لقاء الوداع

أسامة عجاج
أسامة عجاج

 وكأننا على موعد مع القدر، لم يسمح لى ظرفه وظروفى باللقاء، للإطمئنان عليه وتهنئته بكتابه الجديد، سوى يوم السبت الماضى على الثالثة عصرا، جلسنا معا قرابة الساعة، وجه شاحب، أصابنى بالقلق عليه، فكان المدخل هو الإطمئنان على أحواله الصحية، فزاد قلقى عليه، بعد علمت منه  تجدد إصابته بمرض عولج منه، وآخر يعانى منه أشد المعاناة، كان فى نفس اليوم على موعد مع طبيبه الفرنسى الذى يزور القاهرة بالصدفة، واليوم الخميس كان على موعد آخر مع طبيب القلب، بعد أن تعددت الجلطات، التى جعلته يعانى من أقل مجهود حتى من مجرد الوضوء، كما قال لى، حملته جزءا كبيرا من معاناته الصحية، بعد أن شاهدت أمامه علبة سجائره، فوعدنى بالإقلاع عن التدخين نهائيا، مع ياسر رزق لا يمكن أن نلتقى دون حديث عن الشأن العام والأوضاع السياسية، خاصة مع الجدل الكبير الذى أثاره كتابه الأخير، رغم أنه يتناول حقبة عاشها الجميع بكل تفاصيلها اليومية، اتفقنا واختلفنا فى الحوار، دون أن أدرى أنه اللقاء الأخير، وليته طال، حديث طويل فى الشأن العام والمثير فى الأمر، إننا تحدثنا عن أيامه القادمة، ومشروعاته للمستقبل على الصعيد المهنى.  


 ياسر رزق هو (الفتى الذهبى) ليس للأخبار فقط بل للصحافة المصرية، منذ اليوم الأول لالتحاقه بجريدة الأخبار، عندما تزاملنا معا فى تغطية أخبار القوات المسلحة، والعمل كمحررين عسكريين، هو للصحيفة، وأنا لمجلة آخر ساعة عملت تحت رئاسته فى فترتى رئاسته لتحرير الأخبار فى عام ٢٠١١ و ٢٠١٤، اختلفنا كثيرا على الصعيد السياسى، ولكن سادت علاقتنا الاحترام المتبادل، والإقرار من جانبى أننى أمام صحفى من الطراز الأول، دفع ثمن حبه للمهنة، وانحيازه لها  إنسان من طراز فريد، ياسر رزق طبت حياً وطبت ميتاً.