«السخان» والدفاية يتسببان فى الاختناق وفقدان الوعى

خلي بالك: «السخان والدفاية» قنابل الشتاء الصامتة

السخان
السخان

حالات اختناق ووفيات نسمع عنها سنويًا فى فصل الشتاء، ويكون السبب وراءها فى الغالب هو استنشاق الغاز الخفى المعروف بـاول أكسيد الكربون المتواجد بأجهزة الغاز المنتشرة بالمنازل والمتمثلة غالبًا فى السخان والمدفأة، فعلى الرغم من أهمية هذه الأجهزة وعدم الاستغناء عنها فى الطقس البارد، إلا أن استخدامها بشكل خاطئ يعرض حياة الكثيرين للخطر فى لحظات معدودة

فى التقرير التالي، تواصلت آخرساعة مع المختصين للتحدث عن خطورة الأمر وكيفية الحماية منه وكذلك طرق الإسعاف السريع لإنقاذ الأرواح من هذا القاتل الخفى، حيث حذر مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من استخدام أجهزة الغاز السابق ذكرها داخل المنازل فى أماكن عديمة التهوية، ما قد ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون المعروف بأنه شديد الخطورة والذى يطلق عليه االقاتل الصامتب.

 

القاتل الخفى

يقول سمير حلمى، استشارى بيئى وخبير فى السلامة والصحة المهنية: إن خطورة غاز أول أكسيد الكربون تكمن فى كون أنه ليس له لون أو رائحة وغير قابل للاشتعال ويسبب حالة إغماء فى الحال وفى حالة عدم وجود مصدر تهوية قد يصل الأمر للوفاة خلال دقائق معدودة، حيث يمنع وصول الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، وبمجرد استنشاق هذا الغاز فإنه يصل إلى الدم ويحد من الهيموجلوبين (الجزء الذى يحمل الأكسجين فى الدم ويوجد فى كرات الدم الحمراء)، وينتج عن ذلك تكون مركب يسمى كربوكسي-هيموجلوبين، مما يؤدى لفقد قدرة الدم على حمل الأكسجين وتوصيله للخلايا، وبالتالى يسبب موتها، فضلا عن أنه يؤثر أيضا على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية ما قد يؤدى إلى الوفاة فى بعض الحالات، أو فقدان الوعى أوحدوث تشنجات وإغماء فى حالات أخرى.

نصائح هامة

وشدد حلمى، على ضرورة اتباع طرق الحماية ضد تسريب غاز أول أكسيد الكربون من الدفايات الكهربائية أو الزيت، عن طريق التأكد من غلقها قبل الذهاب للنوم، ولا ينصح بتركها تعمل أثناء النوم مطلقا لعدم قيامها بسحب الأكسجين من الغرفة، وكذلك عدم ترك المنزل قبل التأكد من إطفاء كافة الأجهزة الإلكترونية، وعدم تواجد أى رائحة للغاز، كما يجب التأكد دوما من أن اللوحة الكهربائية تعمل بشكل جيد لتجنب حدوث ماس كهربائى، خاصة فى حالة تواجد أجهزة فى المنزل تعمل بالغاز، ويمنع أيضا وضع العطور وبخاخات الهواء بالقرب من المدفأة حتى لا تكون سببا فى حدوث حريق بسبب تطاير الكحوليات القابلة للاشتعال بسهولة وسرعة، كما يمنع الجلوس أو الاقتراب من الأجهزة بشكل كبير والتأكد من أن الغرفة جيدة التهوية والسماح بدخول الهواء النقى للاستنشاق دون الإحساس بضيق التنفس، كما حذر من وضع الملابس أو المناشف عليها لتدفئتها قبل الارتداء حيث يزيد ذلك من خطر ارتفاع درجة حرارة الجهاز والتى قد تسبب حرائق.

من جانبه، يُحذر الدكتور علاء مكرم خروب، مُدرب إسعافات أولية وصحة عامة، من تواجد السخان الغاز فى الحمام وضرورة نقله إلى مكان آخر جيد التهوية، وإذا كان لا بد من تواجده بالحمام فيجب أن يتوافر مصدر تهوية جيد كالشباك أو الشفاط الكهربائى، وذلك لأن البخار الناتج من الماء الساخن يسبب الاختناق لأنه يحل محل الهواء فى الأماكن سيئة التهوية، كما أكد ضرورة متابعة الأشخاص أثناء الاستحمام خاصة الأطفال وملاحظة الوقت المعتاد للاستحمام، لأن طول المدة مع عدم الرد على التنبيهات قد يدل على أن الشخص فقد وعيه أثناء الاستحمام. 

علامات الاختناق

وأشار إلى أن هناك بعض العلامات التى قد تدل على تسرب غاز أول أكسيد الكربون وتسببه فى حدوث اختناق، ويجب أن توضع هذ العلامات فى الاعتبار وملاحظتها جيدا وعدم إهمالها لتجنب حدوث أى عواقب وخيمة، وتتمثل هذه العلامات فى الشعور بسرعة التنفس، فيجد الشخص المصاب أنه يتنفس بشكل أكثر من المعتاد مع حدوث نهجان، وكذلك الإصابة بالصداع والدوخة وأحيانا يصل الأمر بالشعور بالغثيان والقىء، وفى النهاية قد يصل الأمر لفقدان للوعى، ويجب عند الشعور بأى من الأعراض السابقة قبل أن يصل الأمر لفقدان الوعى، بضرورة التصرف فى الحال وغلق المياه وفتح أى مصدر تهوية طبيعى واستنشاق الهواء حتى يبدأ الجسم تدريجيا فى التعافى والعودة لطبيعته.

الإسعافات الأولية

أضاف، أما إذا لم يستطع الشخص إنقاذ نفسه وحدث الاختناق والإغماء بالفعل، فعلى الموجودين حوله إسعافه بشكل سريع وذلك عن طريق تأمين مكان الحادث أولا حتى لا يتأذى الشخص الذى يحاول المساعدة، فيقوم بفصل السخان أو المدفأة أو غيرها من مصادر الاحتراق، وفتح الأبواب والنوافذ للتهوية، ثم نقل المصاب لمكان جيد التهوية، والتأكد من درجة وعى المصاب عن طريق المناداة عليه أو التربيت (التخبيط) على كتفيه، فيتم تحديد هل هو واعٍ أو فاقد للوعى، وفى حالة كونه واعيا، يجب الاستمرار فى التهوية الجيدة ونقله للمستشفى لعمل الفحوصات اللازمة لأن الغاز قد يسبب أضرارا بعد وقت من التعرض له، أما إذا كان المصاب فاقدا للوعى فيجب فورًا الاتصال بالإسعاف على رقم ١٢٣ والقيام بعدة خطوات أخرى، أولها التأكد من وجود نفس ونبض للمصاب، عن طريق النظر إلى صدره ومتابعة حركته ووضع أصبعي السبابة والوسطى على جانب الرقبة لمتابعة النبض من الشريان السباتى، وفى حالة وجود نفس ونبض، يتم وضع المصاب نائمًا على أحد جانبيه مع ثنى رأسه للخلف قليلًا فيما يعرف بوضع الإفاقة والانتظار حتى وصول الإسعاف مع متابعة التنفس والنبض، وفى حالة وجود نبض فقط وعدم وجود تنفس، يتم عمل تنفسات صناعية من الفم للفم، وتكون بمعدل من ١٠ إلى ١٢ تنفساً للبالغ ومن ١٢ إلى ٢٠ تنفسا للطفل والرضيع، حتى يتم عودة التنفس أو وصول الإسعاف، وفى حالة عدم وجود تنفس ونبض، يتم فورًا عمل إنعاش قلبى رئوى (CPR)، عن طريق عمل ضغطات فى منتصف الصدر(٣٠ ضغطة) ثم إعطاء تنفس صناعى (٢ نفس) والاستمرار فى هذه العملية حتى عودة التنفس والنبض أو وصول الإسعاف والهدف من ذلك هو المحافظة على الدورة الدموية ووصولها للأعضاء الحيوية وأهمها المخ.