فى ذكرى ميلادها المنسية | إعادة الاعتبار إلى عذراء الأدب

فى ذكرى ميلادها المنسية | إعادة الاعتبار إلى عذراء الأدب
فى ذكرى ميلادها المنسية | إعادة الاعتبار إلى عذراء الأدب

لماذا تآمروا على «مى زيادة»؟!

من شموخ أرز لبنان، وخصب بساتين الشام، وبهاء حدائق الناصرة، وعراقة مصر الأثيرة ومجدها الأخاذ ارتوت هذه الزهرة، ونمت وأينعت، وأشرق حسنها يضئ محيطها، وانتشر عطرها يأسر الملتفين من حولها.

وقد بدت كومضة فى الأفق سطعت، ولكنها سرعان ما انطفأت، أو كنسمة معطرة داعبت الوجوه ثم تلاشت، هذه مى زيادة «عذراء الأدب».. الأديبة اللبنانية الأصل، والمصرية النشأة والهوى، حيث تعلق قلبها بقاهرة المعز، وهام وجدانها فى أفق حضارتنا، حتى تماهت فى الروح المصرية، ولكنها لم تفقد حيوية الشام ومذاق لبنان ودفء فلسطين.

وعلى الرغم من عطائها الفذ، ومنجزها الإبداعى المتفرد،فإننا حصرناها فى الأنثى الجميلة الملهمة للشعراء والأدباء الذين تحلقوا حولها سواء فى صالونها، أو فى محيط تأثيرها، وهكذا أضعنا «ميا»، ولم نلتفت إلى مشروعها الإبداعى المذهل، أو إلى أسلوبها الأدبى الرقيق المتفرد المذاق، أو إلى طرحها الفكرى السبَّاق، بل آثرنا سجنها فى صورة ذهنية تظلمها..

وأسرناها فى إطار المعشوقة..الجميلة الملهمة التى يتهافت عليها أدباء عصرها، وليتها لم تلق سوى ذلك الظلم، ولكنها أيضا تعرضت إلى مؤامرة اغتالت هناءها وأزعجت سكونها، حيث دبَّر لها الطامعون من أسرتها فخًا وادعوا جنونها، وأودعوها مستشفى الأمراض العقلية، لتكون النهاية التعيسة، ولكن مسلسل الإساءة إليها استمر طويلًا بعد رحيلها، فقد ظلت سجينة الصورة الذهنية المغلوطة، وتجاهل النقد الإفصاح عن فرادة موهبتها،.

وأمعنت الصحافة الأدبية فى تكريس الصورة الخطأ، بحيث عرفتها الأجيال بمعشوقة الأدباء، وملهمة المفكرين، وتجاهلوا منجزها الإبداعى، وعطاءها الفكرى، و«الأخبار» تحاول فى ذكراها المنسية - التى حلت منذ أيام ومرت فى صمت - أن تعيد إليها بعض الاعتبار، وتدعو المفكرين والنقاد ومؤرخى الأدب إلى تسليط الضوء على تراثها الفكرى والأدبى.

 

وقد طلبنا من الناقد المتميز اللامع د.حسين حمودة أن يقدم الخطوة الأولى على هذا الطريق عبر صفحتنا، فأهدى إلينا هذا المقال الرائع، كما اقترحنا على الأديبة المتميزة والكاتبة الصحفية المرموقة نوال مصطفى أن تقص علينا حكاية كتابها الذى حاولت من خلاله إنصاف مى زيادة، وبسط الحقائق المتعلقة بحياتها ورحلتها الإنسانية، وتجربتها الإبداعية، فأهدت إلينا مقالًا مستفيضًا عن مضمون كتابها والظروف التى اكتنفت تأليفه.

اقرأ ايضا| من شموخ أرز لبنان، وخصب بساتين الشام، وبهاء حدائق الناصرة