حوار: محمد مخلوف
قضى نحو 38 عامًا فى خدمة الوطن بوزارة الداخلية، تخرج فى كلية الشرطة عام 1974، وعمل فى مديريات أمن الشرقية وأسيوط، ومفتشاً للداخلية فى مديريات أمن قنا والقليوبية والقاهرة والدقهلية والإسماعيلية، ومديراً لأمن شمال سيناء فى أصعب ظروف مرت بها مصر خلال أحداث يناير 2011، كما عُين مديرًا للسجون فى أخطر فترة من عمر الوطن عقب اقتحام السجون فى نفس العام.. إنه اللواء محمد نجيب، الذى اختص آخرساعة بحوار للتاريخ، كشف فيه من خزائن أسراره كواليس هامة وخطيرة حول اقتحام الحدود الشرقية وجرائم المعزول محمد مرسي وعصابته خلال توليهم الحكم.
أحداث يناير كانت فوضى.. والإخوان يفضلون سجن العقرب
فى يناير 2011 كنت مديرًا لأمن شمال سيناء.. هل تم رصد أو وصول أى معلومات عن أى تحركات مريبة قبل 25 يناير؟
- عُينت مديرًا لأمن شمال سيناء عام 2009، وتركت المنصب فى مارس 2011، وأرى أن ما حدث فى يناير هوجة وفوضى وليس ثورة، كانت لدينا معلومات بأن الإخوان يرتبون لقلب نظام الحكم بالقوة، لذلك تم حبس عدد منهم، بينهم محمد مرسى العياط، وآخرون من قيادات الجماعة، وفى يوم 24 يناير رصدت أجهزة المعلومات تهديدات باقتحام أقسام الشرطة، وخلق نوع من البلبلة فى سيناء، وبعد ذلك قامت عناصر مسلحة بضرب كل الأكمنة واقتحموا أقسام الشرطة، ومبانى أمن الدولة ودور العبادة ونجحوا فى ذلك لأنهم كانوا أكثر تسليحاً، فقد تم استهداف 38 كمينًا فى رفح والشيخ زويد، وأكثر من 70 كمينًا فى باقى سيناء.
ما هو أول قسم هاجمه الإرهابيون فى يناير 2011؟
- قسم الشيخ زويد ثم قسم رفح، وحدث ذلك قبل يوم 28 يناير.
ماذا حدث فى سيناء يوم جمعة الغضب؟
- اقتحمت عناصر فلسطينية مسلحة وآخرون من احزب اللهب واجيش الإسلامب الحدود الشرقية، وهاجموا أقسام الشرطة والأكمنة، واستشهد وأصيب العديد من رجال الشرطة، وقامت هذه العناصر بتهريب المحتجزين فى الأقسام واستولوا على الأسلحة.
أين كانت تجهيزات رجال الشرطة ولماذا لم يتصدوا لهذه العناصر؟
- دافع أبطال الشرطة عن الأقسام حتى استشهدوا فلم يهرب أحد، كما أن تسليح العناصر الإرهابية كان أقوى من تسليح الشرطة، حيث كان عمل الأكمنة مقتصرًا على مكافحة عمليات التهريب عبر الأنفاق وليس مواجهة الإرهاب.
ما أنواع الأسلحة التى استخدمها الإرهابيون فى الهجوم على الأقسام والأكمنة؟
- معظمها كان مهرباً إلى سيناء، واستخدم الإرهابيون قنابل وأحزمة ناسفة ومتفجرات وأسلحة اآر بى جيب، وهذه العناصر التى هاجمت المنشآت الشرطية كانت مدربة على عمليات الاقتحام واستخدام الأسلحة، ما يؤكد أن ما حدث كان أمراً مخططًا له وليس عشوائيًا.
ضبطنا متسللين يطلقون الرصاص فى العريش.. وقالوا جايين نتفسح!
كيف تصرفت يوم جمعة الغضب؟ وهل أبلغت وزير الداخلية وقتها بعمليات الهجوم؟
- أبلغت المكتب الفنى للوزير ومساعدى الوزير لقطاعات الأمن والأمن العام، لكن لم يأت لى أى توجيه، حيث كانت الشرطة بدأت تسقط فى هذا اليوم، لأنه كان بداية هروب السجناء، ويومها جاءتنى تهديدات عبر هاتفى بقتلى من الجماعات الإرهابية، وطالبونى بإخلاء قسم أول وإلا سيتم هدمه على كل مَنْ فيه.
ما السبب وراء ذلك؟ وماذا كان رد فعلك؟
- السبب وجود عدد من أقاربهم محتجزين فى السجن وكانوا يريدون تهريبهم، لكننى رفضت الإخلاء، وأرسلت اللواء سميح بشادى مساعد المدير وقتذاك، وتمركز هناك بدعم من قوات الأمن والأمن المركزي، وقام بحماية القسم، وبعدها جاءنى تهديد آخر بمغادرة مبنى المديرية لأن التكفيريين سيقومون بنسفه، ونصحنى وقتها أحد قادة الأجهزة الأمنية بمغادرة المبنى فورًا حرصًا على سلامتي، فرفضتُ وقلت له: امش همشى إلا على جثتي، هدافع عن المديرية لحد آخر نفس فى حياتيب، وكان لقطاع الأمن المركزى وقتها دور بطولى قام به اللواء ماجد نوح، الذى كان مديراً لإدارة الأمن المركزى بسيناء، حيث دعمنى بكل القوات المطلوبة، وكان التنسيق مستمراً بيننا لأن الوزارة وقتها كانت فى حكم العدم نتيجة مهاجمة الأقسام والمراكز والسجون فى المحافظات، ونجحنا فى حماية المديرية.
ماذا عن كواليس اقتحام الحدود الشرقية؟
- أول معلومات وردت لي، أن عناصر من احماسب واجيش الإسلامب واحزب اللهب اللبناني، وصلوا عبر الأنفاق إلى سيناء، وقصفوا أقسام الشرطة والأكمنة ونهبوا البنوك والمجمعات الاستهلاكية ومكاتب البريد والتأمينات الاجتماعية، واستولوا على السيارات الملاكى وهربوها إلى غزة عبر الأنفاق.
الإرهابيون هددونى بالقتل وطالبونى بإخلاء المديرية فقلت: على جثتى
كيف تأكدت أن هذه العناصر المسلحة قادمة من غزة؟
- تمكنا بمعاونة أبناء سيناء من القبض على مجموعة من العناصر الفلسطينية المسلحة، أثناء إطلاقهم الرصاص فى قلب مدينة العريش، أثناء استقلالهم سيارة ابيجوب، وضبط بحوزتهم قنابل القسَّام وبنادق آلية ومبالغ مالية.
بعد ضبطهم، ماذا قالوا فى اعترافاتهم خلال مناقشتهم من قبل الضباط؟
- حرصت على مناقشتهم بنفسى لمعرفة دوافعهم، لكن إجاباتهم كانت كاذبة وغريبة، فعندما سألتهم عن سبب تواجدهم فى العريش، قالوا: اجايين نتفسحب! فهل الفسحة تكون بالأسلحة والقنابل؟! وكانوا شباباً أعمارهم بين 15 و22 سنة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
المعزول قال لزوجة أحد الضباط المختطفين: تزوجى واعتبريه مش راجع!
كيف تقرأ المشهد فى أحداث يناير؟
- كان المقصود إسقاط الوطن والدولة المصرية، حتى يتمكن الإخوان من إشاعة الفوضى، وأن يظهروا على الساحة على جثث الأبرياء، وأن يصلوا إلى الحكم، وهذا ما حدث، واستُشهد العديد من ضباطى وخُطف عددٌ منهم.
ماذا عن كواليس خطف عدد من الضباط فى سيناء؟ وهل تم تحريرهم؟
- عددهم ثلاثة ضباط من محافظة الدقهلية وأمين شرطة من الشرقية، أهلهم طلبوا منهم مغادرة العمل خوفاً على حياتهم بسبب سقوط جهاز الشرطة وقتها، لكننا نصحناهم بعدم المغادرة إلا بعد قيام المديرية بتأمين الطرق، حيث كانت العناصر الإرهابية تقوم بعمل أكمنة على الطرق وإيقاف السيارات وتفتيشها، وهم لم يلتزموا بالتعليمات وغادروا بسياراتهم الخاصة، وتم اختطافهم بها، وبعدها بيومين وجدنا السيارة فى منطقة جبلية وبها ابنطلونب عليه آثار دماء، تبين فيما بعد وفقاً لمعلومات مؤكدة أنه عقب خطفهم تم التوجه بهم إلى غزة عبر أحد الأنفاق.
هل التقى مرسى أسر الضباط المخطوفين؟
- التقى زوجة أحدهم فقط، نتيجة إصرارها على مقابلته اعتقاداً منها أنه سيتدخل ويتابع أو يأمر بالوصول إليهم وإعادتهم، لكن كانت المفاجأة، حيث قال لها: ااذهبى وتزوجي، اعتبريه مش موجود ولا هيرجع تانيب! فمن أين علِم أنهم لن يعودوا؟!
بخبرتك الأمنية.. بِمَ يوحى هذا الرد الغريب من المعزول؟
- أعتقد أنه كان يعلم كواليس عملية الخطف، لأنه وجماعة الإخوان الإرهابية كانوا على اتصال بـاحماسب، وهو وقيادات جماعته وعناصر من غزة متهمون بخطف هؤلاء الضباط فى قضية اقتحام الحدود الشرقية.
حدثنا عن المواقف البطولية لأبناء سيناء فى 2011؟
- ساعدنا أبناء سيناء فى حماية المنشآت الشرطية، وكانت لهم أدوار بطولية كثيرة لدرجة أن بعضهم ضحى بحياته لحماية رجال الشرطة، فضلاً عن تعاونهم معنا وإمدادنا بمعلومات عن أماكن وتحركات الإرهابيين.
بعد نجاح العملية الشاملة فى سيناء وفرض السيطرة الأمنية من رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية.. هل سيناريو اقتحام الحدود الشرقية وارد تكراره؟
- قطعًا لا، فقد نجحت القيادة السياسية المصرية متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى تحقيق إنجاز تاريخي، وهو تعديل اتفاقية كامب ديفيد، حيث تم إدخال قوات إضافية فى سيناء، وهناك أسلحة تم إدخالها، إضافة إلى قوات أصبحت تحافظ علينا وعلى حدودنا، سواء هذه الحدود المشتركة مع غزة أو مع إسرائيل، فتعديل الاتفاقية يمنع تكرار هذا السيناريو، إضافة إلى أن القوات المسلحة عدلت خططها وطورتها.
متى توليت رئاسة قطاع السجون؟
- توليت فى أغسطس 2011، بقرار من وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي، وفى نوفمبر 2012 توليت رئاسة قطاع السجون، حيث تم اختيارى من قبل العيسوى شخصياً لأنه طلب من قطاع شئون الضباط ضابطًا مشهودًا له بالكفاءة ويطبِّق القانون ولا يعرف الاستثناءات.
كيف ترى سيناريو اقتحام السجون؟
- كان سيناريو ومخططاً كبيراً، عندما كنت مديراً لأمن شمال سيناء، ليلة 28 يناير وردت لى معلومات عن دخول سيارات محملة بالأسلحة والمواد المتفجرة قادمة من غزة عبر الأنفاق وتوجهت إلى غرب قناة السويس، وذلك قبل الاقتحام، وتزامن ذلك مع تمكنهم من ضرب كل الأكمنة من رفح حتى قناة السويس، ونجحوا فى اقتحام السجون، حيث تم الهجوم عليها من الخارج والداخل من قبل السجناء فى نفس الوقت.
مبارك رفض دخول سجن طرة.. وعلاء وجمال أقنعاه بعد ساعتين
هل يشير سيناريو الاقتحام إلى أنه كان يستهدف تهريب سجناء بعينهم؟
- نعم.. بدليل أن السجون التى هاجموها هى التى كان فيها قيادات تنظيم الإخوان وعناصر حماس وحزب الله، وكانوا متمركزين فى اأبوزعبلب واوداى النطرونب واالمرجب، وقد هرب من السجون عمومًا نحو 23710 سجناء.
ما أول قرار اتخذته لتأمين السجون وعدم تكرار اقتحامها؟
- وضعــــــت خطـــــــــة لتأمين السجون وعدم تكرار سيناريو اقتحامها، حيث شكلت لجنة تشمل معظم قطاعات الوزارة، بما فيها الشئون المالية حتى يتم عمل إصلاحات سريعة وأخرى على مدى ثلاث سنوات، فعملية اقتحام السجون كلفت الدولة مليارات الجنيهات لإعادة الشيء لأصله وزيادة عوامل التأمين، وبعدها وزعت كشوفًا بأسماء الهاربين على كل مديرية أمن حسب بيانات الهاربين لتتولى عملية ضبطهم، ونجحنا فى ضبط معظمهم.
هل أصدر وزير الداخلية وقتها أى تعليمات لك بمنح استثناءات لأى من رموز مبارك أو رموز نظامه الموجودين بالسجن؟
- قال لى بالحرف الواحد: امفيش استثناء لأحد، القانون يطبق على الجميعب، وكان ردي: اأرحت قلبي، لأنى لا أحب الاستثناءاتب.
كنت فى استقبال مبارك بسجن طرة، ماذا حدث فى أول يوم وحقيقة رفضه مغادرة الطائرة التى كانت تقله؟
- مبارك فوجئ أنه سيدخل سجن طرة، ورفض النزول من الطائرة نهائياً، وقال لي: اصحتى ماتسمحش بالتواجد فى السجنب، وأضاف: اأنا رفضت الهروب من البلاد، وسأدفن فى وطنى مصر، وماعنديش مشكلة فى محاكمتيب، بعدها طلبتُ من وزير الداخلية إحضار علاء وجمال لإقناع والدهما بالنزول، وبالفعل نجحا فى ذلك بعد مرور ساعتين، وطلب منى وقتها أن تتواجد سوزان معه كمرافق داخل مستشفى السجن، فرفضت، فطلب أن يرافقه نجلاه فوافقت على وجود أحدهما فقط حسب اللوائح، والتناوب بينهما أسبوعياً، فقال لي: اإنت صعب أويب، وسألنى عن تعليمات السجن، فقلتها له.
مرسى استدعانى فى الاتحادية وطلب التعامل الخشن مع مبارك ورموزه
هل حظى مبارك بأى مَيزات داخل السجن؟
- لا.. بل كان يطبق القانون، ولم يتأثر بأى شيء، وأتذكر أنه سقط فى الحمّام مرتين، وهنا أوصت اللجنة الطبية بوجود اثنين مرافقين فسمحت بوجود نجليه معه.
رموز نظام مبارك من منهم كان أكثر التزاما بلوائح السجن؟
- على الترتيب: مبارك، علاء وجمال، وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.
كيف كان يقضى حبيب العادلى يومه خلف الأسوار؟
- كان ملتزما جدا بالتعليمات، ويحب التريض، ويصلى كثيراً، وأتذكر اتصالا تم بين نائب المعزول مرسى ووزير الداخلية وقتها اللواء أحمد جمال الدين، يطلب منه شن حملة على هشام طلعت مصطفى وأن يتم سحب هاتف الثريا الذى يحمله داخل السجن، فقلت له: هذا الكلام غير صحيح أصلا وهشام ليس معه تليفونات، وسأقوم بحملة مفاجئة عليه، وبالفعل فى منتصف الليل وأثناء دخولى السجن وجدت العادلى يصلى رغم أنه ليس وقت صلاة، كما تم تفتيش هشام طلعت ولم نجد معه شيئًا وأبلغت الوزير بذلك وقتها، وفوجئت بعدها بأن هناك محاولة من جانب الإخوان للانتقام من هشام طلعت.
ماذا تعنى بمحاولة انتقام؟
- قبل اتصال نائب المعزول بأيام قام الإخوانى حسن مالك بزيارة هشام طلعت فى السجن، وتبين بعدها أنه كان يضغط عليه ليوافق على بيع امدينتيب له، لكن هشام رفض، فكانت محاولة الانتقام منه، وبعدها طلبوا منى نقله إلى حبس انفرادى ورفضت لأنه لم يخالف القانون.
كم مرة التقيت محمد مرسى حين كان فى الحكم؟
- 3 مرات.. وكان وقتها رئيس أكاديمية الشرطة اللواء عماد حسين، الذى دعا مختلف الأطراف للاجتماع وطرح رؤية لتحسين صورة الشرطة، وكان وقتها لا يوجد تنسيق مع الوزارة كما كان يحدث، وتصادف مكان جلوسى بجوار مرسي، ووجدت هجوما على الشرطة من الحضور، فغضبتُ وقلت لهم: ابتحاربوا الشرطة ليه، دا انتم كنتم تتمنوا أولادكم يدخلوا الشرطةب، هنا سألنى مرسي: إنت مين؟، قلت له: اأنا مساعد وزير الداخليةب، والمرة الثانية فى اجتماع للمجلس الأعلى للشرطة، وحيانى أكثر من الوزير لدرجة أننى من الإحراج قلت ضاحكاً لوزير الداخلية وقتها اللواء محمد إبراهيم يوسف: اوالله ما أعرفه على فكرةب، والمرة الثالثة عندما استدعانى فى قصر الاتحادية الرئاسي.
وخلال فترة توليك السجون هل طلب منك مرسى شيئا؟
- طلب التعامل الخشن مع مبارك ورموزه، فرفضت وقلت له: اأنا أنفذ القانون على الجميع ولن أخالفه حتى لا أقع تحت طائلتهب، فقال لي: اأنا حافظ لوائح السجن طبقها كويس عليهم، وفى واقعة أخرى طلب منى نقل مدير سجون المنطقة المركزية اللواء عبدالله صقر، حيث زعم مرسى أن هذا الضابط اطيبب، فاندهشت وقلت له: اهو من أكفأ الضباطب، ورفضت تنفيذ طلبه.
هل طُلِب منك الإفراج عن سجناء دون قرارات عفو من الأساس؟
- نعم.. كلف مرسى مستشاره القانونى بالاتصال بي، وإبلاغى بالإفراج عن اثنين متهمين فى قضايا سلاح وذخيرة، لقضاء العيد معه فى الزقازيق، لكننى رفضت.
تعرضت الوزارة لضغوط من قبل ضباط اللحية.. كيف تعاملت مع ذلك؟
- فى إحدى زياراتى وجدت بعض الضباط يتركون لحاهم، لم أتحدث معهم حتى لا يقال إننى أخالف الشرع، وأرسلت إلى مفتى الجمهورية وقتها الدكتور على جمعة، خطابا لمعرفة الرأى الشرعي، وسألته هل اللحية ضرورية ومن يحلقها خارج عن الإسلام؟ فكانت إجابته بالنفي، وأرسل لى نص الفتوى، وبناء عليه أوقفت عدداً من ضباط اللحية وتم إحالتهم إلى الاحتياط، وبعدها تبين لنا أن منهم منتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، كما أنهم كانوا يحبطون الروح المعنوية لزملائهم.
ماذا عن حكاية الخلوة الشرعية للإسلاميين فى السجون؟
- بعد أن توليت رئاسة السجون، وخلال مرورى على سجن العقرب، علمت بوجود خلوة شرعية للنزلاء الإسلاميين، فراجعت لوائح السجون ووجدت أنها غير منصوص عليها فى القانون، فاتخذت قرارا بمنعها. وبعدها جاء لمقابلتى القياديان الإخوانيان عصام دربالة وعاصم عبدالماجد، وطلبا منى العدول عن القرار، لكننى تمسكت بقراري، ونتيجة ذلك قام النزلاء الإسلاميون بالإضراب عن الطعام، لكنهم عادوا لتناول الطعام بعد يومين فقط.
فى تلك الفترة، أشاع الإخوان أن سجن العقرب يفتقد إلى معايير حقوق الإنسان، فما تعليقك؟
- غير صحيح، وسأكشف لك مفاجأة.. قيادات الإخوان كانوا يحبون سجن العقرب، ويطلبون البقاء فيه، نظراً لأن تهويته جيدة، ويشعرون فيه بالراحة أكثر من أى سجن آخر، فأعضاء خلية الهجوم على قسم ثان العريش كانوا مسجونين فى سجن برج العرب، وأضربوا عن الطعام لنقلهم إلى سجن العقرب، وأهاليهم قابلوا المعزول مرسى حين كان رئيسا وطلبوا منه نقل ذويهم لسجن العقرب، وقد وعدهم بتلبية رغبتهم، لكننى رفضت ونقلتهم إلى طرة.
