هم ملح الفن ومقبلاته .. بدونهم لا يستقيم العمل الفنى سواء كان دراميا او تليفزيونيا .. لا غنى عنهم فى أى عمل سينمائى .. تجدهم فى شكل مجموعات على بعض مقاهى القاهرة فى انتظار «الريجسير» لكى يأخذهم الى العمل الفنى مقابل حفنة من الجنيهات.. ليس لديهم نقابة تجمعهم ولا كيان يدافع عن حقوقهم .. محرومون من أبسط أنواع الخدمات سواء كانت معاشات أو تأمينا صحيا.. ومع ذلك يؤدون عملهم الفني بكل حب.
مخلصون فى أداء أدوارهم أمام الكاميرا وفى الحياة مع أسرهم .. يعشقون الفن رغم أدوارهم الثانوية أمام أبطال لمعت أسماؤهم فى سماء الفن .. إنهم الكومبارس ..هذه الفئة الفنية التى تعانى التهميش خلف الكاميرا وأيضا فى شتى أنواع المجالات فى الحياة .. «الأخبار» قررت فتح ملف الكومبارس فى مصر للوقوف على معاناتهم ومشاكلهم لنقلها الى المسئولين عبر السطور القادمة.
محمود عيسى كومبارس ومساعد ريجيسير..
شاب عمره ٢٥ عاما يحلم ان يصبح ممثلا شهيرا منذ اكثر من ١٠ سنوات لكن اصطدم حلمه بصخرة الواقع وتعرض للنصب من الكثيرين الذين استغلوا حبه للفن..
يصف حاله وحال زملائه من الكومبارس قائلا «احنا مش صفر لا احنا تحت الصفر»..
محمود شاب بسيط من محافظة المنوفية ويمتلك موهبة جبارة فى التمثيل وتقليد الفنانين الا انه لا يستطيع ابراز موهبته ويتعرض للظلم من مكاتب الcasting نتيجة الواسطة والمحسوبية ،هذا اضافة لتفضيلهم للفتيات والسيدات عن الشباب الذكور ،اما المعاناة فهى كثيرة بدءا من النصب واضطراره للعمل فى اسوأ الظروف واقل الامكانيات وفى النهاية قد لا يتقاضى أى اجر ،وأكمل بحزن «محدش بيبص علينا خالص ولو بصوا بتبقى نظرة دونية من اول شركات الانتاج الى الممثلين والمنتجين ومكاتب ال casting .»..
واضاف ان فى وقت التقديم لمسلسل الاسطورة للفنان محمد رمضان كان من المفترض ان يقدم دورا هاما فى الحلقات واداه فى البروفات بشكل ابهر المخرج وشعر بسعادة بالغة لما لاقاه من تشجيع وترحيب له وبموهبته لكن مع الاسف تم اختيار شخص اخر للقيام بالدور بسبب الواسطة ، مضيفا «الكومبارس فى مصر خيال ماته»..
لم ييأس محمود كما يوضح حيث بدأ فى الانضمام للورش التمثيلية لثقل موهبته ولضمان عبوره لعالم التمثيل والفن ورغم ارتفاع ثمنها والذى بلغ حوالى ٣ الاف جنيها الا انه تحملها ليستطيع عرض موهبته لكن للأسف لم يتم اختياره للقيام باى دور ايضا، محمود مؤمن بان «اللى عنده حلم لازم يعمل المستحيل علشان يوصله»، ورغم أن يعمل فى المحارة والسباكة لمساعدة والده وشقيقاته الا ان حلم العمل بالفن لم يفارق خياله..
ووجه حديثه للمنتجين والنجوم الكبار قائلا «حسوا بالكومبارس والوجوه الجديدة اللى بتعانى علشان تثبت موهبتها.
