ياسر رزق ورحيل «الخماسين»

نوال مصطفى
نوال مصطفى

لا أصدق أن ياسر رزق مات!
 لا اعتراض على القضاء والقدر فكلمة الله نافذة على خلقه وودائعه فى الدنيا. لكن ياسر كان العبق الجميل الباقى من زمن الرواد مصطفى وعلى أمين.. موسى صبرى.. سعيد سنبل.. إبراهيم سعده.. جلال دويدار. هؤلاء الأساتذة الكبار الذين تربينا صحفيا على أيديهم وكان لنا حظ أن نلحق آخر سنوات عطائهم وخبراتهم الفريدة.


 كان ياسر ابنا مخلصا لهذه المدرسة الصحفية الكبيرة «أخبار اليوم» التى أسسها الكبار مصطفى وعلى أمين وجلال الدين الحمامصى. صحفيا أربعا وعشرين ساعة. لا يتوقف عقله عن التفكير فى السبق والموضوع والحملة الصحفية التى تهز الرأى العام وتؤثر فيه.


 تولى ياسر منصب رئيس تحرير الأخبار مرتين. ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم مرة. لكنه كان أولا وأخيرا صحفيا يبحث عن الأسرار والخفايا، وكاتبا أديبا جميل الأسلوب من سلالة الصحفيين الأدباء، مصطفى أمين، وموسى صبرى ويوسف إدريس وجمال الغيطانى وغيرهم.


 فقدت الصحافة العربية فارسا حقيقيا.. وكاتبا كبيرا.. وقامة صحفية سيظل يذكرها التاريخ.


 أحب أن يتركa لنا ذكرى جميلة قبل أن يرحل فبدأ كتابه أو ثلاثيته «سنوات الخماسين» وكان ينوى أن يكملها إذا ما امتد به العمر.. لكن القدر كان أسرع!
 رحم الله الصديق الغالى والأخ القريب من قلبى وفكرى الكاتب القدير الأستاذ ياسر رزق.