بدون تردد

هدوء الأزمة

محمد بركات
محمد بركات

هدأت نسبيا الأزمة الحادة التى كانت مشتعلة على الحدود الروسية الأوكرانية، والتى بسببها وقف العالم خلال الأيام الماضية على اطراف اصابعه قلقا واضطرابا، لما يمكن أن يحدث فى اليوم الموعود والمحدد لوقوع الغزو الروسى للأراضى الأوكرانية، طبقا للتوقعات التى أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها كل الدوائر السياسية الغربية ،...،

والتى اكدوا فيها أن كل الشواهد على أرض الواقع  تقول إن الروس سيقومون بالغزو يوم الاربعاء الماضى السادس عشر من فبراير الحالى «أول أمس» ونقول هدأت نسبيا نظرا لأن القول بأنها هدأت كليا أو انزاحت تماما قول غير دقيق، فى ظل عدم زوال كل مظاهر التوتر المحيطة بالأزمة، طالما بقيت التصريحات ساخنة على الجانب الامريكى والاوروبى، وإصرارهم على أنهم غير متأكدين ولا واثقين فى مصداقية الجانب الروسى، وقوله بأنه لم يكن يخطط أو يرغب فى اجتياح أو غزو أوكرانيا، وأن كل الحشود العسكرية على الحدود كانت فى اطار المناورات العسكرية المقررة سلفا.


وعلى الرغم من التشكك الأمريكى الغربى فى النوايا الروسية، وبالرغم من قولهم ايضا بأنهم غير متأكدين مما يقوله الروس عن بدء سحب القوات التى كانت محتشدة ،..،

فإنه أصبح واضحا أن هناك هدوءا نسبيا بالفعل وان فتيل انفجار الأزمة قد خمد ولو مؤقتا، وأن يوم الاربعاء قد مر دون غزو أو اجتياح،..،

وان كان من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الأزمة قد خمدت وانتهت أم أنها فقط هدأت نسبيا ومؤقتا.
والقول الحاسم فى هذا الأمر يعتمد اساسا على انتهاء الأسباب والدواعى التى كانت وراء اشتعالها، وقبول كل من الطرفين الروسى والامريكى الغربى، بما تم التوصل إليه خلال المفاوضات والمحادثات التى جرت بكثافة بينهما طوال الأيام الماضية، التى شهدت زيارات عديدة ولقاءات واتصالات ومحادثات مطولة بين «بوتين» و»بايدن» و»ماكرون» و»شولتز» وغيرهم.