«فوبيا» المشاهير.. الإسكندر وبونابرت وهتلر أرهبتهم القطط وصلاح عبدالله يخاف من الشموع

الزعيم النازي هتلر
الزعيم النازي هتلر

من المفارقات الساخرة أن هناك الكثير من الجبابرة الذين شكلوا تاريخ الإنسانية في العصور القديمة والحديثة كانوا يتداعون ويهرعون كالأطفال أمام أمراض «الفوبيا» المختلفة.

 

وتتنوع الظواهر المندرجة تحت مسمى الرهاب أو «الفوبيا» وهو مرض نفسي من بين تعريفاته الكثيرة أنه خوف مرضي غير مبرر من شيء أو موقف محدد، ويصاحب الرهاب أعراض تتباين في مستوى حدتها، وتتمثل في التعرق وتسارع نبضات القلب والغثيان والإسهال في بعض الأحيان، وصولاً إلى حالة من الذعر والاختناق واحمرار الوجه.

 

ومن أشهر وأطرف صور الرهاب هو «رهاب القطط» الذي يضرب بجذور عميقة في التاريخ، وتكمن طرافته ليس في لامعقولية الخوف من هذا الحيوان الأليف الصغير المعشوق من قبل الكثيرين فحسب، وإنما في أنه يشكل قاسمًا مشتركًا بين الكثير من العظماء.

 

 ومن بين أشهر مرضى رهاب القطط «الإسكندر الأكبر، ويوليوس قيصر، وجنكيز خان، ونابليون بونابرت، وموسوليني، وهتلر»، ويقال إن «نابليون» كان يقشعر بدنه ويشعر بالارتباك واللعثمة حين يشم رائحة القطط، والمفارقة ساخرة بالفعل حين تتخيل أن هؤلاء الجبابرة كانوا يهرعون كالأطفال أمام أي قطة.

 

 

والرهاب أو «الفوبيا» تتنوع أنواعها فهي لا تكاد تشمل جميع عناصر الحياة حتى الموت نفسه، ومن أشهر من عانوا «رهاب الموت» في التراث العربي الشاعر «ابن الرومي» حتى أنه يروى عنه أنه كان يخاف من النوم لأنه كان يعتبره شكلاً من أشكال الموت.

 

 ورغم أن بعض صور الرهاب قد تبدو منطقية إلى حد ما، مثل رهاب المرتفعات ورهاب الطيران ورهاب الأماكن المغلقة وهي الأكثر شيوعًا، فإن الكثير منها لا يخلو من غرابة طريفة، ويومًا بعد أخر ومع استخدام عناصر جديدة في حياة الإنسان تستجد الساحة أنماط جديدة لم يسمع بها العلماء من قبل، ومن هذه الأنماط « رهاب الشموع المشتعلة» الذي كان يعاني منه الممثل الكبير «صلاح عبدالله» ولا يجد له تفسيرًا.

 

 

 أما «رهاب الوحدة» فتعاني منه الممثلة الشهيرة «نيللي» فهي لا تستطيع الجلوس في مكان وحدها لفترة طويلة؛ حيث يقشعر جسدها حتى من نسمة الهواء.

 
وعلى سلم «الفوبيا» اعترف الكثيرون من نجوم هوليوود بمعاناتهم من صور متنوعة من الرهاب، فالمطرب والممثل الشهير «بي ديدي» يشكو من معاناته من رهاب تجاه أصابع القدم.

 

كما تعاني النجمة «جنيفر أنستون» من «رهاب الطيران» الذي كان يعاني منه أيضًا موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب».

 

أما النجم «جوني ديب» الذي برع في أفلام الرعب والإثارة فيعاني من خوف مرضي تجاه المهرجين، وتعاني المذيعة الشهيرة «أوبرا وينفري» من رهاب طريف تجاه «مضغ اللبان»، بينما تعاني النجمة «نيكول كيدمان» من «رهاب الفراشات».

 

 وبوجه عام يعد مرض الرهاب أحد أكثر أنماط الخلل الذهني انتشارًا في العصر الحديث، ويرى الكثير من الأخصائيين أنه يسود بين النساء بمعدلات أكبر، ومن بين أغرب أنواع الرهاب الخوف من «الجاذبية والدجاج والقمر والموز والرقص والبالونات»، كما يوجد رهاب «الضحك والحب والنظر إلى أعلى»، لكن يبقى الرهاب الأطرف على الإطلاق هو رهاب التصاق زبدة الفول السوداني بسطح الفم.

 

 

 ولا تنتهي القائمة فبين الحين والآخر تظهر صور جديدة لـ «الفوبيا»، ومن أغربها ما حدث عام 2008 حين اجتذبت أنظار وسائل الإعلام فتاة بريطانية تدعى «غيليان لنكينز» كانت تبلغ من العمر 22 عامًا، وذلك لمعاناتها من نمط نادر من الرهاب وهو «رهاب الأزرار»؛ حيث لا تقوى على البقاء في غرفة واحدة مع أقاربها أو أصدقائها إذا كان أي منهم يرتدي ملابس بها أزرار.

 

 كما يمكن أن يظهر الرهاب في صورة جماعية، فيسود بين شعوب الغرب «رهاب الجمعة 13» وهو خوف مرضي تجاه يوم الجمعة عندما يوافق 13 من الشهر، بناء على اعتقاد بأن مثل هذا اليوم يحمل الكثير من سوء الحظ.

 

ومن باب الممازحة يقولون إذا كنت شابًا تبحث عن عروس مثالية فربما يسعدك الحظ بالزواج من فتاة تعاني من «رهاب الذهب»، وقبل تقديم زهور إلى الحبيبة تأكد أولاً أنها لا تعاني من «رهاب الزهور أو الألوان». 

 

 وأوضحت دكتورة تحية عبدالعال أستاذة علم النفس في كلية التربية جامعة بنها أن الرهاب غالبًا ما يأتي من مصدرين إما خبرات شخصية تعرض لها الطفل في سنواته الأولى، أو انتقل إليه الرهاب بواسطة أحد أفراد الأسرة القريبين منه.

 

 وحول علاج الرهاب أوضحت دكتورة تحية أن العلاج يتم من خلال أسلوب يطلق عليه «التحصين التدريجي»؛ حيث يعرض المعالج على المريض مشاهد مصورة للشيء المثير لخوفه حتى يألفه، ثم يصنع منه نموذجًا أمامه، وأخيرًا ينتقل إلى مرحلة جعل المريض يتعامل مع مصدر «الفوبيا» فعليًا وليس النموذج.

 

واتفقت دكتورة فتحية مع الآراء القائلة بأن لدى كل شخص طبيعي نوع واحد على الأقل من الرهاب، لكن ردود الأفعال الانفعالية تتباين من فرد لآخر.

 

 المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم