حكايات | أوقع ضحاياه بأسلوب مختلف.. روبرت جوزيف اغتصب 50 سيدة 

روبرت جوزيف
روبرت جوزيف

شغفه هو البحث في الإعلانات المبوبة هوايته هي السرقة ووظيفته الاغتصاب وترقيته أنه أصبح قاتل.. هكذا تتمكن من تلخيص حياة عاشها شخص طالما أراد إشباع رغباته فلا أم شفعت ولا زوجة منعت ولا أبناء وضعوا في الحسبان قد يكون مرضه النادر هو من أثر عليه ولكن أن يكون مغتصب وقاتل ليست من أعراض المرض الجانبية ويمكن أن تكون طفولته صعبة ولكن كم من طفل عاش طفولة صعبة ولكنه تمكن من الاستمرار حتى النجاح ولم يتحولوا إلى ذئاب بشرية.


فلا مبرر يمكن أن يفسر اغتصاب 50 سيدة وقتل 10 آخرين بعد اغتصابهم بأبشع الطرق ليتم العثور عليهن بعد تعرضهن للاغتصاب والضرب والخنق والتحلل ليسجل القتل ضد مجهول وما يتبقى هو ألياف نيون حمراء اللون على أجسادهن ذكرى من القاتل لهن وسر ظل في عقول المحققين حتى حضرت الناجية الوحيدة لتحل لغز الألياف ويسقط سفاح "فلوريدا" " روبرت جوزيف لونج" الشهير بـ "بوبي جو لونج".


شهدت فترة الثمانينيات من القرن الماضي أحد أبشع سلسلة جرائم تم تسجيلها ضد المرأة لتكون جزء أسود في تاريخ أمريكا ليست لطبيعة الجرائم فقط ولكن أيضا لطول فترة ارتكابها دون القدرة على العثور على فاعلها لتظن أنها فرقة متكاملة من تقوم بذلك وعلى قدر عالي من الاحترافية ولكن حقيقة الأمر أنه " بوبي جو" سفاح "فلوريدا" الذي بحث عن طريقة مختلفة لاصطياد ضحاياه حيث عمل لمدة 3 سنوات كـ "مغتصب إعلانات مبوبة" ولم يمض وقت طويل قبل أن يختار ترقية نفسه من مغتصب متسلسل إلى قاتل متسلسل لينفذ وخلال 8 شهور 10 حوادث قتل لشابات تتراوح أعمارهم بين الـ 17 والـ 22 عام بعد اختطافهن واغتصابهن بحسب موقع " allthatsinteresting"


14 أكتوبر من عام 1953 في مدينة "كينوفا" التابعة لـ "فيرجينيا الغربية" سمع العالم أصوات ولادة طفل ظنوا أنه برئ كباقي الأطفال فملامحه لا تبدو عليه أنه يحمل بداخله ذئب ووسط فرحة والدته "لويلا" والتي ظنت أنه من يكون السند والعون أعلن "بوبي" عن وجهه الآخر قبل أن تتمتع براحة من أنجب ولد قادر على تخفيف آلام الحياة عنها فبمجرد إتمامه عامه الـ 13 أظهر تمرده على عيشته التي سعت والدته جاهدة لتحسينها.


 حيث قررت الانتقال إلى "ميامي" للعثور على فرص عمل أفضل تتمكن من خلالها توفير احتياجاته ابنها الوحيد فعملت كنادلة ولإدخاله المدرسة اضطرت ان تستأجر غرفة صغيرة للعيش فيها وهو ما نقمه "بوبي" فالعيش في غرفة واحدة أعتبره أمر مهين له ومدرسته اعتبرها سبب أذاه بسبب ما تعرض له من تنمر على يد أقرانه نتيجة لإصابته بالثدي عند بلوغه بسبب معاناته من اضطراب وراثي يسمى "متلازمة كلاينفلتر" يؤثر على الذكور أثناء فترة البلوغ ويسبب توسيع في أنسجة الثدي.

وتوقع بوبي أن الخلاص سيأتي مع تجنيده في الجيش ولكن حتى هذا الاعتقاد لم يثبت صحته حيث تعرض إلى إصابة في الرأس نقل على إثرها للمستشفى والتي بدء معها إظهار نوبات غضبه الشديدة وميله للانتقام وأعتقد أن الزواج من حب طفولته سيكون بداية الحياة التي طالما حلم بتحقيقها ولذلك أقدم على الزواج من صديقته في المدرسة الثانوية "سينثيا بارتليت" في عام 1974 ليعيش وبشكل مؤقت حياة هادئة خاصة بعدما رأى طفليه.


ولكن لم يدوم هذا الهدوء طويلا وبدأت نوبات غضبه في الظهور مرة أخرى حتى أن زوجته قد تعرضت للعنف الجسدي على يده والذي وصل إلى محاولة القتل لتقرر في عام 1980 الهروب رفقة أبنائها لتنجو من موت محتمل ومرار حياة لن تستطيع مسايرته لتسوء حالة "بوبي" وفي لحظة سكون كان يبحث عن فرص عمل ضمن الإعلانات المبوبة وجد وظيفته وهي البحث في الإعلانات عن من يريد البيع لأي غرض ويحدد المكان ويذهب إلى منزله وعندما يجدها سيدة والمنزل فارغ كان يقوم بتهديدها وربطها ومن ثم اغتصابها وسرقة المنزل ليعود بالغنيمة بعدها إلى منزله.


انتهج "بوبي" هذه الوظيفة لمدة 3 سنوات من عام 1981 إلى عام 1984 تمكن خلالها من اغتصاب 50 سيدة متبعا نفس الأسلوب والطريقة حتى أنه لم يتوقف عن الأمر بعدما تم اتهامه في قضايا اغتصاب عام 1981 ولكنه استأنف الإدانة لتتم تبرئته ليكمل طريقه بحثا عن ضحايا اخرين يضافوا إلى القائمة وبعدما شعر أن اللعبة قد تم حل الغازها وكشفت اسرارها قرر الانتقال من ميامي إلى تامبا في فلوريدا عام 1984 ليتبع نهج جديد مع ترقية مختلفة.


حيث تصاعدت جرائمه واتخذت منحنى آخر أكثر خطورة وتحولت إلى جرائم قتل تبدأ باختطاف الفتاة ومن ثم اغتصابها لينتهي الأمر بها مقتولة خنقا وملقاة في أحد المناطق النائية لتعثر الشرطة عليها بعد أيام وتكون كافة الدلائل قد زالت بفعل الأيام ونظرا لنجاح هذا النهج مع أول ضحية له "أرتيس ويك، 20 عام" اعتمده مع كافة ضحاياه القادمين حتى أنه لم يغير مكان الاختطاف وهو شارع نبراسكا في تامبا وذلك كون طبيعة الشارع مزدحم ومليء بالأندية والحانات فلم يلاحظ أحد عملية الاختطاف.


لتتم أول عملية خطف واغتصاب وقتل مع "ارتيس" في 27 مارس من عام 1984 ليتم العثور على رفاتها في 22 نوفمبر من نفس العام وبعدما اطمأن بوبي من عدم فضح أمره اختار ضحيته الثانية " لانا، 19 عام" والتي تم العثور على جثتها في 13 مايو عارية ومربوطة بحبل حول رقبتها في منطقة ريفية نائية.


وبعد أسبوعين تم العثور على جثة "ميشيل سيمز، 22 عام" إحدى متسابقات ملكات الجمال بنفس الطريقة عارية ومقيدة مع شق حلقها وفي 24 يونيو تم اكتشاف جثة "إليزابيث لاودنباك، 22 عام" ملقاة في بستان برتقال بعد تعرضها للاغتصاب والخنق وفي 16 نوفمبر ظهرت جثة الضحية الخامسة " فيكي إليوت، 21 عام" والتي قدم والديها بلاغ باختفائها منذ 7 مارس وفي أسبوع واحد اكتشفت السلطات جثة كلا من " شانيل ويليامز، 18 عام" و" كارين دينسفريند، 23 عام" وبعدها بعدة أيام تم العثور على رفات "كيمبرلي هوبس، 22 عام" ولكن نتيجة تعرضها للعوامل الجوية جعل جسدها مستحيل التعرف عليه.


ورغم اكتشاف كل هذه الجثث خلال فترة زمنية بسيطة لم تتمكن الشرطة سوى من تجديد أن الجاني واحد نظرا لتشابه أسلوب القتل ووجود ألياف نايلون حمراء صغيرة من المحتمل أن تكون من السجاد على أجساد جميع الفتيات وفي وسط العديد من الالغاز تمكن "ليزا ماكفي، 17 عام" من حل طلاسم القضية وإرشاد الشرطة إلى الجاني


فكانت "ليزا" هي الناجية الوحيدة من " بوبي" فبعدما وصل عدد ضحاياه إلى 9 فتيات وقع الاختيار عليها لتكون الضحية رقم 10 ليقوم باختطافها أثناء عودتها إلى المنزل وعلى مدار 26 ساعة من اختفائها قام باغتصابها وضربها وعندما وصل إلى المرحلة النهائية وهي القتل خنقا تركها دون أي مبرر لتذهب "ليزا" إلى الشرطة على الفور تخبرهم بحلول كافة الألغاز من لون السيارة وكلمة "Magnum" المتواجدة على لوحة القيادة والسجادة الحمراء في منزله.


وكشف الطب الشرعي عن وجود نفس الألياف الحمراء التي تم العثور عليها على أجساد الضحايا على ملابس ليزا لتشير كافة الأدلة إلى " بوبي جو لونج" ليتم القبض عليه بتهمة اختطاف ليزا واغتصابها وبعد العثور على اخر ضحيتين له "فيرجينيا جونسون، 18 عام" و" كيم سوان، 21 عام" اعترف "بوبي" بجرائمه بعد نفيه القاطع وتم الحكم عليه بـ 28 حكم بالسجن المؤبد بتهم القتل والاغتصاب بما في ذلك عمليات الاغتصاب التي ارتكبها في ميامي والخطف وكذلك حكم عليه بالإعدام بتهمة قتل "ميشيل سيمز".


وفي مايو 2019 تم إعدام "بوبي" بالحقنة المميتة ليكون أحد أطول السجناء المحكوم عليهم بالإعدام وشهدت "ليزا ماكفي" ضحيته الناجية الوحيدة على لحظات إعدامه.