هل يري مدير مصلحة الضرائب أن تفاني أولياء الأمور في تجهيز أولادهم للمستقبل من سبل الرفاهية؟
لا توجد أسرة مصرية غير مشغولة بمستقبل أبنائها، وتأمين أكبر جزء ممكن منه، بالإدخار أو غيره من الافكار التي تستهلك بعضا من ميزانية الأسر كل واحدة حسب إمكانياتها، بعضها قادر، وهناك من لا تسمح له ظروفه إلا باختيار واحد اسمه ( الاستثمار في تعليم الأولاد)، معظم هذه الأسر توجه ما يفيض عن ( الستر) باتجاه التعليم، لا شقة ولا رصيد ولا شالية في قرية سياحية، تقدم لأبنائها الشيء الذي لن تتغير قيمته بمرور السنين، تهرب من مشاكل التعليم التي نعرفها جيدا، وتتجه إلي نوع شائع في مصر منذ فترة وهو التعليم الأجنبي الذي يقدم طريقة تعليم تجيد تأسيس الطلاب، ربما هناك بعض التحفظات علي هذا النوع لكن ليس هذا مجال الحديث عنها.
الحديث اليوم عن الحكومة التي قررت أن تعاقب أولياء أمور اختاروا أن (يموتوا نفسهم بالبلدي في العمل والسفر) من أجل الإلتزام بسداد أقساط المدرسة، مقدمين لمستقبل البلد كوادر مؤسسة بطريقة تفكير مختلفة وقدرات عقلية مميزة، قررت الحكومة أن تعاقبهم بفرض ضرائب علي مصروفات المدرسة، أو كما قال رئيس مصلحة الضرائب « من يمكنه سداد مصاريف التعليم الدولي عليه تحمل الضرائب»، وكأن التعليم الدولي طعام قطط يعبر عن رفاهية ما، تستحق الضرائب، هل يري مدير مصلحة الضرائب أن تفاني أولياء الأمور في تجهيز أولادهم للمستقبل من سبل الرفاهية؟، يعني الحكومة تطفش المستثمرين والسياحة ورجال الأعمال ولم يتبق لهم سوي مستقبل بعض أبناء هذا البلد؟، هل يعلم مدير مصلحة الجباية أن بعض هذه الأسر لو كانت تعرف مدرسة حكومية مجانية محترمة لما فكروا في التعليم الدولي ووفروا التعب والأموال لأمور أخري؟، هل يعلم مدير المصلحة أن التعليم الاساسي الدولي في مصر يتم تقديم ما يشبهه وربما بمستوي أفضل في بلده الأصلي كتعليم مجاني، هل يعلم مدير الضرائب أن المنطق الذي سيفرض به هذه الضريبة منطق موغل في الحقد والطبقية؟
فشلت الدولة في إدارة (كام مطار) عبارة عن أسفلت وسير للحقائب وبرج مراقبة فاستعانت بالأجانب، قوم أنتوا تعاقبوا من يحميكم من الاستعانة بالأجانب مستقبلا بتعليم يؤسس العقل المستقبلي لهذه الدولة فتفرضوا عليهم جباية عمياء، كل ولي أمر يدفع ضرائب عما يكسبه وهذا الطبيعي، لكن ضرائب لأنه يحسن تعليم ابنه ... ليه؟ ولا انتوا عايزين جيل جديد يكتب (الذال) ( زين) زي وزير التعليم؟