إنها مصر

أتمناها ليلة سعيدة

كرم جبر
كرم جبر

أن تكون ليلة سعيدة، وينطلق الناس فى الشوارع، يحملون أعلام مصر ويهتفون باسمها، ويتبادلون التهنئة والعناق، وأن يتوج الله جهود المنتخب الوطنى بالفوز بالبطولة الثامنة لكأس أفريقيا.
وأتمنى أن تستمر الروح القتالية فى الملعب، ليس على طريقة "حرب إيتو"، ولكن ببذل العرق والجهد والكفاح، ويثبتون للدنيا أنهم الأحق بالبطولة عن جدارة واستحقاق.. وأتمنى أن ننسى نغمة أهلى وزمالك، ولا نقيِّم أداء المنتخب بألوان الفانلات، بعد أن أثبتت البطولة وما قبلها أن معايير الاختيار تتسم بالموضوعية وليس بالشعبية.


وأتمنى أن تكون المباراة فاتحة خير لمباراة السنغال الثانية للوصول إلى نهائيات كأس العالم، لنثبت أننا سادة القارة بلا منازع، وأن سنوات الهزائم قد ذهبت إلى غير رجعة.
وأتمنى أن يوفق الله صلاح وزملاءه لكتابة صفحة جديدة، وجيل جديد من النجوم يسجلون أرقاماً قياسية، ويضعون الكرة المصرية فى حجمها الحقيقى الذى تستحقه.


الأمنيات كثيرة والمصريون جميعاً على قلب رجل واحد وراء فريق يستحق الإشادة، لأنه استطاع أن يقهر ثلاثة من أقوى المنتخبات الأفريقية كوت ديفوار والمغرب والكاميرون.
وإذا فزنا على السنغال - بإذن الله - فلن نحمل كأس البطولة فقط، ولكن الثناء والاحترام من كل القارة الأفريقية والشعوب العربية.. شاهدنا أفراح الجماهير العربية فى بعض العواصم، يخرجون فى الشوارع احتفالاً بفوز الفريق المصرى على الكاميرون، فرحة من قلوبهم لأن القوة هى التى تخلق الاحترام.


محمد صلاح - نموذجاً - فخر لكل الشباب العربي، ويقولون عنه النجم العربى قبل المصري، لأنه قدوة ومثلاً للشباب، الذى يبحث عن البطولة والتفوق والفخر.
نتمناه يوماً جميلاً وسهرة سعيدة وليلة هادئة ومسيرات وأعلام وأفراح فى كل بيت مصري، وأن نعيش يوماً ونقول "والله زمان" وحشتنا الانتصارات.
لكن.. يهمنا بالدرجة الأولى الأداء القوى وبذل الجهد والعطاء، وألا يبخل أحد بقطرة عرق، وأن تتكرر غاراتهم الهجومية على مرمى السنغال بمهارة وحرفية، وأن ينتزعوا الآهات من الشفاه والقلوب إعجاباً بالأداء الرائع.
هذا ما يعنينا بالدرجة الأولى والتوفيق من الله عز وجل، وإذا تحقق النصر نسجد شكراً لله، وإذا لم يحالفنا الحظ نقول أيضاً الحمد لله، فقد فعلوا ما فى وسعهم.
نثق فى قدرة لاعبينا وإصرارهم على الفوز، ووراءهم الجماهير المصرية الغفيرة التى تحتشد فى الاستاد، وترتفع أيديهم بالدعاء أن يعودوا إلى مصر يحملون الكأس، ويعيدون لمصر الانتصارات.
ليست حرباً، ولكنها الفرحة والمتعة واستعادة الأمجاد، فالناس يختلفون حول كل شيء، إلا حب مصر وفريقنا المحترم.