«الهدنة الأولمبية».. هل تنهى احتمالات الحرب الروسية - الأوكرانية؟

«الهدنة الأولمبية».. هل تنهى احتمالات الحرب الروسية - الأوكرانية؟
«الهدنة الأولمبية».. هل تنهى احتمالات الحرب الروسية - الأوكرانية؟

كتب : محمد رياض

انطلق اليوم الجمعة حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوى، وسط تعالى الأصوات المنادية باحترام تقليد «الهدنة الأولمبية»، بعدما افتتحت بكين جدارية هذه الهدنة فى مقر القرية الأولمبية الأربعاء الماضى، فى وقت يحبس فيه العالم أنفاسه على قرع طبول حرب وشيكة بين روسيا وأوكرانيا قد تمتد أثارها إقليميا ودوليا وستؤثر بشكل كبير على الأولمبياد. 


تقليد «هدنة الأولمبياد» اليونانى القديم والمعروف باسم «إيكيشيريا»، وتعنى «إلقاء السلاح»، يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، حيث يحث على إعلان وقف جميع الأعمال العدائية قبل وأثناء فترة الألعاب الأولمبية، لضمان سلامة الدولة المضيفة وعدم تعرضها لأى هجوم، بالإضافة إلى تمكين الرياضيين من الذهاب والعودة إلى الأولمبياد بأمان. ومع تجاهل هذا التقليد الرياضى القديم وتزايد الصراعات وقت الاولمبياد، تم إحياء هذه الهدنة رسمياً بموجب قرار أممى عام 1993، بهدف حماية مصالح الرياضيين، وتعزيز مبدأ السلام فى العصر الحديث.


ويشير كثير من المراقبين إلى العديد من المخاوف لاندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال فترة انعقاد الاولمبياد، خاصة مع المقاطعة الدبلوماسية للولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا، ووسط تنامى تعزيز الحشود العسكرية الروسية والأوكرانية، وعدم الالتزام بالهدنة الرياضية، مثلما حدث فى دورة الألعاب الصيفية فى بكين عام 2008، حيث حدثت الحرب الروسية الجورجية فى خضم دورة الألعاب. 


وكانت الصين قبل أيام من انطلاق الدورة الأولمبية الشتوية قد حذرت واشنطن من «التدخل» فى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية مشددة على ضرورة «أخذ مخاوف روسيا الأمنية فى أوروبا على محمل الجد».


وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة كانت قد جددت فى ديسمبر الماضى تمسكها بـ « الهدنة الأولمبية» المعروفة، إلا أن هناك سوابق تاريخية لم تمح من الذاكرة بعد، حيث أن الحرب الروسية الجورجية وقعت أثناء هدنة ألعاب 2008.

وكذلك استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم كان فى أعقاب الألعاب الأولمبية الشتوية الروسية فى سوتشى، وهو ما يزيد من مخاوف اندلاع حرب جديدة حاليا.


ويرى مراقبون إن الصين ستظهر تفهما لمطالب روسيا الأمنية.. إلا أنها ليست لديها مصلحة حقيقية فى التورط فى صراعات روسيا مع الناتو. ومن أجل ذلك ستحافظ بكين على نبرة داعية إلى السلام، خاصة وسط تهديدات أمريكية بعقوبات اقتصادية على روسيا، وتوعدت روسيا فى حالة المساس بها أو باقتصادها، وسط تعاطف صينى مع موقف موسكو، ودعم بعضهما البعض ضد ما أسموه بـ «التدخلات الغربية».


وأشار موقع «جلوبال تايمز» الاخبارى الصينى، إلى انه مع توافد الرياضيين العالميين إلى بكين، للمشاركة فى الاولمبياد، إلا أن مخاطر الصراع على الحدود الروسية الأوكرانية ستظل قائمة.

وقال التقرير «إنه ما لم يتم وضع آلية فعالة للسيطرة على المخاطر، فسيكون من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الأزمة».

إلا أن مراقبين آخرين يرون أن الولايات المتحدة قد تستخدم الصراع الجيوسياسى بحرفية عالية لإضعاف الوحدة الأولمبية، لحث بكين على الدخول على الخط وإجبار حليفتها روسيا على العدول عن قرار الحرب ضد أوكرانيا.

اقرأ ايضا | شي جينبينج يبدأ حملة دبلوماسية قبل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي