أول مجرم في 1976.. قتل محاميا وسار في جنازته

السائق منفذ جريمة قتل المحامي - أرشيف أخبار اليوم
السائق منفذ جريمة قتل المحامي - أرشيف أخبار اليوم

تجمدت أعصابه وتحجرت عيناه أمام جثة ضحيته التي نهشها بلا رحمة ولا هوادة، حيث بدأ القدر مفارقاته الغريبة ويقف الجاني مشدوها أمام نعش ضحيته، ولم يفق من ذهوله إلا على صوت أحد الركاب يطلب منه السير وراء النعش حتى المقابر.

 

ففي عام 1976، جرى تسجيل أول جريمة ارتكبت في صباح أول يوم من العام الجديد وكان بطلها الذي سمي بالمجرم رقم واحد، حيث جلس السائق، يفكر في وسيلة لإنقاذ شقيقه من السجن، فهداه تفكيره إلى تزوير شيك مماثل في بياناته للشيك الذي يحتفظ به الدائن، ومخالصة له ولكن كان ينقصه التشجيع لبداية التنفيذ، فذهب إلى إحدى السيدات المقربات يحكي لها بما يجول في خاطره فشجعته بالوقوف بجانبه لإنقاذ شقيقه من السجن!.

 

وبسرعة توجه السائق يحمل الشيك المزور، والمخالصة إلى محامي الدائن، يخبره بأنه تم دفع المبلغ للدائن موكله وما إن وقعت عين المحامي على الشيك والمخالصة اكتشف بسهولة تزويرهما، وعلت وجهه ابتسامة بسخرية من تصرف السائق، فأخذهما ورفض إعادتهما إليه، وأخذ يساومه بأنه سيردهما إليه مقابل مبلغ كبير وإلا سيتقدم بهما إلى النيابة.

 

أسودت الدنيا في عين السائق، ولم يجد غير السيدة المقربة وكاتمة أسراره، يسألها عن كيفية الخلاص من الورطة الجديدة، وبالفعل تلاقت أفكارهما عند نقطة واحدة وهي الخلاص من المحامي بأية وسيلة، وبالتالي الحصول على المستندات المزورة.

 

وأخذ السائق يراقب تحركات المحامي، الذي اعتاد الحضور إلى مكتبه مساء يوم الجمعة الذي اعتبره أنسب الأيام لخلو المكتب من أصحاب القضايا، وتوجه السائق إلى سوق السلاح، واشترى ساطورا لينهي به حياة المحامي.

 

ظل واقفا أسفل العمارة ولم يحضر المحامي، وكأن الله أراد أن يطيل من عمره ساعات، بينما تملكت السائق حالة من القلق، فسارع يطلبه في منزله تليفونيا، وأخبره بأنه جاهز بالمبلغ الذي طلبه مقابل إعطائه المستندات المزورة، ويخبره أيضا أن بصحبته زبونة جديدة تريد توكيله في بعض القضايا.

 

تشجع المحامي، ووصل إلى المكتب، وأثناء حديثه مع السائق حضر أحد زملاء المحامي الذي تحدث معه لفترة بسيطة وانصرف، نظر المحامي إلى السائق يطلب منه المبلغ، بينما قال السائق له بأنه يطمع في كرمه وأن يخفف المبلغ قليلا، خاصة وأنه أحضر له زبونة جديدة، وأشار إلى السيدة التي كانت تنتظر أسفل العمارة.

 

اشتد النقاش بينهما، فالسائق لا يفكر إلا في الشيك المزور، والمحامي يراوده الأمل في أن يحصل على المبلغ الذي يريده، بينما تزداد الطرقات على باب المكتب ويذهب السائق ليجد موكلا وزوجته حضرا لاستشارة المحامي الذي أشار عليهما بتصوير المستندات والرجوع إليه.

 

استأذن السائق من المحامي، وعاد بصحبة السيدة التي قامت بدور الزبونة الجديدة، وما إن شاهد المحامي يقوم بمراجعة بعض الأوراق، انقض عليه دون رحمة أو شفقة وأخرج الساطور من بين طيات ملابسه وسدد له ضربات سريعة متتالية، انفجرت على إثرها الدماء تغطي أرض المكتب، ولم يتركه إلا بعد أن تأكد بأنه في النزع الأخير، واستولى على 22 جنيها ذهبيا ومبلغ كبير من المال، كانوا داخل خزينة المكتب، وسرق الشيك المزور والمخالصة.

 

اعتقد السائق والسيدة بأن الأمر قد انتهى، وأراد مكافأتها، وقام بشراء بعض الفساتين والحلي وبعد أن قام بتوصيلها، بدأت مفارقات القدر الغريبة، حيث توجه بالتاكسي الذي يعمل عليه إلى ميدان التحرير، ووقعت عيناه على جنازة مهيبة تشيع من مسجد عمر مكرم، ويسأل عن صاحبها فيعلم إنه المحامي الذي قام بقتله، جلس ينظر من خلف زجاج التاكسي مشدودا، ولم يفق إلا على صوت أحد الأشخاص الذي تبين له بأنه أحد أقارب القتيل، يطلب منه أن يسير خلف الجنازة حتى المقابر.

 

وأخذ القدر يدفع السيارة وسائقها القاتل وراء نعش القتيل، ووقف الجميع يودعون المجني عليه إلى مثواه الأخير، وتنذرف الدموع من الأعين، إلا السائق الذي بدت عليه علامات الريبة والقلق، والخوف يجول بخاطره مفارقات القدر الغريبة، بعد ألقي القبض عليه مع بداية بزوغ صباح أول الثاني من يناير 1967 ويصبح المجرم رقم واحد.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم