نزوة العرفى للأزواج .. نهايتها خراب بيوت

الزواج العرفي
الزواج العرفي

هبة عبد الرحمن

 يعود الزوج من عمله إلى الروتين المعتاد فى بيته، يشعر بالسعادة بين أفراد أسرته الصغيرة، لكنه بين الحين والآخر يتسلل الملل إلى قلبه وعقله، يقف امام المرآة يتعجب من حاله وحال زوجته، بعد أن انخرطا فى المسئوليات الحياتية الواقعة على عاتقيهما، وتناسيا مع ظروف الحياة مشاعرهما وفقدا الشغف تجاه بعضهما ورغم حبه لزوجته أو بأدق تقديره واحترامه لها يشعر بداخله أنه لا يزال مرغوبًا فيه ومن حقه سماع كلمات التدليل كما كان يحدث من قبل، ورغم أن الارقام الرسمية لم تشر إلى أن الخيانة الزوجية من اهم اسباب الطلاق، لكن تشهد محاكم الاسرة الكثير من قضايا الطلاق والخلع بطلها «نزوة زوج».

من داخل محاكم الأسرة كانت هذه القضايا التي التقينا أطرافها؛ تقول «ثناء.ح» 54سنة ربة منزل؛ تقدمت بدعوى طلاق للضرر ضد «ابو ابنائها الأربعة» وتقول:زواجنا كان تقليديًا فهو من نفس القرية التى أعيش بها تزوجته وأنا فى سن صغيرة بينما كان يكبرنى بثمانى سنوات، وانجبت ابناءنا الأربعة تباعًا، تحملت معه كل الصعاب حتى بدأت تجارته تكبر وانتقلنا للحياة فى القاهرة واصبح يمتلك اكثر من محل لبيع الخضراوات والفاكهة، لكن فجأة اكتشفت مالم يكن فى الحسبان، بعد أن وجدت بين ملابسه هاتفا محمولا برقم لا اعرف عنه شيئًا، وعندما فتحته وجدت فيه رسائل غرام متبادلة بينه وعدد من النساء، راقبته حتى علمت أنه اشترى شقة أخرى وتزوج عرفى فيها من أخرى، وعندما واجهته لم يحرك ساكنًا وتحولت حياتي لجحيم بعدها،ولأول مرة فى حياته يمد يده على بالضرب، رفض أن يطلقنى فقررت طلب الطلاق عن طريق المحكمة.

ورقة عرفى

وتقول «نسرين.م» 35سنة ربة منزل بدموع عينيها وهى تتقدم بدعوى خلع بعد مرور 10سنوات أثمر عنه طفلين:بعد الزواج بعام واحد اكتشفت أن زوجى على علاقة بأخرى، نصحتنى أسرتى بعدم خراب بيتي، خاصة انه قدم الوعود بالتغيير من نفسه من اجلى، لكن اكتشفت أن المريض بداء الخيانة لا يتغير ابدًا مهما مر الوقت؛ اكتشفت انه يمشى وفى جيبه ورقة زواج عرفى ويبرر لنفسه فتوى لا أعرف من اين جاء بها، بأن زواجه العرفى بهذا الشكل حلال، وكل فترة اكتشف انه كان على علاقة بامرأة اخرى ثم يعود ليبرر فعلته لأى سبب تارة يتهمنى بأننى السبب لإهمالى فى نفسي وفيه، وتارة يقول إنه تعلق بها وتارة يبكى مثل الاطفال يطلب مسامحته، ما اضطرني لرفع  دعوى خلع امام محكمة اسرة الزنانيرى.

وتقول «صافى.ر» 30سنة مدرسة فى احدي المدارس الخاصة:بمجرد إنجابى لطفليّ التوأم، تحول زوجى حتى صار غريبًا عنى، يتركنى اوقاتًا طويلة ويسهر خارج البيت ولا يعود إلا على النوم، وبعد مرور عامين على زواجنا اكتشفت أنه على علاقة بأخرى تعرف عليها من خلال عمله فى احدى الشركات الخاصة، وأنه يقع فى غرامها مطلقة ولها ابنة، واجهته بالرسائل التى رأيتها على هاتفه لأنه تزوجها عرفى فطلقني، تقدمت بعدد من الدعاوى القضائية منها نفقة للأبناء ودعوى اخرى اطلب فيها مصروفات مدرسية.

زوجى والخادمة

أما «منال.ع» الزوجة الستينية فتقول بدموع عينيها داخل مكتب المحامى عصام مصطفى عامر؛ عندما أسرعت اليه تطلب مساعدتها فى رفع دعوى طلاق للضرر ضد زوجها الذى يبلغ من العمر 67سنة وذلك بعد زواج استمر اربعين عاما اثمر عن ثلاثة ابناء وثمانية احفاد:بعد أن كبرنا وتزوج أولادنا، قرر ابنائى أن يأتوا لي بخادمة، شابة صغيرة، لم اتوقع أن ينهار زوجي الذي يقترب من السبعين امامها، تزوجها عرفيًا وبدأ يغدق عليها بالمال والهدايا والادهى انه كتب لها شقة باسمها فى احد العقارات التى يمتلكها، جن جنونى وطلبت الطلاق لكنه رفض وطلب منى أن اتقبل الأمر الواقع.

وهنا يقول المحامى عصام عامر لأخبار الحوادث؛ بأنه بعد محاولات منه بمساعدة أبنائها نجحوا فى التأثير عليها حتى لا تتقدم بدعواها لطلب الطلاق خوفا على سمعتهم امام الناس لدخول الأم الى محكمة الاسرة فى هذا السن، واتفقوا على تسوية الخلافات فيما بينهم إما بتطليق والدهم لتلك المرأة التى تعتبر فى نظرهم «نزوة» يمر بها الأب أو أن يشتري لها شقة وينفق عليها.

عودة الغائب

صحيح أن الخيانة الزوجية أمر صعب على نفس الزوجة ولكن هل هذا يعنى أن تطلب المرأة الطلاق وتدمر حياتها بمنتهى السهولة أم تحاول أن تجد حلا لتمر بسفينة حياتها إلى النجاة؟! قدمت د.عطيات الصادق استشارى العلاقات الانسانية والاسرية عدة نصائح لكل زوجة تواجه أزمة «نزوة زوج» قائلة: أرى أن العامل الاساسى لخيانة الرجل أو ارتباطه بامرأة اخرى بعد الزواج يعود للأنثى، وهناك نوعان للرجل الخائن، إما فاقد للحب من جانب زوجته، أو شخص ضعيف الشخصية يبحث عن شخصية تشبهه ليعوض ما يحتاجه، وهنا يجب اولا على الزوجة خاصة لو كانت صغيرة ألا تستضيف أو تتحدث عن صديقاتها أمام الزوج الذي قد تستهويه واحدة منهن فيبدأ في معرفتها من خلال تليفونها.

ثانيا،أن تكون الزوجة واعية ومن وقت لآخر تعطيه الاحساس بأنه متزوج من أربع نساء، مرة تكون حبيبته، ومرة ثانية صديقته، وثالثة وزوجته وهكذا، فالزوج هو غصن فى شجرة الأسرة وإذا مال هذا الغصن على الزوجة أن تعدله دون كسره.

ثالثا، تمتعى بحكمة فى التصرف فلا تندفعي إلى طلب الطلاق وتخربي بيتك من أجل أخرى.

رابعا، واجهي خيانة زوجك بالتعديل من نفسك أولا، واعلمى أن اصعب 7سنوات فى الحياة الزوجية هى اولها وبعد ذلك عودى كما كنتى ايام الخطوبة تهتمى بمظهرك وتجددى علاقتك بزوجك من خلال الخروج سويًا او ارسال رسائل غرام له.

خامسا، لا تذكري زوجك بخيانته فتذكيرك الدائم له سيجعله لا ينسى الخيانة وربما يكرر فعلته مرة اخرى.

 

أنهت د.عطيات الصادق كلامها قائلة:ارى دائما أن هناك 4 اسباب فقط هى التى تدفع الزوجة لطلب الطلاق وهى إما أنه ضعيف الشخصية، أو بخيل، او شخص عدوانى أي»سيكوباتى» بشكل مرضى، أو رجل يعتمد عليها وعلى اهلها فى الإنفاق عليه، غير تلك الاسباب الأربعة لا تطلب الزوجة الطلاق خاصة إذا كان هناك ابناء، فعليها التفكير جيدا قبل أن تهدم حياتها الزوجية، وتسأل نفسها، كيف ستمر حياتها عليها هى وأبنائها بعد الطلاق قبل ان تأخذ القرار النهائى؟