من الآخر

منتخبنا .. شرفنا وفرحنا

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

 > من حق كل مصرى أن يفرح ويسعد بمنتخب الفراعنة، ليس للوصول إلى المحطة النهائية فى ماراثون أمم افريقيا بالكاميرون.. لكن لأن هذا المنتخب فعلا رجالة.. روح وعزيمة واصرار وقوة فولاذية.


واجه المنتخب صعوبات كثيرة قبل مواجهة أسود الكاميرون أصحاب الملعب وكان فى مقدمتها بكارى جاساما الحكم الجامبى المعروف بالتلاعب والمجاملة.. ووجود هذا الجاساما يكفى أن يصيب «أجدع» منتخب بالإحباط لانه فعلا مع أصحاب الملعب ويقوم بتنفيذ أى مخطط مطلوب منه!


لا خلاف على أن فوز صاحب الأرض يؤدى إلى زيادة مكاسب ونجاحات البطولة.. ويكفى وجود النجم صامويل ايتو على رئاسة الاتحاد الكاميرونى والذى يخطط للوصول إلى أكبر منصب رياضى كروى فى افريقيا.. وبالفعل كان جاساما متحفزاً وعنيداً ومتحيزاً جدا ضد الفراعنة والدليل مولد الانذارات الذى كان يخرج بمنتهى السرعة ولم يكتف بذلك بل قام بطرد كيروش المدير الفنى.


ورغم بعض التحفظات على التبديلات التى حدثت فى المباراة من جانب الجهاز الفنى إلا أن المكسب هو الأهم.. وللحق فإن كيروش وضع سيناريو للمباراة.. أجاد نجوم مصر تنفيذه بمنتهى الجدية والإتقان.


لم يستسلم نجومنا إلى ضغط وقوة لاعبى الكاميرون الجسمانية و«المسنودين» من حكم اللقاء.. ولعبوا شوطا دفاعيا جيدا فى البداية.. وتغير الحال فى الشوط الثانى والشوطين الاضافيين.. وكان من الوارد جدا أن يكون الفوز مصرياً فى الوقت الأصلى.


لم يستسلم نجومنا لأرضية الملعب المبللة أو للارهاق البدنى غير الطبيعى للاعبين.. فقد لعب الفراعنة وقتاً اضافياً أمام كوت ديفوار.. ثم المغرب.. وبالتالى فإن حالة الكاميرون البدنية المفترض أن تكون أفضل بطبيعة الإمكانات السمراء.. وعدم وصول منتخب الأسود إلى أى وقت إضافى فى مشواره!!


لا جدال على أن كل لاعب فى المنتخب، وكل مسئول فى الجهاز الفنى أدى ما عليه، وتحديدا كيروش البرتغالى الذى فاز فى النهاية على كل منتقديه واستطاع أن يحقق انتصارات تاريخية على أكبر منتخبات افريقيا.


والمؤكد أيضا أن أبوجبل حارس المرمى العملاق يعتبر واحدا من النجوم الحقيقيين لموقعة الكاميرون.. تركيز وأداء راق رشيق.. ووجوده جعل هناك حالة من الاطمئنان للجميع بجانب أن تركيزه وخبرته كانا وراء النصر الكبير على صاحب الأرض بعد أن كان بطل ضربات الجزاء الأول بلا منافس.


من يتابع مواقف بسيطة داخل الملعب وخارجه يتأكد أن منتخبنا عادت إليه الروح المطلوبة.. الكل يخاف على اسم مصر.. الكل يربت على يد الآخر.. الجميع فى مركز واحد يساند ويحفز من يلعب دون الالتفاف لمصالح شخصية وهذه سمة الكبار وأتصور أن محمد صلاح هو الذى أحدث هذا التحول فى الكاميرون.. بعد أن أصبح للمنتخب عنوان وكبير وقائد.


كل منتخبنا رجالة.. ويستطيعون غدا إسعاد الملايين من المصريين بعد الفوز على السنغال والعودة بالبطولة الثامنة وكأس أفريقيا.


المنافس الذى يصل إلى النهائى قوى وعنيد ولديه نجوم فى أفضل فرق أوروبا.. لكن الفراعنة.. وحوش بمعنى الكلمة وسيكون لديهم الإصرار على البطولة التى ستكون بمثابة الحجر الذى سيأتى بمكاسب كثيرة.. كأس اعتلاء عرش القارة السمراء كرويا.. والفوز على السنغال قبل مواجهتى التأهل لمونديال كأس العالم وهذا فى حد ذاته سيكون خطوة جبارة فى «كسر» كبرياء وغرور نجوم السنغال.


مصر قد الدنيا.. ومنتخبنا فعلا شرفنا وفرحنا وأسعدنا وقدم كل المطلوب وزيادة.. وتعظيم سلام لكل اللاعبين بدون استثناء.
مبروك مقدما بإذن الله ويارب كتر أفراحنا.


> مليون تحية للجهاز الطبى لمنتخب الفراعنة بقيادة د. محمد أبوالعلا.. يحدث معجزات ويبذل جهدا خرافيا ولديه شعبية كبيرة بين اللاعبين ليس لانهم «شاطرين» فقط.. ولكن لان الجميع يثق فيهم نفسيا.