شىء من الأمل

حقنا .. وحقهم!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

فور انتهاء مباراتنا مع المنتخب السنغالى وفقداننا كأس البطولة الافريقية غرد الرئيس السيسى مساندا وداعما لمنتخبنا ومشيدا بأدائه فى البطولة، و مؤكدا أيضا ثقته فى لاعبى المنتخب بأنهم قادرون على تعويض الكأس الذى ضاع بالصعود إلى المونديال ..

وخلت كلمات الرئيس السيسى الداعمة لمنتخبنا الوطنى من أية كلمات حول حقنا لدى المنتخب السنغالى والذى علينا أن نسترده من لاعبيه فى مباراتى شهر مارس المقبل ، كما ردد البعض ،  متجاهلين أننا كنّا  ازاء منافسة رياضية مع المنتخب السنغالى خاضها منتخبنا  ولاعبوه يعانون من شدة الإجهاد بسبب لعب مباريات ثلاث سابقة قوية وبوقت إضافى ،  وهو ما كان له أيضا تأثيره السلبى على مستوى تركيزهم أثناء المباراة الختامية ، بينما كان لاعبو السنغال يحظون بحالة بدنية أفضل  لسهولة مشوارهم فى البطولة وبالتالى كان  تركيزهم  أحسن، فضلا عن القدرة الفنية المميزة لهم ،..

وقد أسهم ذلك فى ترجيح كفةَ المنتخب السنغالى ومكنه فى نهاية المطاف من إحراز كأس البطولة الافريقية لأول مرة فى تاريخ بلاده .


هذا هو التوصيف الصحيح للأمر كما ينبغى أن ندركه حتى نستعد بشكل جيد وسليم للمنافسة الأخرى التى وضعتنا فيها قرعة توصيات المونديال مع المنتخب السنغالى بعد أسابيع قليلة ، لكى نكسب هذه المنافسة الجديدة ونتمكن من المشاركة فى هذا المونديال ..

وبالتالى لا مجال هنا للحديث عن حقنا لدى السنغال كما يردد البعض والذى يتعين أن نسترده ، لأن لاعبى السنغال لم يسلبوا منا كأس البطولة الافريقية عنوة  وبشكل مفاجئ بعد أن كانت تلك الكأس فى حوزتنا ، وإنما بذلوا الجهد للحصول عليها ، وهذا هو ما يتعين علينا ان نفعله فى منافسة المونديال معهم. 


صحيح أن من يرددون تعبير استعادة حقنا من السنغال يقصدون بِه أن نكسبهم فى منافسة المونديال ردا على خسارتنا منافسة البطولة الافريقية ،  كما هو شائع مصريا ،..

لكن هذا قد لا يفهم خارج مصر ومن قبل السنغال ، التى يجب أن نضع فى الاعتبار أنها أولا أحد بلدان افريقيا التى نتوجه بصدق وقوة  لدعم علاقتنا بها ، بل إنها فوق ذلك تتولى الآن رئاسة الاتحاد الافريقى الذى يرعى مفاوضات  البحث عن حل متوافق عليه بيننا وإثيوبيا لمشكلة السد الإثيوبى ..

باختصار  نحن خسرنا منافسة رياضية مع السنغال وأمامنا منافسة رياضية أخرى معها ، لكى نكسبها يجب أن نستعد جيدا وبقوة  لها، وأول خطوة فى هذا الاستعداد علاج سلبيات المنافسة التى خسرناها.