«اليوتيوب».. خبايا المنازل على عينك يا تاجر

ألف عيلة وعيلة.. البيوت أزرار!

البيوت  أزرار
البيوت أزرار

يوتيوبرز: هدفنا نشر الطاقة الإيجابية

أطاحت السوشيال ميديا بالمثل القائل «البيوت أسرار»، كله أصبح على عينك يا تاجر، والكاميرا تكشف كل ركن فى البيت حتى يستمتع الجميع بالمشاهدة، فبضغطة واحدة على أزرار «الماوس» يمكنك أن تقفز من حجرة استقبال الضيوف إلى المطبخ ومنه إلى غرف النوم، فالمهم فى النهاية هو الحصول على أعلى نسب مشاهدة حتى ولو كان ذلك على حساب الستر!.


الحياة الخاصة باتت مكشوفة على اليوتيوب، وكل ما هو خاص أصبح «لايف»، والخلافات الزوجية تذاع على الهواء مباشرة فى مقابل زيادة نسبة المشاهدات، وتحقيق الأرباح .. «ألف عيلة وعيلة» قرر فتح هذا الملف الشائك واستعرض آراء عدد من اليوتيوبرز والخبراء حول هذه العادة الدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا.
 

تقول هبة محمد -يوتيوبر- إنها دخلت المجال منذ حوالى ثلاث سنوات، بعرض تعليم الفتيات فن الكروشيه بطرق مبتكرة، مضيفة أن هناك بعض اليوتيوبرز يتاجرون بحياتهم الشخصية ويختلقون مواقف غير حقيقية لتحقيق نسب مشاهدة عالية وأرباح إلا أن هذا لا ينطبق على الجميع.

 


وأكدت أن مشاهدات قناتها ترتفع وتقل بين الحين والآخر، إلا أن هذا الأمر لا يشكل لها فارقا، مضيفة أنها اختارت فن الكروشيه كونها تحبه وتعشقه وتريد تعليمه لجميع الفتيات حتى لو لم يحقق لها ربحاً كبيراً أو نسبة مشاهدة عالية.


أما أمانى إبراهيم صاحبة المشاهدات العالية فتقول إن الروتين اليومى وتصويره يكون بهدف التشجيع وإعطاء طاقة إيجابية للسيدات مع المحافظة على الحدود والخطوط الحمراء، وترى أن الروتين اليومى والمشتريات مفيد ومصدر للطاقة الإيجابية لكن بعيدا عن عرض الخلافات الزوجية والانفصال، ومحتويات غرف النوم وما شابه ذلك..

وأوضحت أن الروتين الهادف يحتوى على وصفات جديدة للأطعمة أو طرق جديدة لترتيب المنزل أو تنظيم حياتك ويومك، كما يمكن للفتيات تعلم طرق جديدة للأكل..

وأوضحت أنها لا تحكى تفاصيلاً عن حياتها أو المشكلات التى تتعرض لها إلا بهدف توجيه نصيحة للسيدات والفتيات، مضيفة أن دور «اليوتيوبرز» نشر الطاقة الإيجابية وصلة الرحم وعرض النماذج الإيجابية.


وعن عرض بعض اليوتيوبرز لأدق تفاصيل حياتهم عبر السوشيال ميديا، قالت إن ما يجب عرضه هو ما يمكن عرضه أمام الضيوف فى المنازل أما ما هو دون ذلك خط أحمر، مضيفة أن من يعرضون أسرار بيوتهم عبر السوشيال ميديا يتبعون أسلوب الإغراء لتحقيق النجومية ورفع المشاهدات.

 

لايف كوتش: الحرية دون قيود.. فوضى

قالت رشا إبراهيم النضر - لايف كوتش واستشارى تربوى ونفسى - إن مفهوم الخصوصية اختلف عن الماضى وأصبح كل شىء مباحاً، مضيفة أن ما نراه عبر السوشيال ميديا من عرض البعض أدق تفاصيل حياتهم يخرج خارج إطار الحرية الشخصية لأن الحرية دون بعض القيود تنقلب فوضى و حريتك تنتهى عند حدود حرية الآخر..

وأضافت أننا بطبيعتنا نميل للالتزام بالقيود فمثلاً نقبل الملابس الكاشفة على البحر ولا نقبل بارتدائها فى الحدائق والمولات والأماكن العامة، ولكن بعض اليوتيوبرز يقومون بأى شىء مقابل الربح، وذلك يرجع لقصور فى التربية..

 

 

وقالت إننا أصبحنا مثل البالونة «منفوخين على الفاضى»، ففقدنا أغلب عاداتنا وتقاليدنا وأصبحنا لا نهتم بالكتب والثقافة وإنما بالتريند والمظاهر الكاذبة، فأصبحنا نهمل الثروات الحقيقية فى الحياة التى تحتاج لأن نستثمر فيها وهى الأبناء، والمجتمع له دور كبير بسبب تسليط الضوء على النماذج «التافهة» وصناعة نجوم منهم..

واختتمت أن البيوت لها أبواب وسقف وذلك له حكمة الستر، فإذا قمنا بكشف الستر الموجود فى المنازل فمن باب أولى كنا عشنا فى العراء، مضيفة أننا غاب عنا الكثير من المفاهيم الأساسية مثل المودة والرحمة والخصوصية والتى حل محلها العشوائية فى التفكير والتصرفات والحياة.

 

علم الاجتماع: التأثير حسب المحتوى

يرى د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى، أن تأثير اليوتيوبرز يتراوح بين السلبى والإيجابى حسب المحتوى الذى يختار كل شخص أن يتابعه، مضيفًا أن أحد آفات السوشيال ميديا عدم استخدامها بشكل صحيح..

 

وأضاف أن الفضول يجذب البعض لمتابعة حياة اليوتيوبرز للتعرف عليه عن قرب، مضيفًا أن البعض يحاول تقليد هؤلاء اليوتيوبرز بعدما يسمعون عن الأرباح التى يقومون بتحقيقها.