عاجل

رفعت الجلسة| مال.. الغربة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قالت: كفى، نحن لم نغترب لنرسل أموالنا إلى والدتك وأشقائك، أين أولادك من هذه الأموال؟، أليس لهم نصيب؟ ، ألم نسافر من أجلهم؟، راتبك وما تتحصل عليه يذهب نصفه شهريا إلى والدتك! ، والباقى ننفقه على مأكلنا وملبسنا ومصاريف مدارس الأولاد! ، ألا تتوقف وتنظر إلى أسرتك مرة واحدة فى حياتك؟! .

اضافت: مر عامان على غربتنا، ولم تدخل خزينة بيتنا سوى بعض الريالات!، بهذا الوضع لو استمررنا سنوات هنا.. فلن نؤمِّن لأولادنا مستقبلهم! ، انت تحمل حملا ثقيلا وأنا أدرك ذلك، لكن اشقاءك شباب وفتيات وهم قادرون على الانفاق على انفسهم، لذلك توقف عن المعونة الشهرية التى ترسلها لهم، وادخر مالك لأولادك، فهم اولى بتعبنا وغربتنا» .

إقرأ أيضاً | رفعت الجلسة| أمومة بعد السبعين

قال: كفى، انا اعلم ماذا افعل، اولادى صغار، واشقائى ليس لهم عائل بعد ابى سوى انا، وامى مريضة، واذا لم اساعدهم سأكون ابنا عاقا، وهذا الأمر سينعكس على ابنائى، وقد لا اجد انا وانت من يرعانا وقت ضعفنا وهرمنا.

أضاف: لا تنظرين للأمور من نظرة ضيقة تحمل انانية مبطنة، أنت لا تبخلين كذلك على والديك واشقائك، ترسلين لهم راتبك ولا تدخرين شيئا لاولادك، وهذا الأمر لا يشغلنى فهذا حقك.

قالت: أنت الزوج، والبيت مسئول منك، راتبى بسيط، ورغم ذلك أرسله لأشقائى لاستثماره فى مشروعات تدر عليهم وعلى اولادى دخلا يساعدهم فى المستقبل، وأنت تعلم ذلك جيدا، فليس هناك وجه للمقارنة.

قال: كثير من الأمور تتجاهليها جيدا، من سدد مصاريف سفرنا إلى هنا، من اقترض من البنك ورهن معاشه مقابل أن يوفر لنا ثمن تأشيرة العمل، من يفرح بأولادنا ويبحث عن اسعادهم، من كلما احتجناهم فى عسر وشدة كانوا اولى الناس فى تلبية النداء.. أنت تتناسين امورا كثيرة، واصبحت اخشى منك، وكنت أظن أنك زوجة عاقلة تؤمنين بالتضحيات.

قالت: ما تم تحويله من أموال يكفى لسداد هذه الفاتورة.. الآن اولادنا أهم.. ويجب ان تعطيني راتبك كل شهر لأدخره لهم وننفق معظم الشهر من راتبى.

قال: ومن يضمن لى أنك ستأتين فى يوم من الأيام وتعايرينى بمالك الذى ستنفقينه على البيت، أعتقد أن من طلبت أن توقف باب الرحمة لأهلى، لن تتأخر فى معايرتى بإنفاقها على البيت.. عذرا لن أوقف الخير الذى أبر به عائلتى.

قالت: اذا تتحدانى.. لذلك أخيرك بينى وبين أهلك

قال: الأمر لا يحتاج تخييرا، ضعى نفسك مكانى واختارى انت.

قالت: كنت أتوقع ذلك.. أنا فى بيت أبى.. تنفذ شروطى أو تطلقنى وتنسى اولادك نهائيا، وعش مع بأسرتك.

قال: الأمر لا يحتاج كل ذلك.. أنت طالق..وليس لك مكان هنا.. عودى الى مصر، وإذا رغبتى فى العودة الىّ، تحدثى مع أمى واشقائى واعتذرى لهم وأطلبى منهم ان يتوسطوا للصلح بيننا.. وأنت تعلمين شروطى للعودة.. بعدها افكر بردك أم لا.

عادت الزوجة بأولادها إلى منزلها بمدينة المنصورة.. لتكتشف أن اشقاءها خدعوها، وانفقوا الأموال التى كانت تحولها لهم، ولم يستثمروها فى مشروعات.

أدركت وقتها أنها مخطئة، تواصلت مع أم زوجها واشقائها لتكتشف أنهم لا يعلمون شيئا عن أسباب مشاكلها مع زوجها، وعندما قصت لهم الواقعة، وطلبت عفوهم وتدخلهم للصلح مع زوجها، لم تتأخر الأم، وسامحتها وتواصلت مع ابنها وأقنعته بردها إليه.