عين الحياة

أنت تستحق...

مغازي شوقي
مغازي شوقي

الانسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم .تعريف قرأته عن النجاح . وأعظم نجاح تحققه يبدأ من معرفتك لذاتك . ربما مع مرور العمر تتغير بعض قناعاتنا ورؤيتنا للأمور.  احدى هذه القناعات التي تغيرت عندى هي – أنه حينما  لا يحبك البعض  بينما أنت واثق بنفسك وتحترمها فذلك أهون كثيراً من أن يحبك كل الناس وأنت لا تعرف نفسك ولا تثق بها - عليك أن تقدر ذاتك جيداً دون غلواء أو تقليل .. أن تسبح بأعماق شخصيتك فتعرفها جيداً ، وأن يكون بينكما حوار صادق  دائم  : من أنت ؟ وماذا تريد حقاً من هذه الحياة ؟ إجابات هذه الأسئلة هي دستور تقدير الذات . أن تعرف نفسك وتتقبل ذاتك فتقوم مناطق ضعفها وتحسن من نقاط قوتها للأفضل. 
وفي رحلة خلوتك مع نفسك ستكتشف أنك تستحق السعادة حقاً ،فلا تسمح لأحد أن يكون مصدر الكدر والكآبة لك ، عليك أن تتذكر بل وتعي على الدوام  أنك من حقك أن تحيا سعيداً وأن لا تمضي عمرك في استجداء رضا الآخرين . فارضاء الناس غاية لا تدرك .. وإرضاء رب الناس في عبادات لا تترك ،فدع عنك مالا يدرك لما لا يترك .. ويقيناً فإنك إن أرضيت ربك ، نلت رضاه ، و إن شعرت بالرضا ، حيزت لك سعادة الدنيا و صار الكون لك .  
في رحلتك نحو ذاتك ،راجع علاقاتك وقيمها ثم ازرع بداخلك أنك تستحق علاقات تجعلك مطمئناً ، تسمح لك أن تخلد لنومك يومياً في سكينة وهدوء .. أن تكون دوماً محاطاً بمن يحملون لك الإحترام ويرسمون الحب دوائراً  وقلوباً من حولك ، يروون روحك بالجمال ويحفظون ذكرك في غيابك ، فتبقى دوماً آمنا لأن ظهرك محمي بهم . ولأنهم حقاً - كشركاء حياة - عون على تخطي الصعاب  و العقبات ، لا ينصبون فخاخ الشوك  و لا يبنون الحواجز الصخرية في طريقك .. عليك أن تكون مع من يحبك حقاً من كل قلبه ، لا مع من يتصدق عليك ببواقي مشاعره وفضلاته .. لا تقلل من قدر نفسك ولا تقبل بأقل مما ترى أنك تستحقه . 
كن مدركاً بأنك في هذه الرحلة قد يغادرك البعض عمداً .. فلا تنتظر عودتهم أبداً على رصيف القطار وحيداً فقط تصافح الهواء وتدعوه للإنتظار معك . يا صديقي .. القطار المغادر لا يعود . ربما يتوقف في محطات أخرى . أخبر قلبك بأنك  لن تنتظر أحداً ربما لن يعود إليك  ، أنت تستحق ذلك الشخص الذي لن  يغادرك أبداً..من أجل ذلك انتقي فيما هو قادم ..فلا تصاحب من لا يفهمك ،و لا تجالس من لا يعرف قيمتك ، لا تأسف على من يتركك في منتصف الطريق ، وقديماً قالوا : لا تحب من لا يراك أهم وأجمل شيء في حياته .. وعلق على جدار غرفتك  عبارة أنك تستحق أن ينظر إليك أحدهم متباهياً وكأنك كل انتصاراته.. يراك وكأنك كل فرحته وفخره
واعلم أن الطريق مليء بالمطبات والحفر  فإن حدث وسقطت فحاول ان تنهض مسرعاً خيراً من أن تبقى ساقطاً على الأرض فتدوسك الأقدام والسنابك .. محاولة النهوض من العثرات أشرف من الإستكانة والإنهزامية وجلد الذات.  وتذكر إذا نهضت أن أول شيء تفعله هو أن تزيل هذه النظارة التي تضعها على عينيك  حتى ترى الطريق بألوانه الحقيقية. فأنت من تلون حياتك. 
يا صديقي ، حان الوقت لكي تغير من نفسك وتراجع بعض قناعاتك  وتشغل جميع قدراتك التي منحك  إياها الخالق . أن تبحث بداخلك عن النسخة الأفضل منك .. و ليس السؤال هنا كيف سيراك الناس ولكن السؤال هنا حقاً كيف سترى نفسك  . فكما ترى نفسك سيراك الناس . ودعني أشاركك أجمل ما قرأت : دع روحك تخضر بالتفاؤل ..واجعلها قوية فأنت تستحق المقاومة لأجل أحلامك لا من اجل الانهزام .. فكن مؤمناً بنفسك .. كن واثقاً بذاتك واعلم أنك تستحق.