يختتم معرض القاهرة الدولى للكتاب مساء اليوم فعاليات نسخته الثالثة والخمسين التى ألتأمت على مدى ثلاثة عشر يوما، وإضافة إلى ما ميز هذه الدورة من الإقبال الكثيف رغم موجة البرد القارس الى تعرضت لها البلاد، وسقوط الأمطار عدة مرات عديدة أثناء فترة انعقاد المعرض، ويظل الحضور اللافت للأطفال الظاهرة الأبرز فى دورة 2022.
بدأ القراء الصغار هم النجوم الحقيقيين للفعاليات، والملوك المتوجين الذين التفت حولهم العديد من الأنشطة التى تحاول جذبهم إليها بشتى الوسائل المبدعة.
والابتكارات الطريفة، ومما لاشك فيه أن الأسر الواعية هى التى تغرس عادة القراءة فى نفوس أبنائها، وتفسح ركنا لكتب الأطفال فى منازلهم، حيث ينمو صغارنا على حب الكتاب والتحليق فوق أفق القصص والروايات مما يثرى خيالهم ويعمق رؤيتهم.
وعلى الرغم من انتشار القراءة عبر الشبكة الدولية الانترنت»، فسوف يظل للكتاب مذاقه الخاص، ومتعته الفريدة، وبمناسبة النجاح الكبير، نرصد ظاهرة إقبال الأطفال، ونستعرض فى التقرير التالى أهم ما تضمنه جناح الطفل والجديد من فعاليات وأنشطة قدمت من خلاله لأبنائنا مستحدثة هذا العام من خلال المعرض، فلأول مرة يجرى تخصيص صالة كاملة لأنشطة وكتب الطفل بداية من ورش الحكى، مع اتباع كامل للإجراءات الاحترازية حيث أصبح جناح الطفل فى مبنى مستقل بذاته فى القاعة 5، وضم كل ناشرى الأطفال فى مكان واحد، والسماح بدخول الأطفال بالمجان، ومن الجديد أيضا، عدد كبير من الأنشطة والفعاليات المختلفة؛ ولتشجيع الأطفال على القراءة جرى ابتكار تطبيق «إلكتروني» لقراءة الكتب وسماعها أيضًا، على أن تكون مناسبة للمراحل السنية حتى 18 عاما، ومطروحة بالعربية والإنجليزية، وهى مصممة بشكل مجسم رقميا.
ويساعد هذا التطبيق أطفالنا على فهم الكلام المكتوب، وقد أتيح مجانا لجميع الأطفال طوال فترة المعرض، بالإضافة إلى ركن خاص بالمسرح تقام به عروض للناشئة، إلى جانب العديد من «الطاولات» المخصصة للأشغال اليدوية يقوم فيها الأطفال بتصميم قطعة فنية بأنفسهم من رسم وتلوين، وصناعة أعمال فنية بالخرز.
ويمكن لطفل أن يأخذها كهدية عند مغادرته، كما تقدم بشكل يومى عروضا مسرحية، و فقرات ساحر و«أراجوز»، حيث تميزت أنشطة الطفل هذا العام بالتنوع الملحوظ، ولفتت الأنظار مشاركة الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة فى كثير من الأنشطة كالغناء والتفاعل والإبداع فى الورش الفنية اليومية من خامات كالفوم والجلد والخشب.
ومن الجديد أيضًا هذا العام التعرف على إنتاج الأديب الكبير الراحل عبدالتواب يوسف شخصية معرض الطفل هذا العام، من قبل أطفال صغار ربما لم يقرأوا له من قبل؛ يتعرفون على إنتاجه من خلال قصته (الهدهد يمتلك تاجًا) المعروضة بخاصية الـ VR أو ثلاثية الأبعاد، ومن خلال مشاهدة الطفل لقصة عبد التواب يوسف مجسمة يستطيع البحث عن قصصه الأخرى.
والتعرف على إنتاجه المتميز، كما تضمن جناح الأطفال كل ما يحتاجونه أثناء زيارة المعرض من أماكن مخصصة للعديد من دور النشر القومية مثل الهيئة المصرية العامة للكتاب ودار المعارف وهيئة قصور الثقافة بالإضافة إلى العديد من دور النشر الخاصة من مختلف دول العالم، حيث قدم جناح الهيئة هذا العام مجموعة كبيرة ومتنوعة من إصدارات الطفل ومنها: مجموعة رؤية للأطفال التى تقدمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الهيئة وتتضمن كتبا وقصصا متميزة ومثل: (حكايات الولاد والأرض) وهى سلسلة تحكى عن بطولات جيشنا المصرى الباسل، كحكاية «البطل منسي»، و«صديقى عائد من سيناء».
وغيرها من القصص التى تسرد بطولات جيشنا، بالإضافة إلى مجموعة «إلعب وتعلم مع الحروف»، وهى إصدار تعليمى يخاطب مرحلة ما قبل المدرسة.
ويعتبر نموذجًا لنظرية التعلم من خلال اللعب، لذا يصاحب كل كتيب لعبة عبارة عن «بازل» للأشكال والكلمات والحروف، وقلم يستخدم فى الكتابة على السبورة الصغيرة فى نهاية كل كتيب.
وتتكون المجموعة من تسع كتيبات، وهى باكورة إنتاج هيئة الكتاب لهذا الشكل التعليمى، أما السلسلة التى جرى استحداثها فهى «رموز أفريقية»، تخاطب عمقنا الإفريقى، ومنها: «كوفى عنان».
وسلسلة «ما» وهى سلسلة تصلح للكبار أيضا، بالإضافة إلى جانب سلاسل أخرى مختلفة، وقد لفت نظرنا أثناء جولاتنا فى المعرض هذا العام الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين يزورون جناح دار المعارف الذى قدم باقة متنوعة من الكتب والقصص للأطفال والناشئة،بأسعار مخفضة جدا.
ومن أبرز السلاسل التى طرحتها الدار للأطفال: «المكتبة الخضراء»، علاوة على عشرات العناوين الجديدة، إلى جانب المعاد طبعها من مختلف السلاسل، ومنها: المكتبة الخضراء التى صدر منها مؤخرًا:كتاب «كوخ العم توم»، و«سفن الأشياء الممنوعة»، و«شملول المهرج البهلول» لرائد أدب الأطفال يعقوب الشارونى، «الخادم الأمين وثعبان السعادة» للأديبة أمانى الجندى، و«أغلى من الذهب» للأديبة لينا كيلانى، هذا بالإضافة إلى عدد من السلاسل المعاصرة الجديدة، ومنها: «هيا نقرأ - المرحلة الأولى» للأديب والكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف.
والتى تستهدف أطفال مرحلة ما قبل المدرسة، وتجئ السلسلة فى سبعة كتب هى: (حكاية ليو - مغامرة السلحف - كوكى لا تحب الدجاج - الفأر والقط الكسول - الخروف النطاح - أغنية الكروان - السلحفاة والأسماك)، كما أصدرت الدار سلاسل: «حكايات عن ذوى الهمة» وسلسلة (الصحابة)، و على صعيد العناوين الشهيرة والأكثر تأثيرا على الأطفال، مثل سلاسل: (روضة الطفل)، بالإضافة إلى الاستمرار فى طبع سلسلة (قصص بوليسية للأولاد - الألغاز) للأديب الكبير الراحل محمود سالم، كما قدمت هيئة قصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية مجموعة كبيرة ومتنوعة من قصص وكتب الأطفال منها سلسلة «قطر الندى» إلى جانب السلاسل المتنوعة التى يصدرها المركز القومى لثقافة الطفل.
