حكاية تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل

تعامد الشمس في معبد أبو سمبل
تعامد الشمس في معبد أبو سمبل

بدأ العد التنازلي لأعظم ظاهرة فريدة في العالم وهي ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بأسوان يوم الاثنين ٢٢ فبراير، لذلك يستعرض لنا كبير الآثريين بوزارة السياحة والآثار د. مجدي شاكر حكاية تلك الظاهرة.

يقول د. مجدي شاكر إنه كانت الشمس هي مركز الديانة في مصر القديمة واعتبر المصريون الإله اتوم أو رع هو خالق الكون والبشر، وكانت رموز إله الشمس هي طائر العنقاء والمسلة واعتبر ملوك مصر أنفسهم أولاد رع أو الشمس ثم شيدوا له ولها معابد أطلق عليها "معابد الشمس" وكانت مفتوحة للسماء على عكس المعابد والأخرى كانت مسقوفة ومن المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للاله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة ، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللا حركة، ولذلك كان من الضرورى توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة خاصة في فصل الشتاء ، حيث البرودة الشديدة.

وأضاف: كان مركز العبادة الشمسية هي أون أو مدينة الشمس والتي سماها الإغريق باسم هليوبوليس ولا زالت بقاياها موجودة في حي عين شمس والمطرية.

وتابع: فالشمس ألهمت المصريين معرفة كبيرة للفلك فمنها استطاعوا الوصول إلى التقويم وتحديد أيام السنة وشهورها وعرفوا في أواخر العصور ظاهرة كسوف الشمس وصوروا ذلك على دائرة أبراج دندرة وعرفوا ظاهرتي الانقلاب الصيفي والشتوي وكل المعابد المصرية تتعامد الشمس على قدس أقداسها فى أوقات محددة ترتبط معظمها بمواسم الزراعة والحصاد لأن النيل والزراعة هى محور حياة المصرىوكان التعامد يتم اما عن طريق محورها أو فتحة من السقف وأشهر المعابد التى تم رصد هذه الظاهرة بها هى ظاهرة " تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل من اهم المظاهر التي تميز المعبد عن غيره من المعابد المصريه دخول أشعة الشمس في الصباح المبكر إلي مكان بداخله يسمى "قدس الأقداس" ووصولها إلي التماثيل الأربعة، فتضئ هذا المكان العميق في الصخر والذي يبعد عن المدخــل بحوالي ستين متراً.

وذكر: ففي الساعة الخامسة وثلاثة وخمسون دقيقة من صباح هذا اليوم 22 فبراير أكتوبر من كل عام يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجـه الملك رمسيس فيضاً من نور يملأ قسمات وجه هذا الملك داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثـــر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس.


الجدير بالذكر أن حدوث تعامـد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغـرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينات من موقعه القـديم الذي تم نحته داخل الجبل ـإلى موقعه الحالي ، أصبحـت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقـل المعبد 120 متراًغرباً وبارتفاع 60 متراً , حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسـافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس لتضيء ثلاثة تماثيل من الأربـعة الموجودة في داخله، وهم تماثيل 


وأضاف: التمثال الرابع للإله بتاح رب منف وراعي الفن والفنانين وإلـه العالم السفلي فلا تصله أشــعة الشمس، لأنه لابد أن يبقى في ظلام دامس مثل حالته في العالم السفلي ونجح الاحفاد أبناء المتحف المصري الكبير في تحقيق تعامد أشعة شروق الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، داخل مقره الأخير ببهو المتحف المصري الكبير في 21 أكتوبر الماضي، واليوم الموافق 21 فبراير للعمل على إعادة تحقيقها هندسيًا مجددًا، وفق نظرية البعد الرابع حيث استخدام الفلك كجزء أصيل من الإنشاءات والحسابات الهندسية الدقيقة، داخل بهو المتحف، وتحديدًا في تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، كما كان يحدث في معبد أبي سمبل، حيث تعامدت الشمس مرتين، الأولى يوم ٢١ من أكتوبر الماضي، والثانية صباح هذا اليوم 21 من فبراير الجاري وفي نفس الموعد، وتزامنًا مع الظاهرة الأصلية.

اقرأ أيضا:أسعار تذاكر الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل