إنها مصر

كنز الدنيا

كرم جبر
كرم جبر

"كنز الدنيا"، اسم المسرحية الرائعة التى شاهدنا عرضها، مساء الخميس الماضى، وأبطالها ذوو الهمم، الذين نجح المبدع أشرف عبد الباقى فى إبراز مواهبهم وإبداعاتهم.


طاقة إيجابية من الأمل والتفاؤل والبهجة والسعادة، ونحن نستمتع بنجومٍ حقيقيين تحدُّوا الإعاقة، وتفوَّقوا على العجز، وقالوا للجميع: قادرون باختلاف.


قصة العرض المسرحى تم إعدادها بحنكةٍ ومهارةٍ وأسلوبٍ رائعٍ وبسيطٍ، لأمٍ وأبٍ يفاجآن بمولودهما الصغير من ذوى الهمم، وبعد الصدمة كانت المواجهة.


لم ييأسا ولم يحبطا ولم يشعرا بالخجل، وإنما سلَّما أمرهما للمولى، عز وجل، والرضا بما قسمه لهما، وإلحاق ابنهما بإحدى المدارس الخاصة بذوى الهمم.


يتميَّز العرض المسرحى بالمزج بين القصة التمثيلية والواقع الفعلى، وشاهدنا نفس النماذج التى ظهرت فى الاحتفال الكبير الذى شرَّفه رئيس الجمهورية، منذ شهرين، وتوجيه سيادته للفنان أشرف عبد الباقى، بأن يستعين بهؤلاء النوابغ فى مسرحياته.


وكانت الاستجابة سريعة، وأحسن ما فيها الروعة والإتقان والجمال، واعتقادى أن عرض العمل المسرحى على الجمهور؛ سوف يلقى جماهيرية كبيرة، لأنه يحتوى على كل مقومات الجذب والتشويق.


فى مدرسة ذوى الهمم - كما جاء فى العرض المسرحى -، يتم عمل حفل للنابغين والحاصلين على جوائز على مستوى الجمهورية فى التمثيل والسباحة وغيرهما، ويظهر الأبطال الحقيقيون من ذوى الهمم على المسرح، ويُقدِّمون فقرات تمزج بين الواقع الحقيقى والمشاهد التمثيلية، وتلتهب أيدى الحاضرين بالتصفيق، وتعليقاتهم بالإعجاب الشديد.
اعتقادى أن ما شاهدناه فى العرض المسرحى عملٌ غير مسبوقٍ، وبدلاً من أن يكون ذوو الهمم مصدر قلقٍ وهمٍّ لأسرهم، تحوَّلوا إلى فخرٍ واعتزازٍ، ولاحظنا ذلك فى عيون أسرهم، الذين حضروا العرض، وحقَّقوا لهم الشهرة والتميُّز.


الفضل فى ذلك يرجع لرئيس الجمهورية، الذى آمن بأنهم فعلاً كنوز الحياة واللمسة الروحية الرائعة التى منحها الله للبشرية؛ ليُدركوا أن خلق الله هو أفضل ما فى الكون، وأن الضعف والقوة منحة من الله، عز وجل.


إنهم بالفعل قادرون باختلاف، ولم تعد الإعاقة سببًا للعجز، ولكن للتفرُّد والعبقرية والعفوية والتلقائية، وهى مزايا فريدة إذا أُحسن استثمارها.
الشكر والثناء لكل من أسهم فى هذا العمل العظيم، وضرورة استمرار العرض على الجمهور؛ ليشاهدوا إبداعات مختلفة، تُقدِّم صورةً جيدةً للحياة.
التجربة سوف تنتقل من مصر لدول أخرى، وتُعيد اكتشاف القوة الناعمة المصرية فى صورةٍ جديدةٍ، قوامها الرحمة والإنسانية.