«مولنوبيرافير» أمل نهاية الجائحة.. تغطية السوق المحلية والتصدير للخارج

«الأخبار» تشهد تصنيع أول عقار لعلاج «كورونا» في مصر

إحدى مراحل تعبئة العقار الجديد
إحدى مراحل تعبئة العقار الجديد

إشراقة الأمل وبداية النهاية للوباء تقترب، وتتضح ملامحها مع إنتاج أول الأدوية القادرة على علاج فيروس كورونا، حيث بدأت مصر فى تصنيعها بشركات وطنية لتعد من أوائل الدول التى أنتجت عقارات «كورونا» بعد اعتمادها من منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء الأمريكية.

 


«الأخبار» على مدار 4 ساعات متواصلة كانت شاهدة على تصنيع أول عقار لكورونا فى العالم «مولنوبيرافير» فى إحدى الشركات الوطنية «إيفا فارما» بمصنعها، لتنقل للقارئ جميع مراحل تصنيع العقار المستجد، الذى يأمل العالم كله فى تحقيق النجاح فى القضاء على وباء كورونا.

 

 


فى منطقة الهرم بداخل مصانع الشركة، تبدأ مراحل تصنيع العقار «مولنوبيرافير- إيفا فارما» منذ بداية تصنيع المادة الخام وفصله حتى تعبئة الدواء وتسويقه حاليًا لوزارة الصحة لتوزيعه على مستشفيات العزل والمستشفيات الخاصة.


المواد الخام


فى مبنيين مختلفين، كانت جولتنا فى المبنى الأول، حيث رافقنا د. مينا محسن، مسئول عن تصنيع المواد الخام، بعد أن ارتدينا ملابس وقائية، وبدأ الصيدلى يشرح لنا كيفية تحضير المادة الفعالة للعقار، حيث أوضح أن المادة تكون عبارة عن سائل يتم تنقيتها من الشوائب، التى بداخلها لتصل لأقصى فعالية 100%، وهى المصرح بها عالميًا وبعدها نحصل على المادة الخام كبودرة وبعدها يحدث لها تجفيف وتصل لنا كبودرة..

وأضاف أن بعد ذلك يتم تحليل المادة الفعَّالة بشكل دقيق لمعرفة مدى مطابقتها للمعايير والمواصفات العالمية، وبعدها يتم استكمال باقى المراحل..

 

فى المبنى المجاور كانت المرحلة الأكبر، وهى مرحلة التصنيع والتعبئة، حيث رافقنا د. تادرس ليون، الصيدلى المشرف، على تصنيع العقار «مولنوبيرافير 200 مجم-كبسولات صلبة»، بعد أن ارتدينا ملابس وقائية أخرى، وبدأنا نتنقل بين غرف زجاجية تشهد مراحل التصنيع وإجراءات تعقيم مشددة، حيث أشار تادرس إلى أنه عقب الانتهاء من مراحل تصنيع المواد الخام تبدأ المرحلة الثالثة، وهى وزن الخامات، وبعدها التحضير الرطب للمادة الخام من خلال العجن ثم تجفيف البودرة محل العقار، وبعدها يتم الطحن للمادة الخام، تليها المرحلة الرابعة وهى خلط المادة الخام، وأشار إلى أن المرحلة الخامسة، تتمثل فى تعبئة الكبسول بالبودرة، وتتم تعبئته فى برطمانات من خلال خط كامل، حيث يحتوى كل برطمان على 40 كبسولة سعرها 624 جنيهًا للعبوة وبعدها المرحلة السادسة والأخيرة بدخول العقار خط التغليف التى تعد آخر مرحلة قبل توزيعه على المستشفيات.


30 ألف عبوة


وأوضح أن القدرة الإنتاجية للمصنع 30 ألف عبوة فى اليوم الواحد، ويعد أول عقار يحصل على موافقة هيئة الدواء الأمريكية لعلاج كورونا، والعبوة بها 40 كبسولة، وتتم تعبئة العقار إلكترونيًا وتنزل الكبسولات فى العبوة بعدد معين فى البرطمانات وتسير العبوات للإغلاق المحكم، وبعدها تتم مرحلة التغليف باسم المنتج وتاريخ الصلاحية ورقم التسجيل.


وأشار إلى استخدام العقار للحالات البسيطة والمتوسطة، ونستهدف تغطية الإنتاج المحلى سواء فى المستشفيات الحكومية أو الخاصة وبعد التصدير، وبدأنا التصدير لليبيا وبعض الدول الأفريقية والسعودية بعد تغطية الاحتياجات المحلية.

 


وخلال جولتنا كانت عبوات المنتج موجودة ومعدة لتوزيعها، حيث أوضح ليون، أن المنتج جديد، ولذلك نعمل 24 ساعة بكل طاقتنا لإنتاجه، ونجحت «إيفا فارما» فى تصنيع المادة الفعَّالة للدواء محلياً فى مصر، حيث قمنا بتصنيع أول 3 تشغيلات من المواد الخام المصرية، حيث إن الشركة بدأت التحضير لتصنيع هذا الدواء منذ أكثر من عام، وأن فريقًا من العلماء والباحثين عكفوا على العمل عليها باجتهاد كبير حتى نجحنا فى تحقيق هذا الحلم.
استخدامات العقار

 


بعد ذلك التقينا د. جورج ماهر، مدير التسويق بشركة إيفا فارما، والذى أشار إلى أن العقار يندمج فى خيوط RNA بدلاً من nucleoside Cytidine، مما يؤدى إلى حدوث أخطاء فى عملية النسخ ويسبب سلسلة من الطفرات المميتة للفيروس، ويعمل بواسطة آلية تعرف باسم كارثة الخطأ الفيروسى.

ويؤدى دمج مولنوبيرافير فى الحمض النووى الفيروسى بواسطة بوليميراز «الحمض النووى الريبى الفيروسى» إلى تراكم الأخطاء فى الجينوم الفيروسى مما يؤدى إلى تثبيط التكاثر..

 

وأوضح أن دواعى استعمال العقار لعلاج الحالات البسيطة والمتوسطة المصابة بكورونا لتقليل مخاطر الوفاة فى حالات «كوفيد 19 « للمرضى المعرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض خطيرة مثل»السمنة ومرض السكرى وأمراض القلب» أو الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا..

وأضاف أن المريض يحصل على 4 كبسولات 200 مجم كل 12 ساعة لمدة 5 أيام، ويجب أن يبدأ العلاج بمولنوبيرافير فى غضون 5 أيام من ظهور أعراض كوڤيد-19، ولا يلزم تعديل الجرعة لمرضى القصور الكلوى والكبدى..

وعن الآثار الجانبية، أوضح أن العقار ثبت أنه آمن ومحتمل ومع ذلك هناك مخاوف مستمرة من الآثار الجانبية لآليات مولنوبيرافير المطفرة ، على الرغم من أن حقيقة استخدامه لمدة خمسة أيام فقط فى Covid-19 مطمئنة جدًا، وقد كانت جميع الآثار الجانبية غير خطيرة، وخفيفة فى الشدة، ولم يؤد أى منها إلى التوقف عن تناول الدواء، ومن الآثار الشائعة «إسهال، غثيان، الشعور بالدوار، الصداع»، ومن الآثار الجانبية غير الشائعة «القىء ، الطفح الجلدى، قشعريرة»..

 

وأكد أن موانع الاستخدام للعقار الحساسية تجاه «مولنوبيرافير» أو أى من المكونات الأخرى لهذا الدواء.

وأشار إلى أنه لا ينصح باستخدام العقار أثناء الحمل، فبناءً على نتائج دراسات التكاثر الحيوانى، قد يسبب مولنوبيرافير ضررًا للجنين عند إعطائه للحوامل، ولا توجد بيانات بشرية متاحة حول استخدام مولنوبيرافير فى الحوامل لتقييم مخاطر العيوب الخلقية الرئيسية أو الإجهاض أو النتائج السلبية للأم أو الجنين.


أمل النهاية


وشدد على أنه لا ينصح بالرضاعة الطبيعية أثناء العلاج ولمدة 4 أيام بعد آخر جرعة من مولنوبيرافير- إيفا فارم، ولا يسمح للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، لأنه قد يؤثر على نمو العظام والغضاريف.

اقرأ أيضاً|دواء كورونا لن يصرف إلا بروشتة في صيدليات المستشفيات فقط | فيديو