«الكوميديا» تحارب من أجل استعادة الملايين من «الأكشن»

فيلم البعض لا يذهب للمأذون مرتين
فيلم البعض لا يذهب للمأذون مرتين

محمد إسماعيل

مع عودة العروض السينمائية بقوة، وإطلاق الموزعين أفلامهم القديمة في دور العرض خلال المواسم السينمائية على مدار العام، تصدرت أفلام الأكشن الإيرادات خلال الفترة الأخيرة، وأبرز تلك الأفلام “العارف” و”الجريمة” لأحمد عز، وتراجعت الكوميديا نسبيا، لكن في الموسم الأخير، وهو موسم نصف العام، استطاعت الكوميديا العودة وبقوة، فرغم أن فيلم “الجريمة” تصدر الإيرادات بـ21 مليون جنيه، لكنه ظل يصارع من أجل البقاء على القمة مع الفيلم الكوميدي “من أجل زيكو” الذي حقق 19 مليون جنيه، والعام الماضي صارع “العارف” على القمة مع عدة أفلام تنتمي لقائمة الكوميديا، مثل “الإنس والنمس” لمحمد هنيدي الذي حقق 58 مليون، و”مش أنا” لتامر حسني الذي حقق 46 مليون، و”البعض لا يذهب للمأذون مرتين” لكريم عبد العزيز الذي حقق 43 مليون، و”وقفة رجالة” الذي حقق 26 مليون.. في السطور التالية نستطلع أراء النقاد عن سر العودة القوية والسريعة للكوميديا بعد تراجعها لفترة أمام الأكشن..  

 

يرى الناقد أحمد سعد الدين أن سر الإيرادات القوية لدور العرض في الفترة الأخيرة، سببها تعطش الجمهور للأفلام بعد غياب طويل بسبب “كورونا”، لكن يبدو أن الأكشن كان له الحظ في الاستحواذ على النصيب الأكبر من الإيرادات، وقد يكون ذلك بسبب ضعف الأفلام الكوميدية التي عرضت وقتها، لكن منذ العام الماضي عادت الأفلام الكوميدية وبقوة، وحققت إيرادات ضخمة، ويكفي أن هنيدي حقق أكبر إيرادات في مسيرته مع فيلم “الإنس والنمس” رغم الانتقادات التي طالته، لكن المفاجأة الأكبر كانت تلك التي حققها فيلم “من أجل زيكو” لكريم محمود عبد العزيز ومنة شلبي، وهما ليسا نجمان قادرين على تحقيق إيرادات ضخمة، لكن خطة الدعاية وأغنية الفيلم جذبت الجمهور بشكل مذهل، ويكفي أن شركة الإنتاج حققت إيرادات كبيرة عبر “يوتيوب” بعد حصول أغنية الفيلم “الغزالة رايقة” على 110 مليون مشاهدة في مدة قصيرة. 


ويضيف سعد الدين هناك أعمال كوميدية أخرى حققت إيرادات ضخمة مؤخرا، منها “البعض لا يذهب للمأذون مرتين” لكريم عبد العزيز ودينا الشربيني، والذي عوض تأجيله أكثر من مرة  بإيرادات ضخمة حققها بمجرد عرضه، لكن المدهش أن هذا الفيلم بجانب فيلم آخر كوميدي لكريم وهو “نادي الرجال السري” حققا إيرادات ضخمة جدا رغم ضعف المحتوى، وقد يكون السبب أن الجمهور يبحث بالفعل عن الضحك بعيدا عن الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة عالميا. 


يؤيد الناقد أندرو محسن، نفس الرأي السابق، حيث يرى أن الجمهور كان يحتاج للسينما للخروج من السجن الذي وضعته “كورونا” على سكان العالم، ووجد أول مكان يخرج له هو السينما، وكان بحاجة للترفيه فاختار الأفلام الكوميدية، التي لم تسعفه في البداية بسبب ضعف المحتوى، لكن لاحقا أصبحت اختياره الأنسب، خاصة أن الأفلام التي تقدم لا تتضمن رسالة، مثل أفلام كوميدية سابقة نتذكر منها “عسل أسود” لأحمد حلمي، فهو يدعوك للضحك والتفكير، لكن الجمهور الآن بحاجة للضحك فقط،  والدليل على عودة الكوميديا بقوة أن أفلام هنيدي ومحمد سعد  كانت تتراجع أمام أفلام مثل “الفيل الأزرق” بجزئيه، لكنها الآن تحقق إيرادات جيدة. 


 

في الختام يقول الناقد رامي عبد الرازق أن الأفلام الكوميدية على مستوى القصة والسيناريو لم تقدم جديد، لكن الجمهور كان في حاجة لمشاهدة نجمه المفضل، والابتعاد عن الأكشن قليلا، لذلك حقق فيلمه الأخير قبل “الإنس والنمس” إيرادات ضخمة مقارنة بعمله الأسبق “عنترة بن بن بن بن شداد”، والذي لم يحقق إيرادات جيدة، وأعتقد أن أفلام الأكشن ستتراجع على المدى البعيد، لأن الكوميديا غير مكلفة مقارنة بالأكشن، ومضمونة الإيرادات مقارنة بها، لكن لا يمكن معرفة تفاصيل القادم، لأن الأوضاع أصبحت غامضة، وتتغير حسب تغيرات السوق، والظروف العالمية المحيطة، لكن بمراجعة الأفلام التي صورت مؤخرا سنرى عودة قوية للأكشن مؤقتا، حيث ستعرض في الفترة المقبلة “كيرة والجن” لأحمد عز وكريم عبد العزيز، و”العنكبوت” لأحمد السقا، بعدها يمكن أن نرى تصدر الكوميديا للساحة والإيرادات.