فرفش كده | حالة الهيام الفراغية البحتة

حالة الهيام الفراغية البحتة
حالة الهيام الفراغية البحتة

منال السيد

كنت مختلفة شوية طول فترة طفولتى ومراهقتى. البنت اللى بتسكت طول الوقت، وسرحانة فى دنيا لوحدى، ولأن أسرتى من اصول ريفية متحفظة كانت مرعوبة زيادة، وسكوتى وسرحانى والرغبة فى الوحدة كانت بتزود الشكوك.


كانوا - يا حرام - فى حالة عذاب وانا مش مكترثة، مش عشان شريرة أو مستهترة.. خالص..

لأنى بالفعل كنت آخر واحدة فى الدنيا ممكن يقلقوا عليها من ناحية الانحراف..


كنت أنا فى دنيا تانية ومهتمة فعلا بمراقبة أسراب القريدس وهى بتودع بيضها ع الشط، واستمر رأيهم المتنامى مع حالة الهيام الفراغية البحتة والخالية تماما من أى كائن عموما، لغاية ما فى يوم خرجت من المدرسة وكانت زميلة ليا غايبة للمرض وقررت أزورها.


انتهت الزيارة بتأخير عن العودة للبيت غير مسبوق، على ما وصلت كانت الأسرة على وشك البحث عنى بميكرفونات الجوامع، واللى زاد الطين بلة وجود أقارب لزيارتنا من البلد يعنى شبكة إرسال الفضيحة جاهزة ومستعدة للانطلاق.


لو سكت هروح فى داهية، ولو نطقت هروح فى داهية، واللى قدرت أقوله لبابا - الله يرحمه - كنت بجيب كتب مهمة من عند نجلاء.. ونجلاء دى كانت حالة أغرب منى، كتلة عقد وخجل ولخبطة، لدرجة لما تيجى تزورنى بتسأل على نفسها عندنا.. اه والله يعنى ماما تفتح الباب فتقول: مساء الخير يا طنط.. نجلاء موجودة؟ بدل ما تقول منال موجودة.


اخترت نجلاء لسبب غامض، واكتشفت سوء الاختيار، حتى لو كنت عندها فعلا من لخطبتها هتودينا إحنا الاتنين ف داهية لكن فوضت امرى لله وقلت اللى حصل حصل.


بابا بصلى بصة مرعبة وطلب يروح بنفسه لبيت نجلاء هو وأخويا الكبير، أكبر منى بسنة، يعنى مراهق برده، ومبيعرفش يكوّن جملة مفيدة بس مصرّ يخلص عليا زى أفلام السينما ونفسه يلاقى اى مبرر لقتلى ومش لاقى.


بابا اختار اخويا يطلع يسأل.. وعمرى ما هنسى الأربع دقايق دول، متوقعة عبدالله اللى مش طايق وجودى فى المجرة هينزل من عند نجلاء وبعدين هيبتدوا هو وبابا يفكروا فى وسيلة للتخلص منى.


لسا هعترف لقيت اخويا راجع، وبيقول: كله تمام.. بابا ابتسم وارتاح وانا كنت فى حيرة.. ازاى نجلاء تقول انى كنت عندها، واحنا بناخد منها المعلومة الصحيحة بالعافية؟..

ازاى توصل بحرفية تقنية للدرجة دى؟.. وازاى أخويا ميشكش وهو أصلا عاوز يفجر دماغى؟


قعدت مش فاهمة حاجة لغاية ما قابلت نجلاء وسألتها.. قالت لى أنا فتحت الباب لأخوكى وكنت بلبس فاتكسف، واتلخبط، وقعد يدور ع الكلام .

حسيت إن فى مصيبة..

سألنى: منال كانت عندك؟.. قلت له: أيوة.. فجرى من قدامى مكسوف..

طبعا الجيل الجديد يسمع الكلام ده يقول انه  كلام حفريات.. لكن والله كنا كلنا بنتكسف ولاد وبنات.

اقرأ أيضاً|فرفش كده | شحتوت