64% يتابعون الأبراج معظمهم مراهقون ونساء

ملتقى الأزهر للفلك: التنجيم زائف والاعتقاد بتأثير النجوم «شرك»

كبار العلماء خلال الملتقى
كبار العلماء خلال الملتقى

أكد د. على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن الاعتقاد بوجود للحركات النجمية فى حياة الناس وسعادتهم وشقائهم أمر منهى عنه، وأننا نعتقد اعتقادا جازما أن ما فى كون الله لا يسير إلا بما أراد الله، واعتقاد غير ذلك شرك، وأوضح أن الله جعل حركة الشمس والقمر والنجوم سببا فى الفصول، وبها يمكن الاستدلال على ما يحدث فى النبات والحيوان والإنسان، وهذا أمر يعرفه الكثير من أهل الفلاحة والزراعة وهو علم نافع ومحمود. جاء ذلك فى كلمته فى الملتقى الأول لمركز الأزهر العالمى للفلك الشرعى الذى عقد بعنوان: «صناعة التنجيم والأبراج بين العرف والشرع والفلك» بحضور كبار العلماء.

وشدد د. محمد الضوينى وكيل الأزهر على أن التنجيم محاولة يائسة يكشف العلم الصحيح بطلانها وزيفها وأن التنجيم علم زائف يعبث بمخاوف الناس ويتاجر بآمالهم.

وأكد أن موضوع الملتقى يمس قضية حياتية شغل بها كثير من الناس دون وعى أو إدراك لخطورة هذه القضية؛ فقضية التنجيم اليوم اقتحمت كثيرا من البيوت عبر وسائل الإعلام المختلفة، التى تروج لظاهرة التنجيم ومعرفة المستقبل، لاستقطاب أكبر عدد من المتابعين لبرامجها، ولزيادة أرباحها، بعيدا عن قانون الإيمان، وميزان القيم والأخلاق، مبينا أن هذا الرواج الكبير الذى يحظى به التنجيم فى الفترة الأخيرة عبر تلك الفضائيات وغيرها، ربما كان سببه رغبة الإنسان فى معرفة ما يخبئه المستقبل، وهذا الفضول قل أن يسلم منه إنسان. 


وشدد على أن التنجيم الذى يقوم على الكذب والدجل، وتأكيد الأوهام فى النفوس، ليس له أى أساس علمى صحيح، ومهما استخدم المنجمون من وسائل التكنولوجيا الحديثة، ليوهموا الناس أن القضية علمية فلا يعدو ذلك أن يكون محاولة يائسة يكشف العلم الصحيح بطلانها وزيفها.

وأكد أننا لا نحتاج إلى التنجيم الذى يعبث بمخاوف الناس، ويتاجر بآمالهم، وإن ادعى أهله أنه علم، فهو علم زائف، قصارى ما يقدمه آراء لا تخضع لتجربة، ولا تثبت أمام قواعد العلم، فضلا عما يحدثه من إفساد عقائد الناس وأفكارهم حين يجعلهم يؤمنون بتأثيرات الكواكب والنجوم بعيدا عن الواحد الأحد، موضحا أننا نحتاج إلى علم الفلك الذى يضبط حركة الحياة، ويفتح أمام الأمة آفاق الوجود؛ لتسود وتقود.


وأوضح د. إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الملتقى يهدف إلى مواجهة العقل الوهمي، فالتنجيم كان يعد قديما علما من أخطر العلوم وكانوا يطلقون عليه علم الأزمان، وأن الأسطورة أو العقل الوهمى دائما لها تأثير فى توجيه الإنسان، وهو ما واجهته الأديان وبينه القرآن الكريم فى آيات كثيرة، وأضاف أن علم الفلك مطلب شرعى لاعتماد الكثير من الأحكام الشرعية عليه، وشدد على ضرورة التصدى لتصحيح الكثير من المفاهيم المتعلقة بعلم الفلك لخطورة ما نراه من انحرافات تمس عقائد الناس فالغيب بيد الله وحده.


وأضاف د. أحمد عبد البر مدير مركز الأزهر للفلك أن هدفنا هو توضيح الفرق بين الفلك والتنجيم والأبراج علميا وشرعيا. وأوضح أن التنجيم قائم على ادعاء معرفة الغيب والغيب بيد الله استأثر به وتفرد بعلمه. وأشار إلى أن المركز تم إنشاؤه بتعاون ثلاثى بين مجمع البحوث الإسلامية وجامعة الأزهر ووكالة الفضاء المصرية، حيث يمثل هذا المركز محورا مهما من محاور استراتيجية الأزهر الشريف فى التعامل مع القضايا المستحدثة والتى تحتاج إلى الدمج بين العلوم الشرعية والتخصصات العلمية المختلفة وذلك بالتكامل مع مؤسسات الدولة بما يحقق الشراكة المجتمعية.


وأكد عبد البر أن المركز يهدف إلى نشر الثقافة الفلكية ورفع الوعى المجتمعى تجاه قضايا الفلك ومهنة أو صناعة التنجيم ومن تتبع المركز من أول بداية هذا العام الميلادى ورصده لتوثيق نسب اعتقاد المصريين لمضامين الأبراج والتنجيم، وأضاف أن ذلك كان واضحا فى عدة دراسات منها دراسة تحت إشراف د. جمال عبدالحي، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أوضحت أن نسبة من يتابعون مضامين الأبراج والتنجيم حوالى 64.6 %، ويعتبر التنجيم ومضامين الأبراج فى الترتيب الرابع التى يفضل متابعتها المراهقون وخاصة النساء وذلك بنسبة 44.6% إلى 32.7% فى الذكور وأيضا متابعة مواقع التواصل الاجتماعى التى يتابعها المراهقون لمعرفة مضامين الأبراج ومتابعة العرافين بنسبة 83.3% وكذلك البرامج التليفزيونية بنسبة 24.7%، يليها حظك اليوم فى الصحف والمجلات بنسبة 22.7%، وجاءت متابعة كتب الأبراج والدجل بنسبة 0.5%.


وأشار إلى أن المركز قد رصد مدى اقتناع المراهقين بمضمون الأبراج والتنجيم فى وسائل الإعلام من توقعات مستقبلية فجاءت فئة «لا أصدقها» بنسبة 53.9% وفئة «اقتنع بها» بنسبة 40.4%، ومن هذه النسب تبين لنا أن هناك دوافع للمراهقين تجعلهم يتابعون مضامين الأبراج والتنجيم، وأشار إلى أن ذلك دفع مركز الأزهر للفلك لتوضيح الفرق بين الفلك والتنجيم والأبراج علميا وشرعيا؛ وخاصة فى ظل تجديد الفكر والخطاب الدينى حيث إنها ضرورة تفرضها تحديات العصر فى ظل المعتقدات الفلكية الخاطئة، وتأثيرها على الثقافات المختلفة.


وقال د.جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية بحلوان، عضو مجلس إدارة مركز الأزهر العالمى للفلك الشرعي: إن موضوع الملتقى يهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن اللغلط الدائر بين الفلك والتنجيم، موضحًا أن علوم الفلك لها أهمية كبيرة للتفكر والتدبر فى هذا الكون الفسيح، وقد أشار إليها القرآن الكريم فى مواضع كثيرة قال تعالى: «فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ»، وقوله تعالى: «وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ».

وأكد القاضى أن الملتقى يعد استكمالا للمسيرة التى قام بها قدماء المصريين وعلماء الأزهر لتوضيح العلوم الصحيحة لدحض الأكاذيب والشائعات التى يروجها المنجمون والدجالون بهدف تضليل الشباب الذى يعتمد على وسائل التواصل الحديثة فى استسقاء معلوماته، وشدد على أهمية نشر ثقافة علوم الفلك لدى العامة والمتخصصين، وتدريب كوادر بشرية من العلماء لدحض الشائعات التى انتشرت فى المجتمعات خاصة بعد انتشار فيروس كورونا وتداعياته.


وقال اللواء د. محسن الفحام، مساعد وزير الداخلية الأسبق: إن ظاهرة تضليل الناس نتيجة ممارسة أعمال التنجيم بدأت فى الآونة الأخيرة  تتسع حتى إن العديد من وسائل الإعلام والفضائيات المختلفة تتسابق فى استضافة من يدعون أنهم علماء الفلك المطلعين على حركة الاجرام السماوية والأقمار المدارية. وأشار إلى أن جريمة التنجيم جريمة بلا قانون، والإفلات من تلك القضية أصبح ظاهرة فى مجتمعاتنا وواقعًا نعيشه، وذلك يرجع لعدم وجود تشريع يعاقب عليها، مشيدًا بدور الأزهر ورسالته فى رفع الوعى بهذه القضية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تؤثر على استقرار المجتمع، مطالبًا بضرورة التدخل لإضافة مواد لقانون العقوبات تؤثم أشكال التنجيم وأعمال السحر والشعوذة بطريقة مباشرة لوأد الظاهرة فى مهدها.

اقرأ ايضا | توصيات لملتقى الأزهر العالمي للفلك الشرعي بشأن ظاهرة التنجيم