافقية، عن طريق الحوار والتخلى عن الخيار العسكرى.
ويبقى السؤال: هل تنجح هذه المحاولات،...، أم أننا سنشهد انفجارا للأزمة؟!
أعتقد أن الإجابة على ذلك لن تتأخر كثيرا.
