أيام فارقة في حياة يوسف وهبي.. تضحية كبيرة من أجل الفن

يوسف وهبي
يوسف وهبي

إذا كان يوسف وهبي أحد مؤسسي المسرح الحديث وأستاذ للدراما بشكل عملي من خلال فرقة رمسيس، فإن زكي طليمات رفيق حياته وعده اللدود أستاذ للدراما الأكاديمية ومؤسسة معهد التمثيل.

والعلاقة بين العملاقين لم تخل طوال سنوات حياتهما من الشد والجذب واختلاف وجهات النظر لكن ذلك لم يقلل من احترام كل منهما للآخر.

وخصص زكي طليمات فصلا كاملا ليوسف وهبي في مذكراته التي نشرها عام 1981 بعنوان "ذكريات ووجوه" وقال: كان لكل منا وجهة نظره ورغم ما بيننا من حب يساويها كراهية ناتجة عن تمسك كل واحد منا برؤيته التي لا تتفق مع رؤية الآخر فإنني أجزم الآن أن كلا منا كان على حق.

كما كتب عن المنافسة الشديدة التي سادت علاقتهما وسخر من سعي يوسف وهبي إلى حيازة الألقاب والصعود في المجتمع تعويضا عن البهدلة والإحساس بالعار الذي شعر به عقب تخلي أسرته عنه و تبرؤهم منه بسبب احترافه الفن.

وعندما توفي والد يوسف وهبي وورث عنه ميراثا كبيرا وبدأ في استغلال ميراثه لتلميع نجوميته، وقال طليمات من مظاهر تلميع نجومية وهبي هي عملية تجميل لأنفه، لعلها أول عملية تجميل وجه يقوم بها فنان عربي.

ويصف طليمات وقائع هذه العملية قائلا: كان ليوسف أنف فخم بارز التكوين يستوقف النظر وهو يتقدم صاحبه ويطل على ملامح وجهه كما يطل على مدينة القاهرة البرج الأمامي في قلعة صلاح الدين، وكان التفاهم قائما بين يوسف وبين أنفه وكان يمثل أدوار فكاهية وأدوار نماذج بشرية مختلفة، ويرجع نجاحه في بعض الأدوار إلى خفة ظل هذا الأنف.

ولكن يوسف وهبي الذي كون فرقة رمسيس كان يريد أن يلعب أدوار البطولة والعشق، إلا أن أداء هذه المواقف العاطفية الرقيقة لا تلائم مع أنفه الضخمة.

فزار يوسف وهبى طبيب الذي أكد له أن هناك جراح كبير فى ألمانيا برع فى عمليات التجميل ويمكنه إجراء جراحة تخلصه من هذا العيب الذى يؤرقه.

وبالفعل سافر يوسف إلى ألمانيا وعرض نفسه على الطبيب الذى وافق على إجراء الجراحة، وبعد أيام أزال الطبيب الأربطة من فوق وجه يوسف، ليكون هذا اليوم من أسعد أيام يوسف وكاد يغمى عليه من شدة الفرح وهو ينظر لوجهه فى المرآه ويتأكد من أن هذا التشوه قد زال وبإمكانه أن يعمل بالسينما.

وتحدث الناس عن هذه الحادثة ونشرت الصحف أن يوسف وهبي قام بأكبر تضحية من أجل الفن.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

يوسف وهبي يعاقب الإذاعة بحرمانها من «الاستعراض العظيم»