رحلة

تجلى سانت كاترين .. مقصد دينى وسياحى

جلال دويدار
جلال دويدار

مناسبة عملاقة ثالثة فى سجل تعظيم إمكانياتنا من أجل تنشيط الحركة السياحية الوافدة. هذه المبادرة تأتى بعد حالة الإبهار التى عشناها وعاشها العالم معنا.. احتفالاً بفاعليات نقل المومياوات الملكية ثم بعد ذلك افتتاح طريق معبد الكباش.  

جاء ذلك على خلفية ما حفل به الاحتفالان من عمليات تطوير وتحديث غير مسبوقة على أعلى مستوى أثرى ومهنى. إنهما فى نفس الوقت عكسا الاهتمام الذى توليه دولة ٣٠ يونيو لثرواتنا من التراث الأثرى الذى تنفرد وتتميز به مصر المحروسة عن كل دول العالم.
 الهدف لم يقتصر على هذا التوجه وإنما شمل أيضاً.. الاستثمار فى التنشيط السياحى والثقافى بما يعد إضافة إيجابية اقتصادية لمكانة الدولة المصرية على خريطة التراث العالمى.

•••

فى هذ الإطار تبرز الإشارة إلى دير سانت كاترين.. الكنز الدينى والسياحى. حول هذا الشأن يتفق خبراء السياحة والآثار.. أن هذ الدير.. يُجسد مقصداً سياحياً ودينياً وتاريخياً فريداً. هذه القيمة اكتشفها وآمن بها الزعيم الراحل محمد أنور السادات.  
 الفكر الخلَّاق للزعيم السادات.. هداه لاتخاذ هذه الخطوة استثماراً لعظمة هذا الأثر بالصورة التى تلقى الضوء عليه لصالح الاستثمار الوطنى تعظيماً دينياً وسياحياً. ينبع الاهتمام بهذا الأثر ومكانته.. إنها تناولت واقعة مقدسة جاءت فى المُنزلات الدينية تضمنت..  محادثة الله مع النبى موسى فى موقع الوادى المقدس طوى عند جبل سيناء فى محيط هذا الدير.

من هذا التوجه.. تقرر تحويل المنطقة إلى مجمع للأديان هذا التحرك يستهدف إبراز الخلفية لمصر الدينية وثوابتها القائمة على السماحة والمعايشة السلمية بين الأديان. إنها تستند أيضا إلى ثقافته التى كان يتمتع بها والقائمة على الإيمان بها والتى تجسدت فى ذكرها فى قرآنه الشريف.

•••

تواصلاً مع هذا الفكر الخلَّاق فى الحقبة التاريخية الحالية لدولة ٣٠ يونيو.. جاء اهتمام الرئيس السيسى باستكمال جهود استثمار القيمة التاريخية والأثرية لهذا الدير. وزارة الإسكان والمرافق كُلفت بتولى هذه المهمة. المشروع وفقاً لتصريحات د.عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات الجديدة فإن المشروع يتضمن فى مرحلته الأولى بمحيط الدير إقامة ٥٨٠ وحدة سكنية وسياحية ومسجداً وكنيسة ومدرسة وسوقاً.

وخلال الزيارة التى قام بها للمنطقة مع المسئولين المعنيين.. تفقد التجهيزات الخاصة بمنطقة إقامة مركز خدمات السياح وتضم محال ومكاتب إدارية ومطعماً وكافتيريا وفندفاً (١٥٠ غرفة) وقبة سماوية، بالإضافة إلى ساحة السلام وبها ساحة للاحتفالات ومسرح وقاعة اجتماعات ومبنى للعرض المتحفى.
 المرحلة الأولى من المشروع سيتم افتتاحها فى أبريل القادم. المشروع سيكون بإنشاءاته.. ملتقى لأتباع الديانات الثلاث.. الإسلام والمسيحية واليهودية. هذا الدير بعد تطويره سيكون مقصدا دينيا وسياحيا وثقافيا كبيرا.