رأى

الذين يشترون «لهو الحديث»

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

مايسة عبدالجليل

عجيب أمر بعض الإعلاميين الذين انبروا يدافعون بكل قوة عن فيلم «أصحاب ولا أعز» بدعوى حرية الرأى والإبداع الفنى وقد سخروا ثقافتهم  وإطلاعهم الواسع لاستدعاء أمثلة من التاريخ القديم والحديث والقصص الأدبى تناولت أفعال الشذوذ الجنسى والأفعال المشينة وكأنهم يريدون تعميم التجربة وإثبات أن ما يحدث هو شىء عادى يحدث من قديم الأزل.. ولا أراهم فى ذلك إلا أرادوا تطبيق  مثل «خالف تعرف» أو كمن بال فى بئر زمزم طلبا للشهرة.. فما بالك اليوم وقد بالوا فى عقول الناس على حساب الشرع وقيم الدين الثابتة.


وتعجب أيضا عندما يلتمسون الأعذار لهذا الفيلم على اعتبار أنه إنتاج غير مصرى متناسين السماوات المفتوحة والمنصات الإعلامية المشبوهة المدججة بكل ماهو شاذ وغريب والتى جعلت العالم منذ سنوات قرية صغيرة لا تسأل بعدها عن جنسية إنتاج ولا ممثل وحسنا فعل شيخ الأزهر الجليل وغيره من علمائنا الذين تصدوا لتلك الهجمة الشرسة على الدين والقيم ومحاولات فرض الثقافة الغربية على أهل الشرق بدعوى حقوق الإنسان والحريات المزعومة والعولمة وفرض سلوكيات لا تتسق وصحيح الدين والفطرة السليمة.


أما العجب الأكبر فهو السادة المشاهدون الذين يدفعون أموالهم للاشتراك فى تلك المنصات الإعلامية المخربة وكأنهم من الناس الذين يشترون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله وللأسف معظمهم من الشباب الغض وصغار السن الملتصقين بالمحمول والنت ولا يدركون مدى تأثير تلك المنتجات الإعلامية والفنية على الشخصية والتربية ...إنها القوى الناعمة التى تتسلل بهدوء ونعومة لترسخ فى القلوب وتحتل العقول والتى كانت زمان هى السلاح لتعميم القيم الأخلاقية وإرساء المبادئ الدينية فإذا بهذا السلاح يرتد اليوم إلى الصدور ليقتل كل ما يتسق مع الفطرة السليمة ومعول هدم للدين والأخلاق ...فانتبهوا أيها السادة.