هم ملح الفن ومقبلاته .. بدونهم لا يستقيم العمل الفنى سواء كان دراميا او تليفزيونيا ..لا غنى عنهم فى أى عمل سينمائى .. تجدهم فى شكل مجموعات على بعض مقاهى القاهرة فى انتظار «الريجسير» لكى يأخذهم الى العمل الفنى مقابل حفنة من الجنيهات ..
ليس لديهم نقابة تجمعهم ولا كيان يدافع عن حقوقهم .. محرومون من أبسط أنواع الخدمات سواء كانت معاشات أو تأمينا صحيا ..
ومع ذلك يؤدون عملهم الفنى بكل حب . مخلصون فى أداء أدوارهم أمام الكاميرا وفى الحياة مع أسرهم .. يعشقون الفن رغم أدوارهم الثانوية أمام أبطال لمعت أسماؤهم فى سماء الفن ..
إنهم الكومبارس ..هذه الفئة الفنية التى تعانى التهميش خلف الكاميرا وأيضا فى شتى أنواع المجالات فى الحياة ..
«الأخبار» قررت فتح ملف الكومبارس فى مصر للوقوف على معاناتهم ومشاكلهم لنقلها الى المسئولين عبر السطور القادمة.
على «عربية» كشرى بميدان أحمد حلمى تقف الفنانة فاطمة السيد عوض الله الشهيرة بفاطمة كشرى باحثة عن رزقها..
بمجرد ان تضع قدمك فى الميدان وتسأل عن فاطمة كشرى يتسابق العشرات لمساعدتك فى الوصول إلى مكانها.. امرأة فى العقد السادس من عمرها ومع ذلك لازالت تتمسك بالحياة والأمل والرغبة فى عيشة أفضل ..
حالة من الرضا غير الطبيعى تنتاب فاطمة كشرى رغم الظروف التى تعانى منها ككومبارس وغيرها من الفنانين أصحاب الأدوار الثانوية ..
تقول فاطمة إنها اتجهت لبيع الكشرى فى ميدان شهير بحثا عن الرزق خاصة بعد وفاة زوجها الذى كان يعمل فى نفس المهنة تاركا لها 3 من الأبناء مشيرة إلى أن الكومبارس فى مصر «غلابة واللى بيقع منهم محدش بيشيله»، فهم يتعرضون لكافة أنواع الظلم سواء من الريجسير الذى يستحل عرقهم ويقتطع من قوتهم أو شركات الإنتاج التى لا توفر وسائل انتقال لهم للعمل الفنى أو من مسئول الوجبات الذى لا يرونه إطلاقا خلال الأداء الدرامي..
تستطرد فاطمة كشرى قائلة: إنها تعرضت مؤخرا لوعكة صحية كبيرة ولم يقف بجوارها أحد باستثناء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وجهت له مناشدة عبر إحدى القنوات الفضائية واستجاب لعلاجها على نفقة الدولة حيث كانت تعانى من الفتاق..
وتضيف فاطمة: إن متوسط أجر الكومبارس فى اليوم الواحد قد يصل إلى 100 جنيه وهو الأمر الذى لم يعد مقبولا الآن فى ظل الظروف الحياتية الصعبة كما أنها تتمنى إنشاء نقابة للكومبارس توفر لهم كافة الخدمات سواء كانت صحية أو سكنية أو مرتبطة بالمعاشات والتأمينات وغيرها من الخدمات النقابية..
أمنية فاطمة هى أن تحصل ابنتها المطلقة التى تعولها على شقة من الدولة خاصة أن والدها توفى وتعيش معها فى شقة بالإيجار الشهرى مقابل 2500 جنيه شهريا.
