سلامًا معلم الأجيال

صاحب الجورنال

جلال دويدار
جلال دويدار

عندما بدأت عملى بـ «الأخبار» كان هناك جلالان يديران الجورنال: الأول جلال عيسى ابن المنوفية والثانى جلال دويدار ابن الدقهلية.. كان الاثنان يتصفان بحب العمل والتفانى فيه والطيبة والأخلاق الريفية والمبادئ والقيم واحترام الكبير ولكن دويدار كان شديد الحزم والقوة حتى أننى كنت أخشاه وأخشى غضبه أو عدم الالتزام بتكليف صحفى.. وكنا نطلق عليه «صاحب الجورنال»، من كثرة ارتباطه به ودقته فى متابعة كل كبيرة وصغيرة وخوفه على كل مليم حتى أنه أعاد سيارة المؤسسة عندما خرج بها أحد كبار المحررين عائدًا إلى منزله وقت الظهر وشاهدته يعاتب نواب رؤساء التحرير عندما يفعلون شيئًا بدون إخباره فى الصفحات.


كل شىء فى عصر جلال دويدار كان يسير كالساعة، وقت محدد يصل به إلى مبنى المؤسسة.. وآخر يغادره إذا لم يتطلب الأمر وجوده أو استمراره بالعمل.. وأحيانًا كثيرة يعود إليه إذا كان خارج منزله يتابع محاضر الحضور ويوقع عليها ويعرف من خلالها المنتظم والمتكاسل ويجمعنا فى اجتماع السبت لنعرف أخطاءنا.
ثم يعقد اجتماعًا مع مدير التحرير المسئول ويناقش المواد التى سيتم نشرها.. وكان كل شيء لديه بموعد كارها التخاذل أو التراخى.. بصراحة كنت أخشى الأستاذ جلال دويدار قبل أن ألمس طيبته وجدعنته فى الكثير من المواقف والبعد الإنسانى الذى يقدمه فى الأحداث وأن الطريق إلى قلبه أن تكون مخلصا فى عملك ويدك طاهرة وحب العمل بدون غرض أو مصلحة.


رحمة الله عليك أستاذ جلال.. لقد تتلمذنا على يديك وتعلمنا منك عشق «الأخبار» والتفانى فى العمل.. والمشاركة المجتمعية والوقوف بجوار الزملاء وكنت دائما تسبقنا إلى الخير والعمل الانساني.