وداعاً «رحيق النعناع»

وسيبقى نعناع الحياة

عبدالقادر محمد على
عبدالقادر محمد على

ما أجمل رائحة النعناع كلما استنشقتها بمفردها أو مع شىء آخر.. إنها عبق يجذب وتشعر معها براحة نفسية وإحساس بالحركة والتفاؤل.


الأستاذ عبدالقادر كان كل هذه المعانى فى المعرفة والصداقة والعمل.. كان يرسم بكلماته رغم قسوتها فى النقد لكن تشعر القارئ بأنه معه يشعر بأفراحه وأحزانه ومشكلاته، كانت سخريته ليست إهانة أو هجومًا على أحد أو جهة بقدر ما كانت نبض المواطن.. وكأنه يشاركه حياته بكل ما فيها من هموم وأفراح.


عبدالقادر ليس رئيسى فى العمل فقط بل صديق وأخ يرفع جميع الحواجز النفسية فى التعامل معه وكأنك تعرفه من زمان ويتحدث إليك قبل أن تلتقى به، إنه النسمة، فوجوده سعادة لكل المحيطين به ولا تفوته المداعبات مع كل الزملاء فى كل الأقسام وبعضها يتعلق بما يمر به الإنسان من مشاكل حياتية فيخفف من وطأتها على نفوسهم، طلة عبدالقادر تسعد الإنسان قبل أن ينطق بكلمة.


كان إنسانا رائعا فى أخلاقه لم يسئ لأحد ولو بكلمة إيلام أو عتاب، كان محبوبا من الجميع، قائدا فى عمله ومساعدا لزملائه.. وعطوفا مع الكل.


كان يعمل طوال الأسبوع رغم كبر سنه ويجد لذة كبيرة فى العمل حتى وان كان مريضا. قاوم المرض فى الفترة الأخيرة ولم ينس وصاياه لزملائه فى العمل وهو طريح الفراش.
عبدالقادر أيقونة الأخبار له بصمات ولمسات ضاحكة مع الكل.. فهو لا يُنسى أبدا وسيظل نابضا فى قلوبنا. وعنوانه صباح النعناع سيظل عطرا فى نفوسنا.