355 النسخة النسائية من «جيمس بوند» !

النسخة النسائية من «جيمس بوند»
النسخة النسائية من «جيمس بوند»

إنچى ماجد

ورغم رسالة شاستين السامية - من خلال أدوارها - في التأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة، إلا أن «The 355» يأتي ضمن الاخفاقات التي لا يتوقعها صاحبها مطلقا.. لكن كيف يحدث ذلك مع فيلم يقوم على بطولة نسائية لامعة؟، فإلى جانب جيسيكا، يضم الفيلم النجمة السمراء لوبيتا نيونجو - في دور «خديجة» - وهي إخصائية التكنولوجيا التي كانت تعمل سابقا في المخابرات البريطانية «MI6»، وكذلك النجمة الإسبانية بينيلوبي كروز - في دور «جراسيلا» - وهي طبيبة نفسية تعمل في وكالة الاستخبارات الكولومبية.. الإجابة ببساطة أن قوة بطلات هذا العمل لم تكن قادرة على التغلب على السطحية التي غلفت الخط الدرامي للأحداث، حيث ستشعر كما لو أن الهدف من صناعة هذا الفيلم، هو إثبات أن مجموعة من أشهر النجمات يمكن أن يجتمعن معا لتقديم فيلم أكشن ضعيف وممل مثل نجوم الأكشن الرجال. 


يحمل الفيلم توقيع المخرج البريطاني سيمون كينبرج صاحب فيلم   «X-Men: Dark Phoenix» والذي شارك في كتابة السيناريو بالتعاون مع المؤلفة الأمريكية تيريزا ريبيك، وأثبت كينبرج أنه سئ جداً في تصوير مشاهد القتال والمطاردات، وهي مشكلة حقيقية، لإن الفيلم كان مليء بتلك النوعية من المشاهد، ونتيجة لذلك كانت تلك المشاهد من أهم نقاط ضعف الفيلم، رغم أنه محسوب على سينما الإثارة والأكشن. 


وعلى الرغم من تجميع فرقة نسائية براقة من مختلف الجنسيات، حيث تشارك كذلك في البطولة الجميلة الألمانية ديان كروجر مع الممثلة الصينية فان بينجبينج، إلا أن «The 355» لم يستفد حتى من جمال وسحر بطلاته الخمس، وبصرف النظر عن بعض البدلات الأنيقة التي طلت بها لوبيتا نيويونجو، لم يقدم لنا الفيلم حتى المتعة المنتظرة من وجود بطلاته، فلو كنت «تعشم» نفسك بأنك ستعيش حالة أفلام «جيمس بوند» مع ذلك الفيلم – وهو ما روج له الفيلم - فأنت مخطئ تماما، وستكتشف مع مرور الوقت بأن مخرجه يهدف إلى أن يكون الفيلم أقرب إلى سلسلة أفلام «Bourne»، خاصة مع متابعة مشهد المطاردة على دراجات نارية مسروقة، وكذلك تصوير عدد من المشاهد في المغرب، ورغم التشابه الكبير بينهما، إلا أن «The 355» لا يحتوي على أي تألق حركي مثل الذي قدمه بول جرينجراس مع أفلام «Bourne»، أما سيمون كينبرج فقد صمم فيلمه بدون أي إثارة.


وخلال الأحداث نتابع بعض الخلفيات الإنسانية لبطلات الفيلم الخمس، حيث تكافح «ميس» مع فقدان الشخص الوحيد في حياتها، ونرى»غراسيلا» قلقة بشأن زوجها وأطفالها في الوطن، أما «خديجة» فلديها شريك حياة يعرف بالفعل عن حياتها السابقة في المخابرات البريطانية، ولدى «ماري» مشاكل تتعلق بوالدها الذي سلمته للسلطات على أنه خائن، وأخيرا «لين» التي تأتي كتجسيد ضعيف واهي للقوة الصينية، وهي القوة التي كانت من عوامل نجاح بعض الأفلام الجماهيرية سابقا، أما في هذا الفيلم فتأتي بمثابة الإهانة للصينيين، ومن قبلهم صناع الفيلم، الذين قرروا تقديمها بذلك الشكل.


ومن التفاصيل اللافتة للنظر أن حوار الفيلم تضمن صياغة مبهمة، لكنها كما لو كانت مقصودة، حيث قالت «ميس» لأحد المشتبه بهم قبل أن تقوم هي وزميلاتها الأربع بإستجوابه وتعذيبه: «يمكننا القيام بذلك بالطريقة الصعبة.. رغم أن الطريقة السهلة متاحة أيضا»، في إشارة إلى استعراض عضلات النساء على الرجل الذي يحتجزونه. 


في نهاية المطاف، «The 355» ببساطة هو فيلم يتحدث عن عدم تقدير خدمات النساء لأدوارهن وتضحياتهن في استخدام العنف لدعم دولهن، ورغم قوة موضوع الفيلم، إلا أن مخرجه برؤيته السطحية، وعدم تمكنه من تغليف الأحداث بالإثارة المطلوبة، أسقط الفيلم في بئر الفشل، ولا عزاء لجيسيكا شاستين وإصرارها المستمر على الانتصار للمرأة على شاشة السينما.