بريئة قتلها الخداع

بريئة قتلها الخداع
بريئة قتلها الخداع

 كتبت : فاطمة عبد الوهاب
منذ الأيام الأولى لزواجها شعرت بأن تصرفات زوجها غريبة.. ينفعل لأبسط الأسباب ويثور على أمور فى غاية التفاهة تحملت الوضع ظنا منها أنها قلة خبرة من زوجها أو ربما رهبة من تحمل مسئولية الزواج.. ظلت تتعلل لنفسها بأسباب واهية حتى وقع شجار كبير بينهما قام فيه بضربها بشدة وقسوة غريبة وكأنه ليس بوعيه تماما.. كاد أن يقتلها لولا تدخل الجيران.


عادت إلى بيت أهلها الذين رفضوا تماما ما حدث لابنتهم خاصة بعد أن تحدثت معهم عن تصرفاته غير الطبيعية وشكه الدائم بها.


اجتمع أهل الزوجين فى محاولة لتهدئة الوضع وقطع الزوج على نفسه عهدا أمام الجميع ألا يكرر فعلته مهما حدث خاصة بعد أن هدده والد الزوجة بأنه سوف يحرر محضرا ضده ويحبسه فى حال كرر ما فعل لابنته.. عادت الزوجة تتحسس خطاها.. عاشت حذرة فى بيتها لا تشعر بأمان بجوار زوجها.. مرت الأيام ثقيلة.. وفى إحدى المرات أثناء زيارتها لعائلة زوجها قابلت إحدى قريباتهم وتجاذبا أطراف الحديث وسرعان ما شعرت كلتاهما براحة نحو الأخرى فتبادلا أرقام الهواتف ليستمر التواصل بينهما.. مرت الأيام وتوطدت أواصر الصداقة بينهما.

فوجدت الزوجة أخيرا ملاذا لتحكى عما تعانيه قصت على قريبة زوجها أفعاله الغريبة ونظراته المريبة لها دائما..

وهنا شعرت الأخرى انه من الأمانة ان تكشف لها الحقيقة الغائبة عنها وهى ان زوجها يعانى من اضطرابات نفسية منذ سنوات وأن أهله كانوا يخفون هذا الأمر عنها ولذلك أسرعوا فى تزويجه للخلاص من مشكلاته الدائمة بدلا من أن يقوموا بعلاجه..

وأضافت أنها نصحتهم كثيرا بالرجوع إلى طبيب نفسى لفحص ابنهم خاصة بعد أن ظهرت عليه تصرفات غير طبيعية ونظرات مخيفة دون جدوي..

وانهم كانوا يسعون إلى تزويجه حتى ينشغل فى حياة أخرى ومسئوليات قد تغير من شخصيته وتطورها على حد قولهم.. نزلت الكلمات كالصاعقة على سمع الزوجة لكنها لم تفاجىء قلبها الذى كان يشعر أن هناك أمرا ما.. اخذت تفكر ماذا تفعل فى هذا الأمر فهداها تفكيرها إلى أن تتحدث معه فى الذهاب إلى طبيب يستشيرانه فى حياتهما الزوجية وكيفية ادارتها.. لم يستجب لها ودارت مشادة بينهما، فجمعت ملابسها فى محاولة منها للهروب خاصة بعد ان لمحت عليه بوادر ثورته وانفعالاته المعهودة التى تتسع فيها عيناه على نحو مخيف، ولا يحتمل لكنه لم يسمح لها بالخروج من المنزل وبدأ فى ضربها.. حاولت الهروب لكنه امسك بها ولم تستطع الافلات من بين يديه التى أطبقها على عنقها ولم يتركها إلا بعد أن توقفت محاولاتها.. بعد ان سكنت تماما.. القاها على الأرض جثة هامدة.


كان الجيران قد تجمعوا أمام الباب على صراخ الزوجة فتح لهم الباب ليجدوها ملقاة على الارض.. أبلغوا الشرطة التى ألقت القبض عليه وأحالته إلى المحكمة بتهمة القتل العمد.. إلا أن تحقيقات المحكمة وشهادة الشهود والجيران اظهرت أدلة على أن المتهم مريض نفسى.

فتم ايداعه لمدة ٤٥ يوما بأحد المستشفيات لتبين مدى سلامة قواه العقلية من عدمه.. وجاء التقرير الطبى للجنة الطب النفسى يفيد بأن المتهم مختل عقليا وغير مسئول عن أفعاله.. فصدر الحكم بإيداع المتهم بمستشفى الامراض العقلية لحين شفائه.
صدر الحكم برئاسة المستشار عماد النجدى وبعضوية المستشارين أحمد عبدالتواب وروميل شحاتة.

 

اقرأ ايضا | القبض على موظفين لقيامهما بإهدار المال العام بالغربية