سلامًا معلم الأجيال

.. و رحل الأستاذ صاحب المؤسسة

جلال دويدار
جلال دويدار

فى أول يوم أدخل « الأخبار» بعد تخرجى عام ١٩٧٥ طلبنى الأستاذ جلال دويدار نائب رئيس التحرير ليعرض علىَّ العمل معه مندوبًا فى مطار القاهرة حيث النقطة الوحيدة التى تجمع المسافرين منها والقادمين إليها.. ومنهم ملوك ورؤساء ووزراء وشخصيات مهمة ونجوم فى كل مجال مما يعطى المحرر فرصة للحصول على أخبار مهمة وأحاديث. وكان مدير مكتب اخبار اليوم بالمطار وحقق انفرادات صحفية عديدة.. لكننى رأيتها مهمة صعبة بينما المسافة بين بيتى والجورنال خمس دقائق وطلبت منه العمل فى القسم الاقتصادى..

فكلفنى بتغطية اخبار وزارة جديدة أنشئت منذ أيام وهى وزارة التجارة ووزيرها زكريا توفيق عبد الفتاح.. وكان رحمه الله يرعانى ويوجهنى طوال نحو ربع قرن.. وهو صاحب مذكرة تعيينى إلى رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الأستاذ الكبير موسى صبرى.. وهو الذى كان  يرقينى حتى وصلت من محرر الى نائب رئيس تحرير.. الأستاذ جلال دويدار صاحب فضل كبير علىَّ فى مشوارى الصحفى.. حيث كان يختارنى فى مهام صعبة كثيرة منها حادث سقوط طبيب بشركة بترول من طائرة فوق الصحراء الشرقية.. وهو الموضوع الذى فزت به بجائزة أول مسابقة صحفية تنظمها نقابة الصحفيين عام ١٩٨٥.. وهو الذى كلفنى بالذهاب إلى مركز زلزال ١٩٩٢ فى صحراء الفيوم حيث فشل معظم الزملاء فى الوصول إليه..


كان يعشق الانضباط والالتزام بالأداء والمواعيد ويكره التهاون والتراخى، لذلك أطلق عليه لقب صاحب المؤسسة رحمك الله يا أستاذى.