بدون تردد

التضليل.. والتآمر

محمد بركات
محمد بركات

من الأمور المثيرة لكثير من السخرية والاستهجان، تلك الادعاءات المضللة والكاذبة من جانب قيادات وكوادر الجماعة الإرهابية، للربط التعسفى بين الجماعة والانتفاضة الشبابية، التى هبَّت فى الخامس والعشرين من يناير٢٠١١، وادعاؤهم بأنهم هم المُفجِّرون لها وقادتها.


والتضليل فى هذا الادعاء، هو إدراكهم المؤكد بأن الكل يعلم باليقين، وهم أيضًا يعلمون، أن كل صلة للجماعة بالانتفاضة الشبابية، هى أنهم انقضوا عليها واختطفوها وانجرفوا بها عن مسارها الصحيح، واستغلوها واستخدموها مطية لتحقيق أغراضهم فى السيطرة على السلطة والحكم.


والكل يُدرك، وهم أيضًا يُدركون، أنهم استطاعوا تحقيق غرضهم بالخداع والتضليل واللعب على كل الحبال والاتفاق مع السلطة التى كانت قائمة، فى ذات الوقت الذى كانت فيه الجماعة تتآمر وتتفق مع قوى الشر الإقليمية والدولية، المتربصة بمصر وشعبها؛ سعيًا لإسقاط الدولة وإشاعة الفوضى والعنف فى البلاد والمنطقة.
وكان التآمر فى إطار التزامهم بتنفيذ المخطط المعد سلفًا، لخدمة أغراضهم وأهداف هذه القوى الساعية لهدم الدولة وتفكيك الدول بالمنطقة العربية، بعد تدمير وخلخلة دروعها الحامية وأعمدتها القوية فى الجيش والشرطة.
وكان الهدف هو البدء بهدم مصر وإسقاطها، حتى يكون من السهل الميسور التعامل مع بقية الدول العربية بعد ذلك، وإسقاطها واحدة تلو أخرى أو جملة واحدة.
وفى هذا الإطار أصبح من الثابت يقينًا، أن ما جرى فى «٢٥ يناير ٢٠١١» لم يكن غير فرصة مواتية للجماعة المتآمرة للقفز على السلطة وتولى الحكم، والتمكن من السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، كخطوة ضرورية ولازمة لإقامة دولة الجماعة بدلًا من الدولة المصرية.

عة إلى الحكم فى ظل الفوضى وغيبة الوعى والرشد العام، فى ظل موجة شديدة الوطأة من الخداع والتضليل والتآمر،...، لكن الله سلَّم وانكشفت المؤامرة للشعب وظهر الوجه القبيح لجماعة التطرف والضلال والإرهاب، فخرجت الملايين المصرية إلى الشوارع والميادين؛ لإسقاط حكمهم والخلاص من ضلالهم،...، فكانت ثورة الثلاثين من يونيو التى حققت إرادة الشعب فى الخلاص منهم وإنقاذ البلاد من الضياع والسقوط.