فرفش كده | أنا والمدام والامتحانات

 أنا والمدام والامتحانات
أنا والمدام والامتحانات

محمد ياسين

أنا خلصت امتحانات، أقولها بصراحة أنتظر نتيجتى فى امتحان مواد الصف الأول الإعدادى والخامس الابتدائى، ربنا يحنن قلب المصحح على ورقة الإجابة، بلغت الأربعين من العمر وأنتظر النجاح، فى الفصل الدراسى الأول لتذوق طعمه من جديد.


نعم أنا من أنجح، وأنا من أذاكر، المنهج فى كل المواد.


أذاكر لأبنائى يوسف بك، وعمر أفندى، كل هذا ولم أنل رضاهما، من علوم، لحساب، لهندسة وجبر، حتى الإنجليزى أبدأ فى مراجعة قواعده من المضارع البسيط غير البسيط والمعقد، حتى أستطيع توصيل المعلومة لهم.


كل هذا كوم و»التنطيط والشقاوة» كوم تانى، وطلب «البريك من البريك» حتى يبح صوتنا بين اترزع، اقعد، خلص، حل، لم تجد إلا رد: بابا أنا تعبت.. فأقول: وأنا كمان.. بابا أنا زهقت.. أرد: وأنا كمان، وأزود هتحل وهتجاوب.


علمتم الآن لماذا أنتظر نجاحى، أنا من أذاكر وأمتحن، أنا من أنتظر تحت بيت المدرس أكثر من ساعتين، متكورا داخل سيارتى الصغيرة.


وسط كل هذا تجد الجدود فرحانين فينا، «طبعا ما أعز الولد ولد الولد»، ويضحكون عندما نشتكى لهم حال الأحفاد، ويقولون هل تربيتم بالساهل؟، حتى تعرفوا ما كنتم تفعلونه بنا...

وأقول لأبى: «أنت فرحان فيا يا بابا والنبى سامحنى، كنت عيل أرعن مش فاهم، يضحك ويقول: مسامحك بس سامح أنت عيالك وبلاش ضغط عليهم كله بيعدى».


أما المدام على رأى الكينج منير فحكايتها حكاية، وروايتها رواية، مش كفاية عليها شغلها واعبائها المنزلية، هنضيف عليها المناهدة معهم، فى ترتيب غرفتهم وغسل أسنانهم، ولكن عليها حفظ الدراسات، وماذا فعل الملك امنمحات الثالث فى الأسرة ما بعد المائة، وقواعد النحو، لأن أى تقصير فى أى مادة منهما يعود عليها، ومن الممكن أن أنجح أنا وترسب هى فى الامتحانات، وما يزيد الضغط عليها من خلال متابعة جروبات الماميز على الواتس آب، لمعرفة كل جديد يحدث فى المدرسة، لأن طبعا البشاوات أبنائى لا ينتبهون فى الفصل وكل كراساتهم ناقصة لما يكتب فى الحصة، فكثيرا ما تشيد مدرسة الدراسات الاجتماعية بجمال خط المدام فهى من تكتب ما فاتهم، «والنبى فى دلع أكتر من كده» بس أهم حاجة أننا ننول رضاهم.


لست أدرى ماذا أفعل كى أهرب من الثانوية العامة حتى لا أحصل عليها مرتين أحاول أن أخلع من المتابعة وتدبيس المدام، رغم إحساسى بأن الابن الأصغر دائمًا ما يكون مظلوما، والأكبر يحصل على كل الاهتمام، ولكن ضميرى لا يسمح من منطلق مبدأ «اللى مربى قرد عارف تنطيطه».
وليت كل القرود فى جمال أبنائى!!

اقرأ أيضاً | فرفش كده.. تاكسي يعاني من التنمر بسبب «لوحته»