ركود الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار| البرد «جمد» سوق الدواجن والخضراوات

سوق الدواجن
سوق الدواجن

مروة أنور

مع الانخفاض الشديد فى درجات الحرارة، شهدت أسواق الخضراوات والدواجن، انخفاضاً موازيا فى الطلب، نتيجة ارتفاع أسعارها، وهو ما اكتشفته "آخرساعة"، خلال الجولة التى أجرتها داخل بعض الأسواق لرصد حركة البيع والشراء، حيث لاحظنا عزوف المستهلكين عن الشراء نتيجة الارتفاع الملحوظ فى الأسعار.

 

فرج محمد، صاحب محل دواجن، قال إن هناك حالة من والعزوف عن شراء الدواجن البيضاء والبلدى بسبب ارتفاع أسعارها حيث وصل سعر الدواجن البيضاء لـ28 جنيهًا للكيلو جملة، بينما تصل للمستهلك بـ30 جنيهًا، وتصل الدواجن البلدى للمستهلك بـ60 جنيهًا للكيلو، مُشيرًا إلى أن أجنحة الدواجن سعرها يصل لـ26 جنيهًا للكيلو، وكيلو الـ"أوراك" لـ36 جنيهًا، والـ"دبابيس" بـ45 جنيهًا، بينما يصل سعر كليو البانيه لـ77 جنيهًا.

 

ويشير فرج إلى أن هناك فترات بعينها ترتفع فيها أسعار الدواجن كل عام وبشكل خاص فى موسم الشتاء نظرا لاعتماد أصحاب المزارع على الدفايات التى يكثر استخدامها خلال فصل الشتاء، وهى الفترة التى يمكن أن تحدد من يناير وحتى نهاية فبراير ومع بداية شهر مارس واعتدال الطقس تعود الأسعار إلى طبيعتها مرة أخرى.

 

ويقول مؤمن حسن، صاحب محل خضراوات: "الحال نايم.. لا فى بيع ولا شراء"، مُشيرًا إلى أن أسعار الخضراوات جميعها فى العالى بسبب العروة الشتوية والصقيع، موضحًا أن سعر كيلو الطماطم يتراوح بين 8 لـ10 جنيهات، وتختلف باختلاف أماكن بيعها، بينما يصل سعر كيلو الكوسة لـ15 جنيهًا، والخيار لـ13 جنيهًا، والفلفل الألوان بـ24 جنيهًا للكيلو، والبطاطس بـ12 جنيهًا.

 

أما عالية مجدى، ربة منزل، فقالت إن أسعار الخضراوات والدواجن فى ارتفاع منذ شهر نوفمبر الماضى، وكان من المتوقع أن تعود لطبيعتها بعد انتهاء عيد الميلاد، لكنها شهدت ارتفاعًا أكثر، وتستعين ربة المنزل ببرطمان الصلصة، أما كيلو المكرونة فوصل سعره لـ5 جنيهات، وناشدت عالية بتشديد الرقابة على الأسواق والسعى لوصول الأطعمة للمستهلك بسعر يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية التى نعيش فيها.

 

ويعلق على ذلك حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، موضحًا أن شدة البرودة والصقيع وراء ارتفاع أسعار الكثير من الخضراوات مثل الطماطم والبطاطس والكوسة والخيار، وأيضًا الفواكة، ونصح المزارعين بضرورة الحفاظ على المحاصيل من شدة الصقيع عن طريق عدم تعطيش المحاصيل والتسميد المناسب بوبر فوسفات والرش بالكبريت الزراعى، وعمل مصدات من حطب القطن أو الذرة وتحميل الفول البلدى على الريشة للحد من آثار الصقيع، والأفضل الزراعة داخل الصوب المحمية، مضيفًا إنه من المتوقع أن تعود الأسعار إلى طبيعتها نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس مع اعتدال درجات الحرارة ونضج المحاصيل وبداية العروة الجديدة.

 

ويشير الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن فى الغرفة التجارية بالقاهرة، إلى أنه كل عام منذ بداية شهر يناير وحتى نهاية فبراير ترتفع أسعار الدواجن والبيض بسبب موجة الصقيع واعتماد أصحاب المزارع على الدفايات، وبالتالى ترتفع تكلفة فاتورة الكهرباء، ومن ثم تعود هذه التكلفة على أسعار الدواجن بشكل عام وخاصة هذا العام، حيث ارتفعت بشكل جنونى بسبب شدة الصقيع، فوصل سعر كيلو الدواجن البيضاء لـ28 جنيهًا وتباع بـ30 جنيهًا للمواطن، بينما يبلغ سعر الدواجن البلدى فى المزرعة 35 جنيهًا للكيلو وتباع فى الأسواق للمستهلكين بـ38 جنيهًا، أما أسعار البيض فتسجل أعلى ارتفاع حيث يصل سعر كرتونة البيض الأبيض فى المزرعة لـ47.4 جنيه، والأحمر بـ48.5 جنيه، بينما يباع للمستهلك بسعر يتراوح بين 55 لـ58 جنيهًا للنوعين، ويُسجل البيض البلدى فى المزرعة 55 جنيهًا بينما يصل للمستهلك بسعر بين 60 لـ62 جنيهًا.

 

الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاستراتيجية، قال إنه من الطبيعى أن تتأثر مصر بأزمة التضخم العالمية ومن ثم ارتفاع أسعار الوقود الذى يترتب عليه ارتفاع أسعار الكثير من السلع ولكن استخدام هذه الزيادة بالشكل المبالغ فيه من قبل التجار هو الذى يحدث الزيادة فى الأسعار، وبطء حركة البيع والشراء، ولا نغفل بالتأكيد أن هناك وسطاء يقومون بالشحن من وإلى البائع وهم المسئولون بشكل أو آخر عن ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى التغير المناخى فى العالم وتأثيره على المحاصيل الزراعية.

 

ويقول وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، إن موجة ارتفاع الأسعار ستظل مستمرة على مستوى العالم، ولمدة عامين قادمين، وذلك بسبب التغير الذى يشهده العالم فى المناخ، الذى تسبب فى نقص الكثير من المعروض ومع زيادة الطلب على هذه السلع ترتفع الأسعار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود، مضيفًا أنه يجب وضع الأمور فى نصابها الصحيح، فعلى سبيل المثال ارتفاع أسعار الوقود بقرش يجب أن يقابله الزيادة بقرش ولا يتم استغلالها من قبل بعض التجار.