باختصار

دموع شريف وفرحة الشعب

عثمان سالم
عثمان سالم

دموعك غالية يا شريف.. لكن دموع السعادة فى عيون المصريين كانت أهم. كانت مبادرة ضمة كيروش للاعب بعد الفوز على الكاميرون بركلات الترجيح والصعود للنهائى لتطييب خاطره والتأكيد على أن التضحية فى سبيل الوطن أهم من المشاركة فى بطولة كاملة وليس بضع دقائق فى نهاية مباراة..

اضطر كيروش لسحب شريف بعد نزوله الملعب بديلا لمصطفى محمد فى الدقائق الأخيرة بعد أن رأى الأحداث تسير فى اتجاه الركلات وزيزو مميز جدا بل يتصدى ،عادة للركلة الأولى ليمنح الثقة للقادمين بعده مثل الوجهين الجديدين محمد عبدالمنعم ومهند لاشين  لتفوز مصر ٣/١ والشىء المؤكد أن المعاناة كانت شعار المنتخب فى البطولة منذ الدور الأول الذى اختلطت فيه أوراق المدير الفنى بعد أن استبعد لاعبين فى غاية الأهمية مثل طارق حامد وقفشة واظهرت المباريات مدى الحاجة لوجودهما حتى فى النهائى وأشرك بعض اللاعبين فى غير مراكزهم فأدى الفريق أداء باهتا وخسر من نيجيريا فى افتتاح مباريات المجموعة الرابعة وفاز بصعوبة على غينيا بيساو والسودان بنتيجة واحدة ١/صفر،  وعندما عاد المدرب لجادة الصواب فى الأدوار المتقدمة انطلق المارد داخل الفريق والجهاز ليتجاوز المحطات الصعبة مع القوى الكروية العظمى ابتداء بكوت ديفوار ثم المغرب واخيرا الكاميرون ليكون المنتخب الوحيد الذى لعب وقتا إضافيا فى آخر وأصعب ثلاث مواجهات وكان التوفيق حليفه فى الوصول إلى النهائى ليواجه السنغال الليلة رافعين شعار العودة بالكأس الثامنة من ياوندى العاصمة ومازال مسلسل الغيابات والإصابات مستمرا إلى جانب حصول المنافس على يوم راحة إضافى حين لعب يوم الاربعاء بينما لعب منتخبنا يوم الخميس.. أبوجبل يواصل تحدى الإصابة يتناسى آلامه ويصر على إسعاد الملايين وهو يتصدى ببراعة لحراسة عرين الأسد.. كيروش أثبت أنه مدرب قدير ورغم عناده إلا أنه فاهم ولديه خبرة عريضة عن الكرة الأفريقية حيث درب من قبل منتخب جنوب أفريقيا.. وتناقل الإعلاميون من ياوندى أخبارا عن أنه يمضى ١٦ ساعة فى العمل الفنى ما بين التدريب ودراسة المنافسين وربما أخذ رأى معاونيه.. وان كنت أشك فى هذا الأمر..

كما أنه يحتاج لمزيد من ضبط انفعالاته مع الحكام وقد طرد فى مباراة الكاميرون وسيغيب الليلة بجانب الغرامة المالية.. لكن الحقيقة أن الجامبى جاساما كان مستفزا للغاية وأضفى على تصرفاته بعض العنصرية التى يشتكى منها الأفارقة فى مواجهة أصحاب البشرة البيضاء. لدينا ثقة فى لاعبينا ..  ولا يمكن التفريط فى الكأس التى أصبحت على بعد خطوة واحدة.. الملايين فى مصر فى انتظار عودة الأبطال غدا ليحصلوا على التكريم اللائق بهم.. يا رب أسعدنا الليلة.