نهار

حق الكد والسعاية..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

دعوة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، لإحياء «حق الكد والسعاية» أو «حق الشقا» المعمول به فى كثير من البلدان الإسلامية «تونس والمغرب».. دعوة عادلة من سند عدل وخطوة فاعلة ومنصفة دفاعا عن حق المرأة العاملة.... والمقصود بحق الكد والسعاية، هو إعطاء الزوجة التى ساهمت وعملت وكسبت وشاركت فى تنمية ثروة زوجها.... إعطاؤها نصيبا من هذه الثروة «يصل إلى النصف» عند الطلاق، أو عند وفاة الزوج، إلى جانب نصيبها الشرعى من الميراث فى النصف المتبقى.


دعوة لم يبتكرها الشيخ الطيب، لكنه أعاد إحياءها، مستعيدا ومضيئا موقف عدل فى التراث الإسلامى، حين أنصف الفاروق عمر بن الخطاب امرأه مات زوجها، وكانت تشاركه الكسب وتنمية الثروة والمال كدا وعملا، فقام بمنحها نصف ثروة الزوج، إلى جانب نصيبها الشرعى بالميراث من نصف الثروة المتبقى.. قراءة مستنيرة، منصفة وعادلة من التراث الإسلامى، أقر بها كثير من الفقهاء على مر العصور «لكنها ظلت غائبة، لا يعمل بها؟!!»... وهى أيضا دعوة تواكب العصر، وتصون حق المرأة التى لا تقل كدا وسعاية عن الرجل.
صحيح أن الإسلام «شرعا وقانونا» يحفظ استقلالية الذمة المالية للزوجين.. للمرأة مالها وللرجل ماله «وهو ما يلجأ له المعارضون لتطبيق حق الكد والسعاية»... لكن الحق قائم وموجود، مساحة مضيئة فى التراث الإسلامى، يضاعف مبدأ الحقوق والواجبات، ويصون حق المرأة العاملة، المشاركة فى تنمية ثروة زوجها وتنمية أسرتها، ويصون كرامتها.. ويضيف د.سعد الهلالى أستاذ الفقه المقارن بالأزهر: أن حق السعاية أيضا يشمل المرأة الراعية لبيتها وأولادها، العاملة على بناء أسرتها وصيانة استقرارها.


دعوة شيخ الأزهر والتى أطلقها قبل يومين، تمتلك بالتأكيد قوتها الفاعلة والمؤثرة، لضرورة تأصيلها قانونيا، والعمل على سرعة تنفيذها وتطبيقها.