بداية

رغم أنف الكارهين

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

..هؤلاء أدعياء الدين- أبناء عصابة البنا- الذين صنعوا المؤامرة يومًا بليل منذ 11 عامًا وأحالوها- كذبًا ورياءً- إلى قضية دفاع عن الإسلام وما هي في الحقيقة والواقع سوى توظيف أيديولوجي للدين وصولًا إلى منافع شخصية؛ علمهم إياه ربيبهم ومرشدهم الأول في الإرهاب، الساعاتي، هو وعصابته ورثة «الحشاشين» في القتل والإرهاب والتطرف، أقول أن هؤلاء أعداء الحضارة وغيرهم من المتسلفة أصحاب الأفكار التكفيرية والمتطرفة؛ لن يمنعونا من فرحة الاحتفال بعيد الشرطة أحد فصول النضال الوطني الذي خاضته مصر أيام الاحتلال البريطاني.
وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة؛ «مع حلول يوم الخامس والعشرين من يناير كل عام تهب علينا نسمات العزة والكرامة الوطنية حينما نستعيد معًا ذكرى عزيزة غالية، على قلب ووجدان كل مصري ذكرى تعالت معها، صيحات المطالبـة بالحرية والاستقلال الوطني ففي ذلك اليوم من عام 1952، كانت هناك طليعة من أبناء مصر الشرفاء، على موعد مع المجد، الذي قام بتخليد بطولاتهم في الذاكرة الوطنية تتحاكى وتتفاخر بهم الأجيال المصرية فقد أثبت رجال الشرطة المصرية في ذلك اليوم أن الدفاع عن الأوطان، ليس مرهونًا بامتلاك العدة والعتاد وإنما هو مرهون، بمدى إيمان وعقيدة الرجال، الراسخة داخـل نفوسـهم».
اسمعوا كلام الرب يا رجال «الهزؤ»؛ «من قتل نفسًا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا» (سورة المائدة، الآية 32).
فلسفة التاريخ غير أنها تطلعنا على أحوال الماضي ترشدنا للاستفادة منه في الحاضر والمستقبل، لكن هم كانوا يريدوننا أن نعود مندفعين إلى الخلف نصدق أنهم جماعة الله المختارة ووكلائه على الأرض، كالمغيب الذي يُمسك بمكعب الثلج يحاول قياس أبعاده دون أن يدري أنه يذوب بين أصابعه؛ في قضية التخابر، التي تحمل رقم 56458 لـسنة 2013 جنايات قسم أول مدينة نصر، والمقيدة تحت رقم 2925 لـسنة 2013 كلى شرق القاهرة، المدان فيها الرئيس الخائن المعزول مرسي، وبديع، وقيادات عصابة المقطم، والتي وصفتها النيابة بأنها؛ «أكبر قضية تخابر في تاريخ مصر»، تأملت جيدًا- ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى فورة المصريين يوم 25 يناير 2011، ثم اختطفتها جماعة الإخوان الإرهابية، يوم جمعة الغضب 28 يناير - نصوص المحاضر المقدمة من الشهيد المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطنى- الذي اغتاله خونة الأوطان أطلقوا عليه النار، حول واقعة الاستعانة بالعناصر المصرية من جماعة الشيطان والأجنبية في اقتحام السجون المصرية، والتي بسببها تم إحالة مرسي وآخرين إلى محكمة الجنايات في قضية هروبهم من سجن وادى النطرون.
فضحهم الشهيد الضابط محمد مبروك في تحرياته قائلًا: «إن اقتحام سجن وادي النطرون ما هو إلا حلقة ضيقة في مخطط واسع أعدته جماعة الإخوان داخل البلاد بتوجيهات من التنظيم الدولي الإخوانى بالتنسيق مع حركة حماس وحزب الله اللبناني وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها وإخضاعها لسيطرة هذه الدول المتآمرة على مصر»، موضحًا في تحرياته؛ «بدأت خيوط المؤامرة الإخوانية مع الإدارة الأمريكية خلال عام 2005 في أعقاب إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها كوندالديزا رايس، في حديث لها لصحيفة الواشنطن بوست عن الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، حيث أمكن رصد العديد من اللقاءات التي عقدها عناصر التنظيم خارج البلاد، منها:
-بتاريخ 10/1/2004، شارك الإخوانيان الإرهابيان القاضي حسين أحمد «أمير الجماعة الإسلامية بباكستان»، ويوسف القرضاوي» في مؤتمر عُقد بقطر تحت عنوان «الحوار الإسلامي الأمريكي»، تحت رعاية دبرو كينغز الأمريكي بالتنسيق مع وزارة الخارجية القطرية حضره الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
- إيفاد الإرهابي محمد البلتاجي إلى مدينة اسطنبول التركية تحت زعم المشاركة في مؤتمر نصرة غزة والذي عقد يومي 22و23/5/2009، واستغلاله ذلك المؤتمر في عقد لقاء تنظيمي مع أعضاء مجلس شورى حركة حماس الفلسطينية.
- سماح الولايات المتحدة الأمريكية للإخوانى طارق سعيد رمضان «حفيد مرشد الجماعة ويقيم بسويسرا» عام 2009– تلاحقه الفضائح الجنسية حاليًا - بالتردد على أمريكا والذي ظل لسنوات طويلة ممنوعًا من دخولها».
نعم، سيظل 25 يناير عيد الدولة المصرية، وشهداء الشرطة الأبرار ستظل ذكراهم في ذاكرة التاريخ وأذهان المصريين رغم أنف الكارهين.

[email protected]